الجمعة، 16 يناير 2009

شجرة حماس! ... بقلم : صلاح حميدة

منذ تأسيس هذه الحركة وحتى اليوم وهي تعطي ولا تأخذ، يضحي قادتها وأبناؤهم قبل عناصرها، حركة يتسابق قادتها على الشهادة، قادة لا يقيلون ولا يستقيلون،حركة لا تعرف التراجع، تؤثر ولا تتأثر،حركة لا تهزها العواصف ولا النوائب، كلما ضربت خرجت أقوى من ذي قبل، حركة مباركة جذورها ضاربة في الأرض، وأغصانها لامست عنان السماء.لا أكتب هنا وصلة مدح لحماس وقادتها، ولا أكتب وصلة من نفاق لأناس قدموا أرواحهم على مذبح الدعوة، مذبح الحقوق الثابتة في أرض فلسطين، أرض بيت المقدس، فهؤلاء الناس لا يقترب منهم من يريد الدنيا ومطامعها، هؤلاء الناس لهم حق علينا أن نقعدهم مقاعدهم التي يستحقون.قدمت حركة حماس الكثير من قادتها وأبنائهم شهداء، ولكن شهادة الشيخ سعيد صيام، كان لها أبلغ الأثر في النفوس، فسعيد صيام يعتبر من الصف الأول في حركة حماس، وسعيد صيام حصل على أعلى عدد من الأصوات في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وتبوأ مراكز هامة في البرلمان والحكومات الفلسطينية المتعاقبة منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية.تميز هذا الرجل القائد بالادارة الامنية السليمة والمحكمة لمنطقة اعتبرت من أكثر مناطق الفوضى والفلتان، واستطاع بفعل الحكمة والحزم اللتين تميز بهما السيطرة على الاوضاع في قطاع غزة، في ظل حصار خانق واستهداف محموم لضرب الاستقرار الداخلي في هذه البقعة من العالم، حتى أنه حاز على إعجاب أكثر الناس حقداً على حركة حماس وعليه شخصياً، لدرجة أن مدير المخابرات المصرية، قال له:-(يجب أن نصنع لك تمثالاً على قدرتك الفائقة في السيطرة على الاوضاع في قطاع غزة).يعتبر سعيد صيام من أكثر قادة حماس تميزاً وحنكة، ولذلك اختير لهذا الموقع في وزارة الداخلية الفلسطينية، وكان تبوؤه لهذا المنصب، مجلبة له للكثير من المصاعب والاتهامات من أعداء الحركة والمتربصين بها، والذين كانوا يمكرون بها بالليل والنهار، ويعملون على استئصالها والقضاء عليها، ولذلك سعوا جاهدين للقضاء عليه واغتياله عدة مرات، ولكن الله قدر أن يتم القاء القبض على هؤلاء جميعاً، وتم إفشال مخططات كثيرة لإثارة الفتنة والفوضى في القطاع، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.شكل الفشل الأمني التراكمي لكل أجهزة استخبارات العالم للقضاء على حماس في قطاع غزة، معضلة كبيرة لصانعي القرار في كافة هذه الأجهزة، واعتبروا أن صيام يقف عقبة أمام مخططاتهم، وأثار غضبهم قدرة وزارة الداخلية في قطاع غزة على ضبط الأمن تحت القصف الشديد، وقدرتها على إحباط كافة المخططات الهادفة للانقضاض على المقاتلين من الخلف، ولذلك وضع الشهيد سعيد صيام على رأس قائمة الاغتيالات، وكان الموعد مع الشهادة عصر الخميس 15/1/2009، واصطفاه الله إلى جواره في عليين.صحيح أن اغتيال سعيد صيام يعتبر ضربة مؤلمة لحركة حماس، ولكن اغتيال سعيد صيام ومن قبله سلسلة طويلة من القادة والعناصر، ثبت حقائق هامة في معركة الفرقان، معركة الفصال بين الحق والباطل، معركة الفصال بين المجاهدين والمنافقين، شهادة صيام عمقت جذور حركة حماس في أرض فلسطين، وأطالت رقبتها إلى عنان السماء، فقد ثبتت حركة حماس، عناوين المرحلة، وعناوين ومحددات المعركة، حددت الطريق ورسمته لجماهير الامة بدماء أبنائها وأشلاء قادتها،نقشت حماس طريق الحق والتحرير لفلسطين من بحرها إلى نهرها، نقشت حقوق الشعب الفلسطيني، في معدن لا يتلف ولا تؤثر فيه عوامل الدهر، ولا مكر المنافقين وأسيادهم، ثبت قادة حماس بدمائهم أن الفكرة والحركة والحقوق والثوابت التي تروى بالدماء لا يمكن أن تنتهي وتستأصل وتصفى.حركة حماس مطالبة اليوم بالعض على جراحها، والاستمرار في قيادة هذا الشعب ، وهذه الأمة التي استحقت أن تكون قائدة لها بكل جدارة ومسؤولية، حماس مطالبة اليوم ألا تكترث للنوائب والتضحيات، حماس مطالبة اليوم أن تستمر بالسير على طريق التمسك بالثوابت ورفض الاستسلام، حماس مطالبة بالاصرار على السير والوصول بالشعب الفلسطيني إلى بر الأمان.والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق