شخصيات " يهودية " عالمية بارزة تنتصر لغزة في وجه إسرائيل والنظام المصري
مدير " هيومان رايتس ووتش " : مصر شريكة في الحصار وتجويع الفلسطينيين
آلان غريش : الإسرائيليون يرتكبون جرائم حرب ، ولهذا يمنعون الصحافة من تغطية الحرب
... وتسيبي ليفني : مصر شريكتنا في الإنجازات العسكرية ضد حماس!
الأكثر كاريكاتورية من هذا كله ، وهو مشهد كراكوزاتي بامتياز ، كان في التبريرات التي قدمها رافضو الدعوة إلى القمة ، حيث أشاروا إلى أن "أسبابا لوجستية" تمنع سفرهم إلى الكويت لحضور القمة الاقتصادية ، ثم الانتقال إلى الدوحة لحضور القمة الطارئة ، أو العكس ، كما لو أنهم يعيشون في الزمن الذي كان فيه أمير المؤمنين يركب دابته أو بغلته من بغداد أو دمشق والسفر آلاف الأميال للإطلاع على شؤون الرعية في أمصار الخلافة ، وليس في عصر البوينغ وعصر بيل غيتس!
في غضون ذلك ، بدا أن الكثير من " اليهود " والإسرائيليين أكثر عروبة من العرب أنفسهم ، ولو أننا نتحفظ على استخدام صفة " يهودي " على أشخاص مثل المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش ، كينث روث ، والصحفي الفرنسي الكبير آلان غريش ، رئيس تحرير " لوموند ديبلوماتيك ـ نجل مؤسس الحزب الشيوعي المصري في عشرينيات القرن الماضي . فنماذج من هؤلاء " اليهود " تخطوا الساعة الخامسة مساء من مساء السبت اليهودي ، كما تخطاه المعلم الملحد إليشا بن أبيوه في قصص " المدراش " التي تفسر التلمود ، وفق ما أخبرنا به اسحاق دويتشر ، كاتب سيرة تروتسكي ، والتحقوا برحاب الإنسانية الأكثر عظمة من الرب وتجلياته الكارهة للبشر كما تتجلى في دياناته الثلاث !
آلان غريش
آلان غريش :
فرئيس تحرير أسبوعية ديبلوماتيك آلان غريش ، وفي لقاء مع الصحافة العربية في باريس ، أكد أن " منع إسرائيل الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة ( مرده) رغبة الجيش الإسرائيلي في إخفاء الجرائم التي يقترفها والدمار الذي يحدثه في القطاع".واعتبر أن " انتصار إسرائيل في الحرب الحالية سيقوض أي آمال للسلام في منطقة الشرق الأوسط على المديين القصير والمتوسط ". وقال "إن صمود المقاومة الفلسطينية هو وحده القادر على دفع الحكومة الإسرائيلية إلى فتح مفاوضات سلام جادة".ورجح الصحفي -الذي يعد من أبرز المختصين الفرنسيين في القضايا الدولية- أن يكون حجم الخسائر البشرية والمادية في القطاع "أكبر بكثير" مما تتناقله وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن الصليب الأحمر الدولي لم يستطع الوصول إلى كل المناطق التي شملها القصف الإسرائيلي.وشدد غريش على أن الإسرائيليين "ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في غزة واصفا ادعاء إسرائيل بأنها تمنع ممثلي الصحافة الدولية من دخول القطاع حفاظا على سلامتهم "بالذريعة الواهية".
وانتقد الصحفي الفرنسي التعاطي "الإجمالي" للصحافة الفرنسية مع العدوان على غزة، مشيرا إلى ترويج تلك الصحافة لخطابين "زائفين" عن الحرب الإسرائيلية، أولهما يبرر ضمنيا الهجوم على حركة المقاومة الإسلامية حماس بخلفيتها الأيديولوجية والسياسية التي شوهت لدى قطاعات واسعة من الرأي العام المحلي.
ويضيف أن الخطاب الثاني للصحافة الفرنسية يساوى "على نحو غير مقبول بين الضحية والجلاد، بين المعتدي والمعتدى عليه" ويتغاضى "عمدا" عن كون استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية هو في النهاية "السبب الأول والأخير للنزاع الحالي".
ونفى رئيس تحرير لوموند ديبلوماتيك أن تكون حماس "تنظيما متطرفا" كاشفا أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أكد له أثناء مقابلة معه في دمشق يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي استعداد الحركة لقبول حل يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.وخلص الصحفي الفرنسي إلى أن "جاذبية حماس وحزب الله اللبناني لدى الكثير من الناس لا تنبع من نهجيهما العقائدي ولكن من خطيهما السياسي المقاوم" موضحا أن الجمهور العربي يرى أن هذه التنظيمات هي "الوحيدة القادرة على مواجهة الغطرسة الإسرائيلية".
وحول النتائج المحتملة للعدوان الإسرائيلي على غزة، اعتبر غريش أن أي انتصار مطلق لإسرائيل سيؤدي إلى "تقويض آمال السلام في المنطقة على المديين القريب والمتوسط".
وأكد أن فشل قوات الاحتلال في سحق حماس سيقود، بالمقابل، ساسة تل أبيب إلى الاعتراف بعدم جدوى الحل العسكري مع المقاومة الفلسطينية مما قد يدفع إسرائيل إلى الدخول، لأول مرة "في مباحثات سلام جادة".
كينث روث :
أما كينيث روث ، المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش ، فأكد أن منع إسرائيل منظمات حقوق الإنسان و الإعلام من دخول غزة يعني " أن هناك ما يرتكبه جيشها ولا يريد لأحد أن يطلع عليه " . وأشار إلى أن مصر " شريكة فعلية في حصار قطاع غزة وتجويع شعبها على قدم المساواة مع إسرائيل " .
.. وثماني منظمات حقوقية إسرائيلية :
على صعيد متصل ، أدانت ثماني منظمات إسرائيلية لحقوق الإنسان وسائل الإعلام العبرية لـ " رفضها تمرير أية مواقف داخلية منتقدة للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة " . وتحظر تل أبيب دخول صحفيين أجانب إلى غزة, ولا تسمح لوسائل إعلامها بنشر أي معلومات عن الخسائر التي يتكبدها جيش الاحتلال في ساحات المواجهة بالقطاع, وذلك بمقتضى أمر من الرقابة العسكرية.
وقال مسؤولو هذه المنظمات في رسالة إلى رؤساء تحرير الصحف ومحطات التلفزيون والإذاعات ومواقع الإنترنت العبرية إنهم لاحظوا أن معظم المعلومات التي توردها وسائل إعلام دولية وفلسطينية وتذيعها محطات تلفزيون أجنبية لا تصل إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية الداعمة بلا استثناء تقريبا للحرب على غزة. ومن أبرز المنظمات الموقعة على هذه الرسالة : رابطة الحقوق المدنية بإسرائيل ومنظمات "بتسليم" و"غيشا" و"ياش دين" التي تتبنى مواقف معارضة للممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بما فيها التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة. وقالت الرسالة " إن رفض إسرائيل السماح للصحفيين الأجانب بدخول قطاع غزة وممارسة تعتيم كامل على ما يجري هناك، يغطي على الانتقادات الموجهة إلى الحرب التي أثارت موجة احتجاجات عالمية".
... وأما تسيبي ليفني :
على صعيد متصل أيضا ، أكدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لراديو الجيش الإسرائيلي أن مصر شريكة في الجهد الذي تبذله إسرائيل لمحاربة الإرهاب . وقالت ليفني "نحن والمصريون متفاهمون إزاء الإنجازات ( العسكرية) المطلوبة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق