الأربعاء، 14 يناير 2009

التحالف المصري ـ السعودي يلقي بثقله السياسي وراء الجهد الحربي الإسرائيلي في غزة

مبارك وعبد الله يرفضان عقد قمة عربية من أجل غزة ، ويحثان آخرين على مقاطعتها
الغزاويون بدأوا استخدام مقابر جماعية بسبب العجز عن اسيعاب المزيد من الجثث
... ومحمود عباس يرفض مقاضاة إسرائيل على جرائمها !!
القاهرة ، الرياض ( وكالات ) : أعلنت مصر رسميا رفضها عقد قمة عربية طارئة في الدوحة يوم الجمعة القادم ، بناء على دعوة أمير قطر ، لبحث التطورات في غزة ، لاسيما بعد رفض إسرائيل الموافقة على قرار مجلس الأمن القاضي بقوقف إطلاق النار في غزة ، وفق ما جاء في خطاب الدعوة القطري . ولم تكتف مصر بذلك ، بل سارع رئيسها حسني مبارك إلى السفر عاجلا إلى السعودية . وبعد اجتماع قصير مع الملك السعودي ، أعلنت السعودية تأدييدها للموقف المصري . وفي آخر الأخبار الواردة من القاهرة ، قالت جامعة الدول العربية إن 12 دولة وافقت على حضور القمة ، فيما لا يزال النصاب غير مكتمل ( 15 دولة) . وجاء لحظة كتابة هذا التقرير أن المغرب وافقت أيضا على حضور القمة . وكانت مصادر إعلامية وإسرائيلية أشادت يوم أمس بالدور المصري ـ السعودي في الأزمة الراهنة ، ووصفته بأنه " خط الممانعة الإسرائيلي في مواجهة خط الممانعة الذي يجمع تحالف الإرهابيين وداعميهم في المنطقة " . وكان من اللافت تصريح تسيبي ليفني وزير الخارجية الإسرائيلية اليوم ، حيث أشارت إلى " أننا ( إسرائيل ومصر) لا نتفاوض في القاهرة مع حماس ، وإنما نتفاوض ضدها " ، وهو أبلغ تعبير رسمي إسرائيلي عن التحالف الإسرائيلي ـ المصري بوجه المقاومين في غزة إذا ما وضعنا جانبا ما كشفه الرئيس الفرنسي قبل أسبوعين حين أشار إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك أخبره بأن " انتصار حماس على إسرائيل .. ممنوع " !
في غضون ذلك ، بدأ الغزاويون يجدون صعوبة كبيرة في دفن شهدائهم المدنيين ، فأصبحوا يلجأون إلى المقابر الجماعية . وقالت وكالة رويترز عصر اليوم في تقرير لها حول هذه المشكلة الجيدة في غزة " إن مقبرة الشيخ رضوان الكبيرة معبأة عن اخرها- كغيرها من المقابر في مدينة غزة- بشواهد القبور البيضاء ، وهناك لافتة على السور الخارجي كتب عليها "المقبرة ممتلئة " . وأشار التقرير إلى أن " هذه مشكلة شائعة في غزة التي زاد عدد سكانها الى ثلاثة أمثالهم خلال جيل واحد تقريبا. ولكن التعليمات التي تفيد بضرورة استعمال موقع اخر على مقربة من المدينة يمثل مشكلة كبيرة في هذا الصباح الشتوي المشمس. فالمقبرة الجديدة تقع في الجانب الاخر من طوق الدبابات الاسرائيلي حول المدينة " . وبحسب التقرير فإن " الاقارب لجأوا الى حفر القبور بأنفسهم لانه ليس هناك حفارو قبور في هذه المقبرة لان من المفترض أن تكون ممتلئة والعمل فيها متوقف. كما يتناقض مع يفعلونه مع تعاليم الدفن الشرعية الاسلامية التي تعارض مشاركة المقابر الا في أوقات الطوارئ (...) وفي الناحية الاخرى من المقبرة يدفن شاب اخر ، هو باسل خير الدين ، صديقه في قبر شخص غريب. لم يتمكن من العثور على مكان قريب من أسرة الفقيد".
في غضون ذلك ، رفض رئيس السلطة الدحلانية العميلة في رام الله محمود عباس مقاضاة إسرائيل على جرائمها أمام القضاء الدولي . وكشف محامون نرويجيون عن أن عباس رفض طلبهم بأن يتقدم بشكوى إلى المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية لكي يتمكنوا من متابعة الأمر لملاحقة ضباط الاحتلال على جرائمهم. وقال هؤلاء المحامون " لا نريد منه ، بوصف رأس السلطة المعترف بها من الغرب ، إلا التقدم بشكوى للمدعي العام في المحكمة ، والباقي نحن نتكفل به " . وبموجب نظام المحكمة فإن عباس والحكومة الأردنية هما الجهتان العربيتان الوحيدتان القادرتان على ذلك ، الأول باعتباره مسؤولا عن الشعب الفلسطيني ، والأردن بوصفها الدولة العربية الوحيدة التي وقعت على اتفاقية روما الخاصة بإنشاء المحكمة . هذا إذا استثنيا طبعا دولتين عربيتين (!؟) أخريين وقعا ميثاق روما ، وهما جيبوتي وجزر القمر اللتين ربما لم يسمعا حتى الآن أن هناك حربا في غزة ، بالنظر لأنهما تتلقيان الأخبار بواسطة ... قرن الخروف !

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق