الخميس، 15 يناير 2009
هكذا يريد الصهاينة اعادة عباس .."فقط عباس يهزم حماس" بقلم عكيفا الدار
هآرتس
أعاد الأردن سفيره من تل أبيب، وفي الأمس أطلقوا النار من الأراضي الأردنية نحو قوة من حرس الحدود كانت في دورية شمالي إيلات. ومن حدود سوريا، أطلقت النار على قوة إسرائيلية فيما أصابت صواريخ كاتيوشا أطلقت من لبنان مركز نهاريا. تركيا غاضبة، والسعودية تغلي وقطر تقاطع، أما الضفة الغربية – وهي المجتمع الأقرب إلى مئات القتلى ولآلاف الجرحى في قطاع غزة – فإنها تلتزم الهدوء. حتى أن شوارع القدس الشرقية واللد صاخبة أكثر من أزقة جنين ورام الله. وقد بقيت قوات الأمن الإسرائيلية التي تهيّأت لإمكانية أن تمتد المواجهات إلى جميع المناطق المحتلة، بدون عمل تقريبا. حيث أن أفراد شرطة السلطة الفلسطينية ينفّذون المهامّ عنها. ويمتدح ضبّاط كانوا سخروا من أجهزة أمن السلطة ما تقوم به من أعمال كما يمتدحون التزامها بالمهمات الملقاة عليها.يخلخل الهدوء في الضفة الإدعاء الذي يطرحه معارضو المعادلة أرض مقابل سلام، بأن الإنسحاب من ضواحي نابلس سيعمل لكفار سابا ولنتانيا ما فعله الإنفصال عن غزة لسديروت وبئر السبع. ويمكن للفارق ما بين الهدوء في الضفة والحرب في غزة أن يبرهن فقط أن الهرب من المناطق (المحتلة) دون اتفاق وفرض حصار على مليون ونصف إنسان هو عمل غبيّ، ولا يمتّ بأية صلة لتسوية سلام أو ترتيبات أمنية. إن الحرب القاسية التي تشنها إسرائيل في غزة ضد حماس هي الإمتحان الأصعب الذي تواجهه السلطة في رام الله منذ تفجّر الإنتفاضة الثانية. ركب ياسر عرفات على الإحتجاج الشعبي الذي تفجّر في أعقاب فشل قمة كامب - ديفيد وزيارة أريئيل شارون إلى المسجد الأقصى، فعزّز موقف أولئك الذين ابتغوا سحب صفة "الشريك" عن معسكره. أما محمود عباس فقد كبح الإحتجاجات في الضفة في أعقاب القصف الثقيل على غزة، فأثبت فعلا أنه حتى الراهن يستحق هذا المقام (ألشريك). لم يفعل إعلان حماس بأن فترة ولاية ابو مازن كرئيس لفلسطين انتهت منذ يوم الجمعة الفائت، أي تأثير حتى هذه اللحظات على سكان الضفة، الذين لا يتلهفون لرؤية إسماعيل هنية في المقاطعة برام الله، وذلك إزاء الضربات التي تنزل على قطاع غزة منذ فوز حماس في الإنتخابات البرلمانية في كانون ثاني/ يناير العام 2006. كم من الوقت سيظل ابو مازن عاملا أسود عندنا؟ وحتّام سيقبل أفراد شرطته بالتعاون مع سلطات الإحتلال؟ تتيح عملية "الرصاص المصبوب" لورثة شارون فرصة نادرة للمّ الأشلاء التي خلّفها البطل وراءه. إنه الوقت المناسب لإصلاح الأخطاء التي ساهمت في فوز حماس في الإنتخابات وأنزلت الويلات على أطفال النقب وغزة. لن تعود فتح إلى غزة على دبابات إسرائيلية هدمت أحياءها. بل يجب على فتح العودة إلى هناك على ظهور رافعات البناء التي سترمّم الدمار فيها. ويجب ضمان أن السلطة الفلسطينية هي من ستقود هذه الخطوة، قبل أن تتدفق الملياردات إلى حماس من إيران، كما كان الإيرانيون فعلوا في لبنان غداة انتهاء الحرب مع حزب الله. وقد قال رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، أول من أمس، أنه قد توجّه في هذا الخصوص إلى الدول العربية وإلى جهات دولية. إنه الوقت المناسب لأن يمنح المصريون ابو مازن دورا مركزيا في المساعي لوقف النار في قطاع غزة ولفتح المعابر. فإذا جلب أبو مازن إلى مواطني القطاع البؤساء بشارة التهدئة، فإنه سيشتري دنياه عندهم. وزيرة الخارجية، وهي مؤيّدة كبيرة (يمكن القول، فيما مضى) لأحادية الجانب، لا يمكنها الإعلان فقط عمّن هي على استعداد للتحدّث معه على مستقبل غزة. فلتبدأ بالتحدّث مع من هي على استعداد (لأن تتحدّث معه). فلا يوجد في هذه الأثناء أي غطاء في الواقع للنصف الإيجابي في قولها من الأمس "إنّنا نجري حوارا مع المعتدلين ونستعمل القوّة إزاء المتطرفين". سنة من الحوار برئاستها على تسوية دائمة لم تتقدّم بنا قيد أنملة نحو اتفاق. إنه الوقت المناسب للإثبات للناخب الفلسطيني بأن الوسيلة لإخراج إسرائيل من المناطق لن تتأتى عن طريق تبادل إطلاق النار الذي ضحاياه هم المواطنون، وإنما بالحوار بين القادة. إنه الوقت المناسب لأن يرى الناخب الإسرائيلي أن هناك شريكا فلسطينيا يمكن الوثوق به لتقسيم البلاد. أية نتيجة أخرى لـ "ألرصاص المصبوب" ستكون انتصارا ساحقا لحماس.
أعاد الأردن سفيره من تل أبيب، وفي الأمس أطلقوا النار من الأراضي الأردنية نحو قوة من حرس الحدود كانت في دورية شمالي إيلات. ومن حدود سوريا، أطلقت النار على قوة إسرائيلية فيما أصابت صواريخ كاتيوشا أطلقت من لبنان مركز نهاريا. تركيا غاضبة، والسعودية تغلي وقطر تقاطع، أما الضفة الغربية – وهي المجتمع الأقرب إلى مئات القتلى ولآلاف الجرحى في قطاع غزة – فإنها تلتزم الهدوء. حتى أن شوارع القدس الشرقية واللد صاخبة أكثر من أزقة جنين ورام الله. وقد بقيت قوات الأمن الإسرائيلية التي تهيّأت لإمكانية أن تمتد المواجهات إلى جميع المناطق المحتلة، بدون عمل تقريبا. حيث أن أفراد شرطة السلطة الفلسطينية ينفّذون المهامّ عنها. ويمتدح ضبّاط كانوا سخروا من أجهزة أمن السلطة ما تقوم به من أعمال كما يمتدحون التزامها بالمهمات الملقاة عليها.يخلخل الهدوء في الضفة الإدعاء الذي يطرحه معارضو المعادلة أرض مقابل سلام، بأن الإنسحاب من ضواحي نابلس سيعمل لكفار سابا ولنتانيا ما فعله الإنفصال عن غزة لسديروت وبئر السبع. ويمكن للفارق ما بين الهدوء في الضفة والحرب في غزة أن يبرهن فقط أن الهرب من المناطق (المحتلة) دون اتفاق وفرض حصار على مليون ونصف إنسان هو عمل غبيّ، ولا يمتّ بأية صلة لتسوية سلام أو ترتيبات أمنية. إن الحرب القاسية التي تشنها إسرائيل في غزة ضد حماس هي الإمتحان الأصعب الذي تواجهه السلطة في رام الله منذ تفجّر الإنتفاضة الثانية. ركب ياسر عرفات على الإحتجاج الشعبي الذي تفجّر في أعقاب فشل قمة كامب - ديفيد وزيارة أريئيل شارون إلى المسجد الأقصى، فعزّز موقف أولئك الذين ابتغوا سحب صفة "الشريك" عن معسكره. أما محمود عباس فقد كبح الإحتجاجات في الضفة في أعقاب القصف الثقيل على غزة، فأثبت فعلا أنه حتى الراهن يستحق هذا المقام (ألشريك). لم يفعل إعلان حماس بأن فترة ولاية ابو مازن كرئيس لفلسطين انتهت منذ يوم الجمعة الفائت، أي تأثير حتى هذه اللحظات على سكان الضفة، الذين لا يتلهفون لرؤية إسماعيل هنية في المقاطعة برام الله، وذلك إزاء الضربات التي تنزل على قطاع غزة منذ فوز حماس في الإنتخابات البرلمانية في كانون ثاني/ يناير العام 2006. كم من الوقت سيظل ابو مازن عاملا أسود عندنا؟ وحتّام سيقبل أفراد شرطته بالتعاون مع سلطات الإحتلال؟ تتيح عملية "الرصاص المصبوب" لورثة شارون فرصة نادرة للمّ الأشلاء التي خلّفها البطل وراءه. إنه الوقت المناسب لإصلاح الأخطاء التي ساهمت في فوز حماس في الإنتخابات وأنزلت الويلات على أطفال النقب وغزة. لن تعود فتح إلى غزة على دبابات إسرائيلية هدمت أحياءها. بل يجب على فتح العودة إلى هناك على ظهور رافعات البناء التي سترمّم الدمار فيها. ويجب ضمان أن السلطة الفلسطينية هي من ستقود هذه الخطوة، قبل أن تتدفق الملياردات إلى حماس من إيران، كما كان الإيرانيون فعلوا في لبنان غداة انتهاء الحرب مع حزب الله. وقد قال رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، أول من أمس، أنه قد توجّه في هذا الخصوص إلى الدول العربية وإلى جهات دولية. إنه الوقت المناسب لأن يمنح المصريون ابو مازن دورا مركزيا في المساعي لوقف النار في قطاع غزة ولفتح المعابر. فإذا جلب أبو مازن إلى مواطني القطاع البؤساء بشارة التهدئة، فإنه سيشتري دنياه عندهم. وزيرة الخارجية، وهي مؤيّدة كبيرة (يمكن القول، فيما مضى) لأحادية الجانب، لا يمكنها الإعلان فقط عمّن هي على استعداد للتحدّث معه على مستقبل غزة. فلتبدأ بالتحدّث مع من هي على استعداد (لأن تتحدّث معه). فلا يوجد في هذه الأثناء أي غطاء في الواقع للنصف الإيجابي في قولها من الأمس "إنّنا نجري حوارا مع المعتدلين ونستعمل القوّة إزاء المتطرفين". سنة من الحوار برئاستها على تسوية دائمة لم تتقدّم بنا قيد أنملة نحو اتفاق. إنه الوقت المناسب للإثبات للناخب الفلسطيني بأن الوسيلة لإخراج إسرائيل من المناطق لن تتأتى عن طريق تبادل إطلاق النار الذي ضحاياه هم المواطنون، وإنما بالحوار بين القادة. إنه الوقت المناسب لأن يرى الناخب الإسرائيلي أن هناك شريكا فلسطينيا يمكن الوثوق به لتقسيم البلاد. أية نتيجة أخرى لـ "ألرصاص المصبوب" ستكون انتصارا ساحقا لحماس.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق