القدومي قد يكون قريبا على رأس تحرك " فتحاوي " كبير لدعم إنشاء مرجعية وطنية فلسطينية تكون بديلا لمنظمة التحرير ، و تكون " حماس " عمودها الفقري !؟
كلمة السر من الأسد لمشعل : عليكم استثمار ما حصل في غزة .. سياسيا !
أولا ـ إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أصبحت فاقدة الشرعية من الناحية التنظيمية والعملية ، ليس لأن عددا من أعضائها قد توفي وحسب ، بل ولأن بعض الفصائل الممثلة فيها ليست سوى دكاكين بالمعنى الحقيقي لا المجازي ، ولا تمثل أحدا على الأرض ، على الأقل في الداخل الفسطيني ، بينما " حماس " و " الجهاد الإسلامي " اللتان تمثلان انتخابيا أكثر من نصف الشعب الفلسطيني داخلا وخارجا، ليستا ممثلتين في قيادة المنظمة ؛
ثانيا ـ إن سلطة رام الله ، ممثلة بزمرة صغيرة من التجار واللصوص والمافيات ، وقسم منهم من عملاء إسرائيل بالمعنى الدقيق للكلمة ( تعاونوا أمنيا مع إسرائيل ضد فصائل وطنية ، وتورطوا في توريد الإسمنت لبناء الجدار العنصري ، وتورطوا في اغتيال عرفات .. إلخ ) ، أثبتت فشلها السافر في تحقيق أي إنجاز منذ إبرام اتفاق أوسلو قبل 15 عاما ، بل أصبح وضع المناطق التي تخضع لسلطتها ، ولو الشكلية ، أكثر سوءا بما لايقاس مما كانت عليه تحت الاحتلال الإسرائيلي السافر . كما أن هذه السلطة تتفرد باتخاذ قرارات وإبرام اتفاقيات مع إسرائيل مدمرة للقضية الفلسطينية على المستوى التكتيكي والاستراتيجي ، ليس لأنها لا تسترشد باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فقط ، كما يفترض أن يكون عليه الأمر ، بل لأنه لم يعد يوجد عمليا لجنة تنفيذية تشرف على هذه المفاوضات ، للأسباب المذكورة أعلاه .
ثالثا ـ إن القضية الفلسطينية ، لاسيما بعد " حرب غزة " ومجيء إدارة أميركية جديدة أحد أهدافها ( بالتشارك مع إسرائيل والسعودية ومصر) تصفية القضية الفلسطينية عبر تسوية تقضي عمليا على ما تبقى من حقوق فلسطينية ، تقف عند منعطف ربما يكون الأخطر في تاريخها . وهو ما يستلزم وجود قيادة وطنية موحدة تمثل أوسع فئات وتيارات الشعب الفلسطيني داخلا وخارجا ، وتكون على مستوى التحديات التي تنتظرها. وتدعو مصادر " الحقيقة " إلى قراءة ما جاء في مقال توماس فريدمان يوم أول أمس في النيويورك تايمز في هذا السياق ، حيث دعا إلى " مبادرة عربية 2 " . ويبدو أنها من إيحاءات الملك السعودي . ولا بد من التذكير هنا بأنه كان أول من سرب " مبادرة الملك عبد الله " الأولى التي أصبحت " مبادرة عربية " في قمة بيروت .
رابعا ـ إن النظام السوري ، وأكثر من أي وقت مضى ، بحاجة للإمساك بالقرار الفلسطيني ، أو ما يعتبره " ورقة " من أوراقه التفاوضية . وهو يشعر بأن ما يطبخه النظامان المصري والسعودي خلف الكواليس لا يصب في صالحه على هذا الصعيد .
في سياق ما تقدم علينا أن نقرأ الكلام " الواضح جدا " الذي قاله الأسد لخالد مشعل خلال استقباله قبل يومين ، حيث دعا المقاومة الفلسطينية حرفيا إلى " استثمار النصر العسكري في غزة ... سياسيا " .
ويوم أمس جاء الجواب من الدوحة ، وليس من غيرها (!) ، لكن على لسان خالد مشعل في احتفال في العاصمة القطرية ، حيث تحدث أمام الجمهور عن " مفاجأة على الصعيد السياسي الفلسطيني " ، مشيرا بوضوح إلى ""تحرك تقوم به الفصائل سوف تفاجئ به الاطراف الآخرين لبناء مرجعية وطنية جديدة تمثل فلسطينيي الداخل والخارج وتضم جميع القوى الوطنية الفلسطينية وقوى الشعب وتياراته الوطنية (...) لأن منظمة التحرير الفلسطينية في حالها الراهنة لم تعد تمثل مرجعية الفلسطينيين وتحولت ادارة لانقسام البيت الفلسطيني".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق