الأحد، 25 يناير 2009

محمود عباس و حكايته

محمود عباس الملقب أبو مازن والمعروف بصلابته في المحافظة على السلطة , بدأ إتصالاته بالصهاينة منذ أوائل السبعينيات تحت مبدأ إعرف عدوك وذلك حيث قام بإتصالات علنية مع ماتيتياهو بيليد أسفرت عن إعلان مباديء السلام في الأول من يناير 1977 . كان عباس أول من طرح فكرة الإتصال بالقوى الإسرائيلية المحبة للسلام داخل و خارج إسرائيل في إطار حركة فتح [1]. يعتقد البعض بأنه أحد أعمدة الطائفة البهائية في فلسطين [2] ويرى بعض المحللين السياسيين ان إسرائيل بعد ان ملت من الحمار الأول الذي إمتطوه حتى هلك أتوا بالرئيس أبو مازن ليكمل المشوار . إشتهر عباس بإدعاء الوطنية والحرص على مصالح الشعب الفلسطيني وإستخدم هذه الإدعاءات لستر بلاوي التنازلات التي قدمها في أوسلو . إنتقل عباس في المراحل المتأخرة في حياته السياسية الى الخندق المضاد للشعب الفلسطيني خاصة بعد أن انحاز هذا الشعب إلى حماس . ابو مازن لم ينطق بكلمة لمواساة أهالي الشبان الذين سقطوا دفاعاً عن المسجد الأقصى ، ولم يشأ أن يغضب اليهود بأي موقف . تولى أبو مازن 1981 منصب عضو اللجنة الاقتصادية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ ابريل 1981 ، وتولى حقيبة الأراضي المحتلة بعد اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد) في أبريل من عام 1988 ثم مسؤولا عن ملف الأراضي المحتلة في مايو من نفس العام . بعد إطلاق المجلس الوطني لمبادرة السلام الفلسطينية عام 1988 أشرفت دائرته على كافة الندوات واللقاءات التي تمت مع القوى الإسرائيلية واليهودية في أوروبا وأمريكا وغيرها [3].

صعوده للسلطة:
إرتكب محمود عباس خطيئة في الثمانينيات نتيجة لكونه سكرانا ذات ليلة باردة في موسكو عندما اصدر كتابا وفي ذلك الكتاب الذي هو في الأصل رسالته للدكتوراه من موسكو والتي كانت بعنوان العلاقة السرية بين النازية و الصهيونية قال عباس بان أفران الغاز والكباب في معسكرات الاعتقال النازية و الهولوكوست كان نتيجة تعاون وعلاقة غرامية بين النازيين و الصهاينة وإن عدد الضحايا كانت اقل من مليون شخص وبالتحديد 999,999 شخص
[4]. قام ابو مازن وبسرعة بالتكفير عن تلك الخطيئة بعد تنصيبه رئيسا للوزراء فتحدث في خطاب العقبة عن ضرورة إنهاء معاناة اليهود عبر العصور. ترأس إدارة شؤون المفاوضات والتنازلات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها عام 1994 ، ثم وقع ما عرف بإتفاقية أوسلو الثانية في سبتمبر 1995 . قام بنشر كتابه عن مفاوضات أوسلو للعادة السرية تحت عنوان قنوات سرية -الطريق إلى أوسلو له أيضا 11 مؤلف منشور في تاريخ الصراع العربي الصهيوني إضافةً إلى العديد من المقالات و يعمل على إعداد يوميات القضية الفلسطينية من وجهة نظره الغريبة وقد أنجز منها ما يزيد على 40,000,000 مجلد بمعدل 300,657 صفحة ولم ينشر منها شيء إلى الآن [5]. قام بصياغة وثيقة مع بيلين وعرفت بوثيقة أبو مازن - بيلين وذلك قبل مقتل رابين باربعة أيام في اكتوبر 1995 . حاول عباس الترويج لقادة الإحتلال وإجراء عمليات تجميلية للرفيق المناضل شارون حتى أنه قال في وصف السفاح شارون بشارون الطيب الذي تغير ولم يعد ذلك الرجل الذي عرفناه في صبرا وشاتيلا وأن الرجل عادي وخارج المفاوضات يصبح أقرب إلى الفلاح منه إلى العسكري وأنه أي شارون :عبر عن تقديره للإنسان الفلسطيني

ابو مازن رئيسا للوزراء:

في نفس اللحظة التي قرر فيها جورج بوش في سنة 2002 بتوسيع الهوة الداخلية داخل السلطة الفلسطينية و اختراق الساحة الفلسطينية و تغيير قواعد اللعبة نشأت فكرة الحمار الذكي و مصطلح رئيس وزراء معتدل الطقس بدلاً من الرئيس ياسر عرفات . تم نتيجة تدخل الرئيس الأمريكي تعديل دستور السلطة الفلسطينية وإستحداث منصب تم تفصيله على مقاس أبو مازن الذي قام بإعلان تشكيلته الوزارية في 23 ابريل 2003 وسط ترحيب وتهليل وتطبيل وضجيج أمريكي أوروبي . تقلد محمود عباس منصب أول رئيس وزراء في السلطة الفلسطينية. وبدأ تحركاته الألمعية، في قمتي شرم الشيخ والعقبة في سنة 2003 ظهر عباس على المنصة بدلاً من الرئيس عرفات الذي كان محاصراً في مقرِّه المتداعي في رام الله وكان معروفا عن عرفات شغفه بصعود المنصات و الألتصاق به، وبينما كان عرفات يحاول استعمال التواليت في مقره المحاصر بدون ماء اعرب رئيس وزرائه بثقة بالغة عن عزمه على مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية . أظهرت الإدارة الأمريكية ترحيبها المبالغ فيه بعباس الذي جاء إلى المنصب بضغوط أمريكية . وقد تحدث الرئيس جورج بوش إليه لأول مرة في 20 مايو 2003، بينما رفض بوش لقاء عرفات ولو لمرة واحدة تجنبا للقبلات اللامتناهية من طرف عرفات . وسرعان ما أخذ محمود عباس آنذاك بالبروز دولياً وعربياً على حساب الوجه التاريخي ياسر عرفات . فبينما بقي أبو عمار الراحل محاصراً في مقر المقاطعة في رام الله يحاول الحصول على إبريق ماء ليغسل طيزه ، كان يجري استقبال عباس بحفاوة بالغة من جانب الأمريكيين والصهاينة في شرم الشيخ والعقبة.

صراعه مع حماس:

كان استحداث منصب رئيس وزراء في السلطة الفلسطينية امر رئاسي من جورج بوش هدفه تجريد ياسر عرفات من الصلاحيات ومنعه من تقبيل الرؤساء و الزعماء و الوفود السياسية ولكن السحر انقلب على الساحر واصبح عباس رئيساً للسلطة بعد رحيل عرفات ومسؤولا عن توزيع القبلات و فازت حماس برئاسة الوزارة فبدأ عباس بالصراخ والعويل . لجأ عباس إلى مصر والأردن من أجل تشكيل المحور العربي المعادي لحماس و لكن عباس وجد الحل الأسرع لدى المعسكر الإسرائيلي باعتباره القوة القادرة على سحق حماس [6]. في 17 يونيو 2006 عبرت ثلاث شاحنات محملة بالأسلحة و الهامبرغر و الصابون، قادمة من جهة الحدود الأردنية ، في تحمل 950 رشاشاً أمريكي الصنع ، وكانت هذه الشاحنات تتحرك تحت مراقبة وإشراف دوريات قوات الجيش والأمن الإسرئيلية . وقد تم تفريغ 400 رشاش في مدينة رام الله بالضفة الغربية وتسليمها إلى قوات الحرس الرئاسي التابعة للرئيس محمود عباس ، ثم تحركت الشاحنات إلى قطاع غزة حيث سلمت الـ 550 رشاش المتبقية إلى نفس قوات الحرس الرئاسي التابعة للرئيس محمود عباس أيضاً. [7]. علق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على هذه المنحة الإسرائيلية قائلاً “ برغم التوتر وإطلاق صواريخ القسام ، فقد أصدرت أمراً بإرسال الأسحلة والإمدادات لمحمود عباس وذلك من أجل دعم وتقوية قوات حرسه الرئاسي ، بشكل يجعله يعزز ويدعم موقفه في مواجهة حماس، وقد قمت بذلك لأن الزمن بدأ ينفذ، ونحن في إسرائيل نحتاج أن نساعد أبو مازن .
من أقواله:

-الإنتفاضة دمرت كل ما بنيناه في أوسلو وكل ما بني قبل ذلك.
-علينا أن نقول كفى للإنتفاضة-أن نسأل ماذا حققنا في هذين العامين.
-حصلنا في هذه الإنتفاضة فقط على الدمار المطلق.
-الإنتفاضة سببت هروب رأس المال والإستثمارات من مناطق السلطة.
-الشعب الفلسطيني بات على خط الفقر بسبب الإنتفاضة.
-ظاهرة الفلسطيني التائه إنتهت بعد أوسلو.
-لم يفت أبو مازن أن يثني على شارون واصفا إياه بـ" الزعيم الصهيوني الأهم منذ هرتزل".

المصادر
عباس ومنظمة التحرير، إصلاح أم تدمير
عباس ومزاعم إنتمائه للبهائية
هل كان عباس من منكري حدوث الهولوكوست
صحيفة عرب تايمز.
شبكة الصحافة غير المنحازة
محمود عباس في الخندق الاس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق