الجمعة، 23 يناير 2009
اقتلوا حماس أو اطرحوها أرضا يخلوا لكم وجه أمريكا ...بقلم :.د. محمد حافظ
ونفسر لماذا هذا الموقف؟لأن قضية الشرق الأوسط هي أكبر قضية على وجه الأرض تثير مشاكل لأمريكا وربيبتها إسرائيل. ولأن هذه القضية أربكت خطط أمريكا الاستعمارية وخطط إسرائيل التوسعية. ولأن المؤجج الوحيد لهذه القضية والرافض بكل قوة لأي حل سلمي لها هو حركة حماس وبما تلقاه من دعم شعبي داخلي وخارجي.ولأن عدم حل هذه القضية يسبب حرج كبير للزعماء العرب بجعل علاقتهم مع أمريكا يشوبها دائما التوتر لعدم قدرتهم على ردع حماس أو لي ذراعها. فكان قرارهم النهائي هو التخلص من حماس ليعم السلام ويعود الوئام بينهم وبين أمريكا وإسرائيل وتنسى الشعوب تلك المقدسات وتنسى الدماء وتنسى الحروب. فحاولوا استثارة الشعب الفلسطيني بكل السبل ضد حماس حتى ينقلبوا عليها وحاصروا غزة أعواما ففشلت خططهم، فمنعوا وصول الحجاج لبيت الله الحرام لإحراج حماس ففشلت خطتهم وانفضح أمرهم.ومن هنا كان الضوء الأخضر لصهاينة ببدء معركة لتنتهي حماس إلى الأبد ويعود لغزة عباس ترفرف فوق رأسها حمامات الاستسلام ويأتي أوباما ليعلن قام دويلة فلسطينية عديمة السيادة يسودها دجاجة تبيض لليهود بيضة من ذهب وهو جهد وتعب وعرق كل فلسطيني يذهب في صورة ضرائب أو أسعار سلع مضاعفة لجيب اليهود. وقد ظنوا أن هذا الأمر لن يستغرق من الصهاينة أكثر من ثلاثة أيام وإن طال فأسبوع.وكان ذلك مكر حكام العرب مع إخوانهم اليهود {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ }إبراهيم46 وكان هذا ما قدروه وما أعدوا له {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }آل عمران54ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وفضحهم أمام شعوبهم وبقيت لهم حماس غصة في حلوقهم وقد ظهرت خيانة الحكام لقضايا الأمة وتآمرهم على مقدساتها وتعاونهم العلني مع أعدائها.ونسوا أن شعبا قاتل الصهاينة بالحجارة وانتصر عليهم لا يعجز أن يقاتلهم بالسلاح والصواريخ وقد امتلك جيشا منظما وإعلاما وسلطة. ثم أثار الحكام إلى سفاء الشعوب شبهة خبيثة مفادها لماذا تتمسك حماس بالسلطة؟ ولكن نفس السؤال يمكن توجيهه لهم لماذا تتمسكون أنتم بالسلطة؟ فقد جاءت حماس للسلطة بانتخاب شعبي وجئتم أنتم للسلطة بانقلاب أو بفرض القوة أو بميراث عن مغتصب؟ وأثاروا شبهة أخرى مفادها لماذا تستثير حماس اليهود بصواريخها الورقية؟ ونسوا أن هذه الصواريخ قد هدمت مصانع الكيماويات الصهيونية في حيفا وأثارت الرعب في أوساط الصهاينة وقد عجزت أسلحت كل الجيوش العربية التي اشتروها بمليارات الدولارات عن فعل ما فعلته هذه الصواريخ في الصهاينة. فليقولوا لنا ماذا فعلت جيوشهم الحديثة في المحتلين والمغتصبين لمقدسات الأمة.ولما رأت صهيون أن لا قبل لهم بحماس وجنودها وفشلت كل المبادرات المزعومة لتحقيق مكاسب سياسية تحفظ ماء وجه اليهود وأذنابهم من حكام العرب أوقف الصهاينة عدوانهم وأعلنوا فرارهم من أرض المعركة. لتبدأ المرحلة الثانية من فصول المؤامرة فاجتمع زعماء الخونة ليعلنوا عن المساعدات المادية المظلومين والمنكوبين ثم أجمعوا أمرهم أن يسلموا هذه المساعدات للخائن عباس ليقوي بها جبهته ويزيد شعبيته المنهارة. وعاد الحكام لمؤامراتهم بممارسة الحصار والوصاية على غزة حتى تركع مهونين من شأن النصر الذي حققه المجاهدون في غزة ضد الجيش الصهيوني. فمنهم من قال وماذا جنت حماس على شعبها إلا الخراب والدمار، ونسوا أن الاستسلام كان ثمنه أكثر كلفة في أرواح المعتقلين والمهانين من نتائج الحرب المدمرة. ونسوا أيضا أن قرار مواصلة الحرب كان بإجماع فصائل الجهاد وليس قرارا فرديا لحماس.وقد سطر لنا ربنا قصة أصحاب الأخدود وعدّ ثبات المؤمنين على مبدئهم نصر عظيم رغم أن عدوهم قد أبادهم جميعا. وهذا يؤكد أن ثبات المجاهدين على موقفهم الحق – رغم الدمار والأرواح التي زهقت – يعد نصرا كبيرا.ثم إن قتل حماس وتدميرها سيكون أكثر وبالا على العدو من بقائها فإن حماس رضيت بالتفاوض حول هدنة محددة مع العدو وقد رفضت فصائل الجهاد هذا الأمر وهذا يؤكد أن البديل المتاح أمام العدو أشد عداوة لهم من حماس. علما أن فصيل فتح الذي يتزعمه الخائن عباس لا مكان له في غزة ولا مجال لعودته لها مهما بلغ أمره أو علا شأنه.خسئت كل المؤامرات وارتد كيد العدو في نحره وخرج المجاهدون أشد قوة وأكثر بأسا من ذي قبل ومن تحت ركام الدمار ومن وسط لهيب المعركة وظلمة دخانها تخرج أجيال جديدة تتبنى القضية وتعلم حقيقة عدوها وتعلم من خانها وتعد عدتها لتأخذ بثأرها في دائرة للانتقام لا تنتهي بين الحق والباطل حتى يرث الله الأرض ومن عليها وقد علمنا أن الشدائد تصنع الرجال وأن المحن تبرز الرجال من بين أنصاف الرجال وأشباه الرجال.لهذا فقد ارتفع سهم حماس وعلا صيتها وزادت شعبيتها محليا وعالميا وخفت نجم الحكام أو أفل وبان كذبهم ونفاقهم وذهبت معهم ثلة علماء السوء الذين زينوا لهم باطلهم وفصلوا لهم الفتاوى التي تخدر شعوبهم. وصدق من سماها حرب الفرقان فقد فرق الله بها بين الحق والباطل وميز الخبيث من الطيب.(كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17فهنيئا لإخواننا في غزة بالنصر فقد علم العدو قدره وأيقن أن لا قبل له بجنودكم فلا تعطوهم بالتفاوض ما عجزوا عن تحقيقه بالقوة ولاتقنعوا بغزة وتنسوا مقدسات الأمة واحذروا مكر الماكرين وخديعة المخادعين فقد كشفهم الله لكم واصبروا واحتسبوا فلن تمروا بعد اليوم بأشد مما مر عليكم والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
منقول من شبكة فلسطين للحوار
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق