الاثنين، 26 يناير 2009

من المسؤول عندما ستصبح " حماس " الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين!؟ بقلم : مردخاي كيدار

تعزيز حضور حماس في اوساط الفلسطينيين بعد حملة 'رصاص مصهور' يمكن رده إلى بضعة أهمها أن السلطة الفلسطينية برئاسة ابو مازن اتهمت بانها كانت في جزءا من الحملة ، بل وشجعت اسرائيل على ضرب حماس، بعد أن طردت 'حركة المقاومة الاسلامية' السلطة من القطاع في حزيران (يونيو) 2007.
كثيرون، في مدن الضفة ايضا، غاضبون من السلطة الفلسطينية التي لم تعلن عن قطع علاقاتها مع اسرائيل اثناء القتال، مثلما فعلت موريتانيا وقطر. والغضب موجه مباشرة الى ابو مازن الذي اتهم حماس بالمسؤولية عن سفك دماء الفلسطينيين وهكذا ضعضع شرعيته نفسها كرئيس للفلسطينيين.
قادة حماس ومعظم رجالها نجوا من الهجوم الاسرائيلي رغم شدته، وهكذا تعززت صورة الحركة بانها الجديرة بقيادة كفاح الشعب الفلسطيني. معظم الجمهور الفلسطيني يتهم اسرائيل، وليس حماس، بالخسائر بالارواح وبالاملاك.الجيل المتوسط لرجال حماس هو نحو نصف الجيل المتوسط لقادة م.ت.ف . ابو مازن، بالمقابل، هو شيخ من مواليد صفد، ويعتبر منقطعا. نظافة أيدي قادة حماس جلبت لهم النصر في الانتخابات في كانون الثاني (يناير) 2006 على م.ت.ف التي تعتبر منظمة فاسدة وكريهة.
حماس، في اعقاب صمودها، عرضت على مدى كل الحملة من القناة ذات النزعة الاسلامية 'الجزيرة' بصفتها الحركة المقاتلة الاصيلة الفلسطينية الوحيدة بينما م.ت.ف عرضت كمنظمة عاجزة وعجوز، تتماثل مع كتلة الدول التي تسير خلف امريكا.
كل العالم العربي يعرف ان الرئيس المصري حسني مبارك، ولا سيما عمر سليمان، وزير مخابراته، كانا سيفعلان بحماس بأيديهما الف مرة ما فعلته اسرائيل. ومع ذلك، فان مصر غير قادرة على الزام قادة حماس حتى بالمجيء الى القاهرة لجولة محادثات. السلطات المصرية لا تنجح في وقف التهريب، وحماس نجحت في أن تفرض على الحكومة المصرية عدة مرات فتح معبر رفح دون رقابة، رغم التعهدات الدولية لمبارك.
في اعقاب الحملة نجحت حماس في ان تموضع نفسها كالمنظمة الاكثر تأثيرا على السياسة العربية، حين منع حضور خالد مشعل مؤتمر القمة في الدوحة ابو مازن من الوصول اليه. وتعتبر الحركة قوة صاعدة، تهز كراسي الملوك والرؤساء الاكثر تأثيراً في العالم العربي ـ الملك عبدالله السعودي والرئيس المصري مبارك.فهل من الغرابة أن حماس تصعد؟ ليس بعيدا اليوم الذي تحظى فيه حماس بلقب 'الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني'.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ـ أكاديمي ومستعرب إسرائيلي يعمل في جامعة بار إيلان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق