الجمعة، 30 يناير 2009

عشية الانتخابات الاسرائيلية :قيادات اسرائيلية مهزوزة تخطط لتنفيذ عمليات اغتيال لاستعادة هيبتها وشعبيتها

على الرغم من استمرار الجهود المصرية والاوروبية والدفع الامريكي باتجاه استقرار وتثبيت وقف اطلاق النار والوصول الى تهدئة بين حركة حماس واسرائيل، وعلى الرغم من التقارير التي تتحدث عن تقدم باتجاه تحقيق التهدئة، بعد دخول اطراف اوروبية على خط اقناع الحركة بذلك، على الرغم من كل ذلك تستمر المناوشات العسكرية بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة، وحسب مصادر في الجيش الاسرائيلي فان العديد من عمليات اطلاق النار سجلت في الايام الاخيرة وبالتحديد منذ عملية معبر كيسوفيم وغالبية هذه العمليات تتم باتجاه الدوريات الاسرائيلية التي تقوم بالحراسة والمراقبة وتمشيط المناطق القريبة من الحدود مع القطاع لا يتم الكشف عنها، خاصة وان هذه العمليات لا تؤدي او تتسبب في خسائر بالارواح. كما ان المستوى السياسي والمستوى العسكري لا يرغبان في تصعيد الامور العسكرية والانزلاق مرة اخرى الى مواجهة عسكرية واسعة مع القطاع، وتحديدا في ظل التوقيت المعقد على حد وصف هذه المصادر عشية الانتخابات العامة في اسرائيل، والتحركات التي بدأتها الولايات المتحدة في المنطقة من اجل التحضير لاطلاق عملية السلام والرغبة في ضمان الهدوء في قطاع غزة، وهذا ما اكدته الولايات المتحدة على لسان مبعوثها الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الذي زار المنطقة.
وذكرت مصادر سياسية اسرائيلية لـ (المنــار) أن هذه المناوشات العسكرية وفي هذا التوقيت بالذات عشية الانتخابات تشكل ضاغطا كبيرا على المستوى السياسي وتحديدا على وزير الدفاع ايهود باراك لدفعه الى الرد بعمليات عسكرية غير مسبوقة من حيث مكانة وحجم الاهداف التي ستطالها الردود الاسرائيلية على خروقات وقف اطلاق النار.
واضافت المصادر لـ (المنــار) أن استمرار الوضع العسكري والخروقات اصبح يؤثر سلبا على فرص حزب العمل وزعيمه باراك وفرص حزب كاديما بزعامة تسيفي ليفني في تحقيق تقدم في الانتخابات، وهذا يتضح من خلال استطلاعات الرأي السرية التي يجريها الحزبان العمل وكاديما، وكذلك استطلاعات الرأي العلنية التي تنشرها وسائل الاعلام، ويبدو ان استقرار التهدئة مرتبط ارتباطا وثيقا باستقرار حزب العمل في الاستطلاعات، حيث سجلت بعض هذه الاستطلاعات انخفاضا ملحوظا في نسبة المؤيدين لحزب العمل ، وعودة الاحزاب اليمينية الصغيرة الى حركة الصعود التي كانت سائدة عشية الحرب على قطاع غزة، فالعمليات والمناوشات الاخيرة والخروقات المستمرة لوقف النار باطلاق القذائف ولو على مستويات منخفضة جدا زعزعت الاستقرار من جديد، وهذا يؤدي الى زعزعة صورة باراك، وتؤكد المصادر لـ (المنــــار) أن وزير الدفاع سيضطر خلال الايام القليلة القادمة المتبقية حتى موعد الانتخابات الى اعادة التأكيد بأنه سيد الأمن في اسرائيل، لكن، هذا التأكيد لن يأتي على شكل عمليات واسعة، فالوضع السياسي الداخلي في اسرائيل لن يسمح بذلك، وانما على شكل عمليات محدودة ذات تأثير كبير كالاستهداف المحدد والمحدود (عمليات الاغتيال) واشارت المصادر الى أن باقي الشركاء في الائتلاف الحالي يدعمون هذا التوجه، اما بالنسبة لحركة حماس ، فتقول المصادر أن الحركة لم تعد مستعجلة او متعجلة للتوصل الى تهدئة ووقف مستقر لاطلاق النار، وهي ترغب في استغلال المرحلة الحساسة في الساحة الاسرائيلية لتوجيه بعض الضربات الموجعة ضد القيادة السياسية في اسرائيل التي بادرت واشتركت في الحرب على قطاع غزة، وترى حماس أن هذه الفترة ستجعلها قادرة على استعادة بعض النقاط التي فقدتها خلال العمليات العسكرية والدمار الكبير الذي لحق بالقطاع، كما ان هناك رغبة لدى حماس في تحقيق انجازات تساعد في رفع اسهمها عشية الانتخابات.
وفي السياق نفسه ذكرت مصادر دبلوماسية لـ (المنــار) أن الايام القليلة القادمة قد تشهد احداثا دراماتيكية تؤثر بشكل كبير على الاوضاع والتحركات والقرارات، ويذكر أن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قرر الغاء زيارته للولايات المتحدة بشكل مفاجىء، على الرغم من اهميتها، حيث كان يرغب في لقاء وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس من اجل اقناع الادارة الامريكية باعادة ملء مخازن السلاح في اسرائيل ، وتقديم المساعدات التكنولوجية والاستشارية من اجل محاربة الانفاق وتهريب السلاح، لكن، الاحداث الامنية الاخيرة واحتمال تدهور الأوضاع جعلت باراك يؤثر البقاء، كما ان كثيرا من المسؤولين العسكريين وضباط جهاز الاستخبارات الذي التقاهم باراك اكثر من مرة منذ انتهاء الحرب على غزة، اكدوا له بأن على اسرائيل ان تكون مستعدة لمواجهة اية مفاجآت واحتمالات من قطاع غزة.
منقول عن المنار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق