مجدوك سياسياً، وتنظيمياً، وإدارياً، وحياتياً، وفكرياً، ولكنك لم تأخذ حقك في الرثاء، ولم تأخذ نصيبك من الدموع التي تفرقت على طول المواجهة، وعرض الصمود، وأنت تمضي مطمئناً على نسيج يداك، سعيداً وأنت تطل على تفاصيل الانتصار، وعلى دقائق المعركة التي حسمت لصالح الشعب الصابر المقاوم، أغمضت عينك لتنام، وأنت تصر على أن الشجاعة صبر ساعة، لقد عبرت الساعات، وارتفعت الرايات، وانكسرت الريح العاتية، وانجلت عن شعب لا يعرف الوهن، وعن جيلٍ جديدٍ مقاومٍ يحاصر المحن.
يا شيخ سعيد، أعيد إليك اليوم ثلاثة مواقف:
الأول: اللقاء الإذاعي، والتلفزيوني الذي جرى معك في ذروة الانفلات الأمني سنة 2006، لقد سقت فيه مثلاً على حاجة الوطن إلى القوة التنفيذية عندما قلت: بأي منطق يتم إطلاق النار في مكتب رئيس بلدية خان يونس ـ المقصود هو كاتب المقال ـ ويتم الاعتداء على مؤسسة عامة تقدم الخدمات للجمهور؟ وهم يعرفون أن رئيس البلدية شخصية وطنية عامة، وأمضى زهوة عمره في السجون الإسرائيلية. فهل هذه وطنية، أم انفلات؟. لقد قلت حقاً يا شيخ سعيد، ولكن لم يسمعك أحد في حينه، ولم يصدقوك.
الثانية: عندما تجاوز قطاع الرواتب في رام الله كل منطق، قلت في لقاء تلفزيوني، وإذاعي، سنة 2008، بأي منطق تقطع رواتب موظفين لهم عشرات السنين، عملوا قبل تأسيس السلطة الفلسطينية، وأمضوا فترات طويلة في السجون الإسرائيلية، وهم ليسوا من حماس، قطعت رواتبهم لأنهم على رأس عملهم فقط. لتأتي المخابرات الإسرائيلية كي تكمل الدور، وتساومهم على صرف رواتبهم. كم كنت رائعاً يا أبا مصعب، وأنت تشرح حالنا!
الثالثة: لم تقل، وإنما فعلت، لنخرج من تحت الرماد، نعلق أكاليل الغار على جبين الوطن، بعد دحر العدوان، وانتصار المقاومة، ونحن نردد: سلمت الأيادي، والعقول، والقلوب، التي رسمت لنا بالكبرياء معالم المرحلة القادمة، ونحن نتجاوز مقولة: وإنها لثورة حتى آخر الشهر. ومقولة: شعب لا يستحق التضحية، لنعبر إلى فيحاء الإرادة مع مقولة: إنه لجهاد، نصر أو استشهاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق