الدبابات الإسرائيلية اخترقت مدينة غزة صباح اليوم إلى عمق لم تبلغه من قبل ، وأصبحت بالقرب من مجمع الوزارات
مصادر إسرائيلية : محمود عباس طلب من إسرائيل تصفية اسماعيل هنية أو اعتقاله بهدف إيجاد حل لـ " المشكلة الدستورية "!
تل أبيب ـ عاشت مدينة غزة ، بخلاف المناطق الأخرى في القطاع ، يوما جحيميا غير مسبوق منذ بداية الحرب ، وفاق بأضعاف مضاعفة جحيم الليلة قبل الماضية التي كنا نعتقد أنها ذروة الضغط العسكري . وبدا من الواضح أن الجيش الإسرائيلي يحاول تحقيق اختراقات مهمة على الأرض قبل وصول رئيس المكتب الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية ، عاموس جلعاد ، إلى القاهرة ظهر اليوم لتسليم النظام المصري آخر تطورات الموقف السياسي الإسرائيلي من المبادرة المصرية . وبتعبير آخر : تريد إسرائيل ترجمة الاختراقات الميدانية التي حققتها خلال الساعات الأخيرة إلى اختراقات سياسية في المفاوضات الدائرة في القاهرة ، أو بتعبير آخر : تنازلات سياسية من الجانب الفلسطيني .
وجاء في آخر الأنباء الواردة صباح اليوم ، والتي أكدها مواطنون محاصرون تحدثوا مع " الجزيرة " بالهاتف من مناطق المواجهات قبل قليل ، أن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى جوار مجمع الوزارات الفلسطينية في حي " تل الهوى " في غزة ، و الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر وجامعة الأقصى الواقعة في حي الرمال عند حوالي التاسعة صباحا. وهي مناطق لا تبعد سوى مئات الأمتار عن قلب مدينة غزة . ويشكل هذا الاختراق أول إنجاز ميداني من نوعه منذ بدء العملية البرية . وليس معروفا بعد ما إذا كان المقاتلون سيتمكنون من إرغام الإسرائيليين على الخروج من هذا الحي ، بعد أن وعدوا مرارا وتكرارا بأنهم ينتظرون الجنود الإسرائيليين أن يدخلوا الأحياء السكنية ! ويبدو ـ وفق مصادر إسرائيلية ـ أن الجيش الإسرائيلي يحاول الوصول إلى قلب المدينة بأسرع ما يمكن ، وإن باختراق خاطف ، لاعتقال ما أمكن من قادة حماس ، وبشكل خاص رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية ، وإظهارهم مكبلين على الشاشات بهدف تسجيل " فلاش دعائي إعلامي " .
على هذا الصعيد ، ذكرت مصادر إسرائيلية في تل أبيب أن رئيس السلطة الفلسطينية طلب من الجهات الإسرائيلية العمل ما أمكن على تصفية رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية ، أو اعتقاله على الأقل . وبحسب هذه المصادر فإن عباس أرسل موفدا إلى إيهود أولمرت يوم أمس ونقل له رغبة عباس هذه ، مشيرا إلى أن تصفية اسماعيل هنية أو اعتقاله " يوفران حلا إسرائيليا / ربانيا للمشكلة الدستورية ، حيث لا تعترف حماس بحكومة عباس التي يرأسها سلام فياض ، وتصر على أن حكومة هنية هي الحكومة الشرعية ، ووحده اغتيال هنية أو اعتقاله يوفر حلا لهذه المشكلة " ! كما وكشفت هذه المصادر عن أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغط مكثف من مصر والسعودية لحسم المعركة عسكريا مع حماس قبل يوم الجمعة ،حيث من المنتظر أن تعقد قمة الدوحة . وبحسب هذه المصادر ، فإن مصر والسعودية تعتقدان أن استمرار صمود المقاومين وعدم كسرهم سيوفر للمجتمعين في قمة الدوحة ، إذا ما عقدت فعلا ، فرصة للتصعيد في وجه التحالف الإسرائيلي ـ المصري ـ السعودي في هذه المواجهة ، وتسجيل أهداف سياسية في مرماه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق