السبت، 31 يناير 2009
عقيدة أوباما: عن سياسة خارجيّة بدأت للتوّ ... بقلم :د . أسعد ابو خليل
ليس انتقاصاً من حزب الله.. بل إنصافاً لحماس
عن المنظمة و«مفاجأة» مشعل ... بقلم : عريب الرنتاوي
من هم الذين أعضبتهم "مفاجأة" رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ودعوته تشكيل مرجعية بديلة للشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه ؟.
إنهم صنفان من الناس: الأول، مخلص لقضية فلسطين ووحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني ومشروعيته في إطار "وطنه المعنوي" منظمة التحرير، وأحسب أن هذا الصنف يضم شريحة عريضة وواسعة من المواطنين الفلسطينيين...أما الصنف الثاني، ولا يمثل سوى حفنة من الناس لا تتعدى أصابع اليدين والقدمين، هم أنفسهم الذين أفرغوا منظمة التحرير من مضمونها ودمروا دوائرها ومنظماتها واتحاداتها الشعبية، وعطلوا مجلسيها الوطني والمركزي، وأبقوا على لجنة تنفيذية هي بمثابة بطة عرجاء، تكاد تفقد نصابها بالوفاة، فيما الدهر أكل وشرب على من تبقى من أعضائها.
لا شكوك من أي نوع في مخاوف الحريصين على وحدانية التمثيل والشرعية الفلسطينية، لكن الشكوك بل قل الاتهامات، تغلف مواقف الصنف الثاني الذي اختطف المنظمة وحوّلها إلى ورقة يجري استدعاءها أو بالأحرى استخراج أختامها العتيقة والبالية من الأدراج، لاستخدامها في المناكفات الفلسطينية الداخلية، وفي هذه المناكفات فقط.
أكثر الناس جأرا بالتحذير والتهويل والتخويف من دعوات خالد مشعل، هم أكثر الناس الذين عاثوا إفسادا وتدميرا في أوساط منظمة التحرير، هم الذين شجعوا على رفع "السلطة" إلى مرتبة المرجعية وعلى حساب المنظمة واقعيا، هم الذين أتبعوا مكاتب المنظمة وسفاراتها وكادرها للسلطة وحكومة تصريف الأعمال (غير الشرعية)، هم الذين صفقوا لـ "الأبنة وهي تلتهم أمها".
والحقيقة فإن أخطر ما في دعوة خالد مشعل أن "الإطار الجديد" لن يكتسب شرعيته التمثيلية واعتراف العالم به، وسيبقى إطارا ائتلافيا (واسعا أو ضيقا ليس هذا هو المهم)، لن يجد من سينظر إليه عربيا وإقليميا ودوليا كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، حتى من قبل دول محتسبة على ما يسمى "محور الممانعة والمقاومة"، ولو أن الفرصة متاحة لانتزاع هذه الشرعية أو استردادها، لكنا من أوائل من أيد الدعوة، وبارك استعادة المنظمة من أيدي "غير الأمناء على سرها"، و"سر" المنظمة كما هو معلوم، يكمن في التفاف الجماهير الفلسطينية من حولها، لا انفصالها عنهم وتحولها إلى "مزرعة" لهؤلاء الذين لم يعد بمقدرو أي منهم الاقتراب من مخيم أو تجمع شعبي فلسطيني دون أن يكون مدججا بالحراس والمرافقين حليقي الرؤوس المدربين في مدارس دايتون ومعاهده الأمنية.
لذلك ندعو خالد مشعل وقيادة حماس أساسا، للتريث والتفكير مليا فيما هم ذاهبون إليه، فالمنظمة ليست تركة شخصية لهؤلاء الذين استولوا عليها ويرفضون فتحها للتغير والرياح الجديدة وإعادة الهيكلة والبناء، هي ملك الشعب الفلسطيني وثمرة جهوده وتضحياته ونتاج عرق ودماء ودموع أبنائه، يجب العمل بكل السبل المتاحة على تخليصها من أسر "حفنة" الشخصيات التي تتحكم بقرارها، من دون مشاركة من الشعب بمختلف فعالياته وتياراته، ويكفي أن ممثلي فصائل تاريخية في المنظمة عجزوا طوال عام تقريبا في وضع بند على جدول أعمال اللجنة التنفيذية لم يرق لأمانة سرها و"مزاج" القائمين عليها...يكفي أن "الاقتتال" الداخلي بين أعضائها دفع بأحدهم إلى حد إطلاق التهديدات الماسة بشخص وأمن زميل له في اللجنة التنفيذية، ولا ندري بمن يستقوي هؤلاء، بالأمن الفلسطيني أم بمرجعية التنسيق الأمني في بيت إيل.
ندعو خالد مشعل وقادة حماس، إلى التمييز بين توجههم لإنشاء أطر تحالفية وائتلافية واسعة وعريضة من جهة، وبين التورط في خلق منظمات بديلة وموازية من جهة ثانية، نحن نعرف وهم يعرفون بأن فرص انتزاعها لشرعية التمثيل ووحدانيته، تبدو مستحيلة، أقله في المدى المنظور.
ندعو لحشد القوى ورص الصفوف لاستعادة منظمة التحرير، وتحريرها من قبضة خاطفيها، وبالتعاون والتنسيق مع القطاعات الأوسع من قادة فتح وكوادرها، هؤلاء الذين لم تعد لهم صلة بالمنظمة والحكومة على حد سواء، وهم يواجهون اليوم، أو بالأحرى منذ رحيل قيادتهم التاريخية، أزمة قيادة بكل ما للكلمة من معنى، وأهم تجلياتها، محاولات تلزيم حركتهم التاريخية الرائدة، لقيادات من خارجها، جرى تكييفها على مقاس وثيقة جنيف والتنسيق الأمني وعالم المصارف والبنوك.
تفاصل اجتماع الوطني الفلسطيني بعمان : القدومي وقبعة وأبو ميزر وليلى خالد يتصدون لمن خونوا «حماس»
عزام الأحمد نفى وجود مقاومة في غزة وأبو عياش اتهم «حماس» بالتآمر مع إسرائيل..!
ليلى خالد : أحمد سعدات انحكم 30 سنة حبس وأبو مازن لم يحاكم من سلمه بعكس اتفاقنا معه
أبو ميزر : «فتح» هي التي أفقدت المنظمة فاعليتها وهي غير مؤهلة لتفعيلها..لم أعتقد أننا مدعوون للردح.
وحين طلبت إحدى عضوات المجلس من الزعنون إطلاع الأعضاء على مشروع البيان الذي سيصدر عن اجتماعهم ، وكان قد تم إعلانه عبر الفضائيات قبل بدء النقاشات ، أجاب الزعنون إنه تولى صياغة البيان بالإتفاق مع تيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني ، وفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير ، الذي كان غادر المكان.
وقد نفى ذلك لـ «الحقائق» كلاً من قبعة والقدومي ، وقالا إنه لا علم لهما بصياغة البيان.
النقاشات التي دارت بين أعضاء المجلس كشفت تباينات كبيرة في وجهات النظر ، فهنالك ممثل لحركة «فتح» تصدى لإبراهيم أبو عياش الذي خوّن خالد مشعل وحركة «حماس» ، قائلاً إذا كان الذين يقاتلون الإسرائيليين خونة ، فماذا تكون أنت..؟ هل تقضي أنت طوال وقتك على جبهة القتال. وحدث تلاسن بينهما.
كما تباينت المواقف حول مسؤولية قيادة منظمة التحرير مما آلت إليه أمور المنظمة من تردي وفساد.
ونفى عزام الأحمد رئيس كتلة حركة «فتح» في المجلس التشريعي الفلسطيني أن تكون حركة «حماس» قاتلت أو قاومت العدوان الإسرائيلي الأخير ، أو أن تكون قد انتصرت. وقال إن حركة «حماس» لم تقاوم.
البيان الذي أعلنه الزعنون طالب مشعل بـ «التراجع عما أعلنه وأن تقوم حماس بالتوجه إلى القاهرة من أجل إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية». وحيا «حركة الجهاد الإسلامي التي أعلنت رفضها المساس بمنظمة التحرير الفلسطينية». ودعا الآخرين لأن يحذوا حذوها. كما طالب «قادة فصائل منظمة التحرير مجتمعين ومنفردين» ، و«جميع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في كل مكان للتصدي لهذه المؤامرة والعمل على توجيه خطاب موحد للجماهير لكشفها وشرح ابعادها التي تهدف إلى القضاء على مشروعنا الوطني الفلسطيني».
وأعرب الزعنون عن الأمل في أن «تبوء المحاولة الجديدة» لتشكيل مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية بالفشل.
وختم مؤكداً «إننا سنواصل العمل الجاد على مواصلة الحوار الصادق ونستمر بالدعوة إلى الوحدة لإنهاء الإنقسام في ساحتنا الفلسطينية ، وفي نفس الوقت ندعو القوى الإقليمية ، التي أصبحت معروفة لدى شعبنا ، إلى عدم التدخل في شؤوننا الداخلية وقرارنا الوطني المستقل».
افتتاح الزعنون
الزعنون كان افتتح الإجتماع غير الرسمي بتحية فاروق القدومي ، الذي كان وصل العاصمة الأردنية في الليلة السابقة قادماً من دمشق. وشكك من طرف خفي في أن تكون حركة «حماس» حققت انتصاراً في غزة ، قائلاً «أوقفت إسرائيل النار من جانب واحد ، ولا زالت المعركة قائمة ، لأنهم اعادوا انتشارهم ، وهم يعتدون ويقتلون كل يوم في قطاع غزة».
واضاف «يؤسفنا ونحن في هذه الظلال التي تخيم على شعبنا بالكآبة والدمار ، والأمهات الثكلى بالعودة الإسرائيلية المتوقعة لضربنا جميعاً ، ولا تنتقي أحداً»..«وقبل أن ينقشع غبار المعركة ، ظن البعض أننا انتصرنا في الجهاد الأصغر ، ويجب أن نعود وقد انتصرنا على إسرائيل ، وأننا عدنا للجهاد الأكبر بالإنتصار على الشعب الفلسطيني عبر منظمة التحرير الفلسطينية الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني».
واستعرض الزعنون ما أسماه محاولات فاشلة سابقة لتشكيل مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
لكن الزعنون أشار كذلك إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية تحولت بعد اتفاق اوسلو إلى «وسيلة وأداة للسلطة ، فقزمت المنظمة». وأضاف أن التوجه لإعادة تقوية المنظمة تم بعد اكتشاف النوايا الإسرائيلية ، حيث «اصبحنا نريد العودة للمنظمة وتقويتها».
وأضاف ملمحاً إلى مشعل «من يهدم بيتاً لا يجوز الإستعانة به لبناء بيت جديد».
وتعرض الزعنون إلى إعلان القاهرة لسنة 2005 ، الذي تم التوافق فيه على إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ، قائلاً «مؤسف أنه سنة 2005 وضعنا نصاً غير دقيق ، وحمال أوجه..اعتبرنا نحن أننا نريد أن نعيد تفعيل منظمة التحرير ودخول حركتي الجهاد الإسلامي و«حماس» أو أي منظمة جديدة ، لكن «حماس» مقابل التهدئة لمدة سنة ، أطلقت تفسيراً مفاده أن الإتفاق يعني تفكيك وتفعيل المنظمة». ووصف هذا الفهم بأنه «فلسفة خطيرة بدأت من تلك اللحظة».
واستعرض الزعنون كيف انشق خالد مشعل عن الإتحاد الوطني لطلبة فلسطين في الكويت ، مشكلاً «رابطة الطلاب الإسلامية» ، وتساءل «هل يريد تكرار الأمر الآن..؟».
وقال الزعنون ، مشيراً لمشعل «لا يمكن أن يقف شاب في الدوحة ليقول أريد إنشاء منظمة بديلة». وأكد «ستفشل هذه المحاولة كما فشلت المحاولات السابقة».
كلمة تيسير قبعة
المتحدث الثاني كان تيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني (جبهة شعبية) قال لا يوجد وطني فلسطيني يوافق على إيجاد قيادة بديلة لمنظمة التحرير وبقاء حالة الإنشقاق في الساحة الفلسطينية. واعتبر أن «انقلاب غزة أضعف مجمل القضية الفلسطينية ، ونصر لإسرائيل». وأضاف «جاهل من يفكر بإيجاد قيادة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية. لا يستطيع أي فصيل أن يصمد في وجه المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف قضيتنا الفلسطينية».
وأشار إلى أنه جرت عدة محاولات لإيجاد بدائل للمنظمة باءت كلها بالفشل..لافتاً إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية تحظى باعتراف الشعب الفلسطيني ، والإعتراف الرسمي العربي والدولي. وأبدى أن فقط دولة أو دولتين يمكن أن تعترفا بمنظمة بديلة لمنظمة التحرير. وأكد «أي خطوة لتشكيل قيادة بديلة لن يكتب لها النجاح ، ولن يعترف بها».
لكن قبعة عاود القول «إن الطبيعة تكره الفراغ. ولذا ، يجب أن يتم تفعيل وتطوير المنظمة ودوائرها». وقال «في هذه الحالة لا أحد يمكنه أن يقترب من المنظمة». وتساءل «لم لا نفعل كل لجان المجلس الوطني ، والصندوق القومي..؟». وقال «قبل عقد المجلس الوطني يجب أن تسود عقلية الشراكة من أجل تعميق الوحدة الوطنية». وأكد ثانية «واثق أن مشعل لن ينجح في إيجاد قيادة بديلة ، أو أي جهة أخرى». وقال «منظمة التحرير هي الوطن الفلسطيني إن لم ننجح في تحرير الوطن».
كلمة فاروق القدومي
الكلمة الثالثة كانت لفاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» ، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الذي تحدث بلغة مختلفة قائلاً مبدياً أنه ليس فقط «الإخوة هم الذين يريدون إزالة المنظمة ، ولكن كذلك القوى التي تقدم الأموال والمساعدات».
وأشار القدومي إلى أن 13 دولة أوروبية رفضت استنكار ما قامت به إسرائيل من عدوان على قطاع غزة. وقال إن المقاومة الفلسطينية في غزة ألحقت هزيمة بالإستراتيجية الإسرائيلية التي كانت تعتمد الحرب الإستباقية ، والحرب الخاطفة ، والقتال على أرض العدو. وقال كل هذا لم ينجح في غزة.
وقال إن صواريخ المقاومة الفلسطينية ضربت أرض العدو. وأشار إلى أن من يحتل أرضاً لا ينسحب منها ، كما انسحبت إسرائيل من أرض غزة.
ولفت إلى أنها المرة الأولى التي لم يكن فيها دعم عربي للمقاومة الفلسطينية. لكنه أشار إلى أن تركيا انحازت في هذه الحرب معنا. وقال «الدم الإسلامي جرى في تركيا ، رغم عضويتها في حلف الناتو».
وأضاف القدومي «انتصرنا بصمود غزة ، التي صمدت وهي محاصرة بشعبها الذي يعد مليوناً ونصف المليون نسمة». ولفت إلى أن معركة غزة كانت أقسى من حرب سنة 2006 على لبنان ، لأن إمكانات المقاومة في غزة قليلة مقارنة بإمكانات حزب الله». ومع ذلك ، قال القدومي «قطعنا مسافة..لا هزائم بعد اليوم».
وتابع القدومي «أقول بعد تجربة خمسين عاماً في العمل الوطني يجب أن نسير للأمام وأن لا ننظر للمهاترات بيننا».
وأضاف «توجد قضية هامة..شاب بيني وبينه ثلاثين عاماً بطلع بحكي كلمتين..كل هذا الكلام لا تخافوا منه. الشعب الفلسطيني مسيس لا يمكن أن يقبل».
لكن القدومي لفت إلى أنه لم يسمع من مشعل قوله أنه يريد أن يشكل بديلاً لمنظمة التحرير..«شخص آخر قال هذا الكلام».
وعاود القدومي الحديث عن انتصار غزة قائلاً «بوش انصرع..الله لا يرده. حتى الأوضاع في الدول المجاورة». وأشار من طرف خفي إلى الذين ينكرون الإنتصار في غزة قائلاً «لا بد من أن تمر بعض الحالات الشاذة في الساحة الفلسطينية».
وتابع «مرة أخرى نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية..لا نمدح ولا نهاجم..مشاكل الدول العربية كثيرة..خلينا على الحياد لنكسب الجميع».
وأشار إلى أنه في السابق «قبل هذه المقاومة الباسلة دخلنا كثيراً في قضايا العرب. سنة 1974 اعترف بنا ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني. قلنا من يريد أن يدعمنا أهلاً وسهلاً ، ومن لا يريد أن يدعمنا لا نقول له أف لكما».
وأكد القدومي «الشعب العربي يجب أن يكون معنا في كل المراحل السياسية. لا بد من تفعيل منظمة التحرير ، وأن تكون المنظمة بكل مؤسساتها في الخارج. المسار طويل..إذا كنا نريد إزالة إسرائيل لن تزول مرة واحدة عبر هجوم عربي واحد. نحن الذين نستطيع أن نضرب كل مفاصل إسرائيل بواسطة حرب نفسية تقلل الهجرة اليهودية لإسرائيل ، وتزيد الهجرة العكسية».
كلمة عزام الأحمد
الكلمة الرابعة كانت لعزام الأحمد رئيس كتلة حركة «فتح» في المجلس التشريعي الذي ألقى كلمة معاكسة تماماً في اتجاهاتها لكلمة القدومي. قال الأحمد «مشكلتنا أننا نستحي ونضيع المسألة الرئيسة»..«أنا أريد أن أقول أن مشعل أخطأ ، وأن الإخوان المسلمين حركة انشقاقية». وأضاف هم ظلوا يرفضون دخول منظمة التحرير منذ تأسيسها. وحين تأسست حركة «حماس» بعد شهرين من الإنتفاضة ، ظل الرئيس الراحل ياسر عرفات يحاول ضمهم لمنظمة التحرير وهم يرفضون. ووسط تنظيمات الإخوان المسلمين في الكويت والسودان واليمن ، «أسس لهم قواعد الشيوخ التي استمرت لمدة شهرين ، لكنهم لم يصمدوا لأنهم شعروا أنهم سيصبحوا فلسطينيين..عبد الله عزام أخذ جماعته وفل».
وأشار إلى عمل حركة «حماس» على تمييز نفسها خلال الإنتفاضة الأولى من خلال برامج وفعاليات مختلفة عن فعاليات القيادة الموحدة للإنتفاضة.
ووصل الأحمد إلى اعتبار أن حركة «حماس» ساعدت على تنفيذ مخطط شارون الساعي إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
واتهم «حماس» بعدم الإصغاء إلى نصائح محمود عبّاس من خلال وسطاء من بينهم زياد أبو عمرو ، الذي كلف الإتصال مع «حماس» والقول لهم عبر هاتف الرئاسة في رام الله «لا تغلطوا..لا تدمروا غزة» ، والتأكيد على ضرورة تفويت الفرصة على إسرائيل التي تخطط لتدمير غزة ، وقال إن تدمير غزة تتمة لتدمير الضفة الغربية سنة 2002 ، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يتم إعادة إعمار ثلثي ما دمر في الضفة. ورأى الأحمد أن هدف إسرائيل من تدمير الضفة ثم غزة هو هدم البنية التحتية للدولة الفلسطينية ، بهدف تعطيل قيامها.
ونفى الأحمد وجود مقاومة في غزة. وقال إن المقاومة ليست ضرب صواريخ «من بعيد لبعيد». وأكد «المقاومة غير موجودة في غزة».
وطالب الأحمد بعدم خلط الأوراق عند الحملة على مشعل.
وشن الأحمد هجوماً عنيفاً على دولة قطر لدعوتها إلى عقد قمة عربية لمناقشة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة..وعاد للقول في الجملة التالية مباشرة ، أنه في اليوم الأول للعدوان على غزة ، أتخذ قرار الإتصال مع حركة «حماس» ، وكلف بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب (الشيوعي) ، من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الإتصال بهم. وقال إنه شخصياً اتصل مع أسامة حمدان ممثل «حماس» في لبنان بواسطة إذاعة لندن. كما أنه اتصل بموافقة الرئيس أبو مازن مع الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» لمدة 45 دقيقة يطلب الحوار مع «حماس» فرد عليه قائلاً سندرس الموضوع ونرد عليك ، ولم يرد حتى الآن.
ونفى الأحمد حدوث مقاومة للعدوان الإسرائيلي على غزة. وقال ما حدث كان مجرد مقاومة محدودة للقوات الإسرائيلية التي دخلت غزة. وعاد وقال إن حركة «فتح» قدمت شهداء في الدفاع عن غزة أكثر من «حماس».. قائلاً إن عدد شهداء «حماس» هو الأقل من بين شهداء جميع الفصائل..معدداً «فتح» 82 شهيداً ، الجبهة الشعبية 16 شهيداً ، وكذلك الجبهة الديمقراطية..«أقل شيء حماس والجهاد الإسلامي».
وعاد الأحمد ليقول لا مفر من الحوار.
ورد الأحمد بشكل موارب على ما قاله القدومي من أن مشعل لم يقل مرجعية بديلة ، وإنما فقط جديدة ، وهو ما ذهب إليه القدومي. وقال «ما سمعته أنا أن مشعل قال مرجعية جديدة وبديلة».
ودعا الأحمد إلى «عقد مجلس وطني فلسطيني بتشكيلته الحالية بهدف تفعيل دوائر منظمة التحرير ، وتجديد اللجنة التنفيذية للمنظمة ، ورئاسة المجلس الوطني الفلسطيني». وقال «لا يجوز أن نظل ننتظر حتى يتكرم علينا خالد مشعل وحركة الجهاد الإسلامي بالموافقة على عقد مجلس وطني يشارك به الجميع». وأضاف «حين يوافق مشعل والجهاد نعقد مجلساً وطنياً جديداً».
كلمة ليلى خالد
بداية الرد على هذا المنطق بدأ مع كلمة ليلى خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ، التي قالت إن الأحمد يتحدث وكأننا لسنا أعضاء في المجلس الوطني ولا نتابع الأحداث.
الزعنون بادر فوراً إلى مقاطعتها قائلاً هل سنرد على بعضنا البعض بوجود الصحافة..؟
خالد واصلت «توجد حقائق لا يمكن لأحد أن يدحضها..منظمة التحرير هي الكيان الذي تعمد بدماء شعبنا..لذلك ، لا يسمح لأحد أن يتجرأ على هذه المنظمة»..معتبرة إياها «المنجز الوطني الوحيد للكفاح المسلح ، والهوية الوطنية للفلسطينيين». لكن خالد لفتت إلى وجود فرق بين المنظمة ككيان وبين القيادة التي تقود المنظمة. وقالت «إن الإنقسام في الساحة الفلسطينية لم يبدأ مع سيطرة «حماس» على قطاع غزة سنة 2006 ، وإنما منذ توقيع اتفاق اوسلو سنة 1993 ، وأصبح انقساماً عمودياً وأفقياً».
وأشارت خالد إلى أنه في كل اجتماع يطرح سؤال ما العمل ، وتوضع خطط وتطرح آراء «وكل ما توضع خطة نتراجع عنها». وأضافت «يوجد جدل حول عبّاس وحول فيّاض ، لكنه لا يوجد جدل حول مؤسسات منظمة التحرير بهيئاتها التشريعية». وطالبت بتفعيل دوائر المنظمة ولجان المجلس الوطني الفلسطيني والإتحادات الشعبية الفلسطينية.
وتساءلت خالد «من حبس أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية في أريحا..؟». وكشفت «اتفقنا مع أبو مازن على تحريك محاكمات للمسؤولين عن ذلك. وهيه انطق 30 سنة حبس دون أن يحاكم الذين حبسوه»..!
وأضافت «هل نتذكر شي وننسى شي تاني»..؟!
وتابعت «ومع ذلك..نحن منظمة التحرير ، وسنظل نناضل حتى نغير القيادة الحالية التي تحصر خياراتها بالمفاوضات». وأعادت إلى الأذهان كيف أن أبو عمار كان وقع على اتفاق اوسلو وحرك في ذات الوقت كتائب الأقصى. وقالت «هكذا تكون القيادة المحنكة..مبين القيادة الحالية مش محنكين».
عند هذا الحد غادر الزعنون مقر الإجتماع ليعلن البيان الذي صدر بإسم المجتمعين ، فيما كانت الكلمات تتوالى.
أبو الرائد الأعرج «فتح» : لفت إلى أن زكي بني ارشيد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني قال قبل مشعل إن «حماس» هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
غالب فريجات «فتح» : طالب القدومي بالرد على مشعل.
عمران الخطيب «الجبهة العربية الفلسطينية» : نحن ضد أي مساس بمنظمة التحرير الفلسطينية ، ونطالب بموقف متناغم مع حجم تضحيات شعبنا.
وقال أبو أكرم «الديمقراطية»: الدفاع عن المنظمة لا يكون بالشعارات ، وإنما بخطوات إصلاحية عملية. وطالب القدومي بأن يرد على مشعل من داخل دمشق. «يجب أن يصلني موقفه من داخل دمشق ، وليس من أي عاصمة أخرى..يجب رفض ثنائية التمثيل».
مداخلة محمد أبو ميزر
محمد أبو ميزر (عضو سابق في اللجنة المركزية لحركة فتح) ، بدأ حديثه معيداً إلى الأذهان أن حركة «فتح» سبق لها أن طرحت في وقت مبكر فهمها للوحدة الوطنية بأنه يعني «اللقاء على أرض المعركة».
ونفى أبو ميزر أن تكون الوحدة الوطنية الفلسطينية تحققت في يوم من الأيام داخل منظمة التحرير ، مذكراً بأنه كان عضواً دائماً في لجان دراسة الوحدة الوطنية الفلسطينية. ورد على السؤال الذي طرحه : هل استطعنا أن نحقق الوحدة الوطنية..؟ بالقول «حتى الآن لا زلنا نطالب بالوحدة الوطنية».
وقال الآن نطالب بتفعيل منظمة التحرير ، وهذا يعني أن المنظمة فاقدة لفعاليتها. وسأل من أفقد المنظمة فعاليتها..؟ وأجاب «قيادة منظمة التحرير وفتح بالتحديد».
وعاد أبو ميزر للتساؤل «هل القيادة التي أفقدت المنظمة فعاليتها قادرة على إعادة تفعيلها..؟ وأجاب «كلا»..!
وكشف أبو ميزر عن أنه سبق التوافق بين جميع الفصائل الفلسطينية ، بما في ذلك حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي ، على مشروع لإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير وذلك بعد عدة أشهر من اتفاق القاهرة ، لكن هذا المشروع حين بعث به لرام الله ، لم يعترف به ، وتم رفضه ، وأميتت الوحدة الوطنية.
الزعنون قاطع أبو ميزر قائلاً : لم تقل لنا كيف نواجه خالد مشعل..؟
أبو ميزر : هل هذا هو هدف هذا الإجتماع..؟ إن كان كذلك ، فأنا أقول إن الذي خلق مشعل و«حماس» هو فساد السلطة. لولا الفساد الذي ينخر جسد السلطة لما وجدت «حماس».
الزعنون : «حماس» لم تصدر بيانات حول فساد السلطة..تأبط شراً وأراد تشكيل البديل. على كل حال شكراً.. لكل وجهة نظر ، وأنا أعذر الأخ أبو ميزر.
أبو ميزر : لم أظن الأمر من أجل الردح.
إبراهيم أبو عياش : «أوافق على كل ما قاله الأخ عزام الأحمد. وأضيف الهجوم على غزة تم ضمن مؤامرة تقسيم الشعب الفلسطيني. «حماس» جزء من المؤامرة ، ومشعل هذا الصبي «ما بطلعله» يمس المنظمة. نحن نعرف كيف أنشئت حركة «حماس». رابين هو الذي أنشأها لتكون بمواجهة منظمة التحرير. «حماس» ليست معنية بغير إبقاء الإمارة الإسلامية الظلامية في غزة..يجب صدور بيان واضح في إدانته لخالد مشعل وأحمد جبريل».
تيسير قبعة «شعبية» : لا يجوز التخوين ، موجهاً كلامه لأبي عياش.. كيف سنحاورهم بعد شهر أو اثنين إذا خوناهم الآن..؟
هل هم خون..؟
أبو عياش : نعم هم خون.. متفقون مع إسرائيل على حل الثلاث دول.
قبعة : هذا تطرف لا يفيدنا. لا يجوز تخوين أي تصريح لا يعجبنا.
هنا سمع صوت مرتفع تبين أنه صوت عثمان مرار (أبو مجاهد) من «فتح»: طول عمرك في الجبهة يا أبو عياش..؟ العالم كله وقف معهم ، هل نقف نحن ضدهم..؟! هل انتهت إسرائيل وأصبحت «حماس» هي عدونا..؟.. لا يجوز تخوين إخواننا ، وكلام الأخ تيسير منطقي».
وتعالى صياح عدد من الأعضاء ضد أبو عياش.
عليان عليان «شعبية» : بدأتم تتحدثون بغرائزكم وليس بعقولكم. لم يتحدث أحد عن كيفية معالجة الأمر. هذا مجلس وطني لا أحد يستطيع أن يخون «حماس» أو أي فصيل. ما حدث في غزة نصر ومقاومة. لا يجوز التشكيك.
وتساءل هل حافظنا نحن على المنظمة وبرنامجها وميثاقها..لقد حولت المنظمة إلى تابع للسلطة ، وهذا سهل مهمة «حماس» وغيرها. الحل في العودة إلى إعلان القاهرة لسنة 2005.
الجمعة، 30 يناير 2009
اردوغان طالب اولم ت باطلاق سراح البرلمانيين الفلسطينيين... اولمرت قال ان عباس سيغضب من ذلك
كما أبدى استغرابه من المقارنة بين قوة إسرائيل والفلسطينيين قائلا "هل هناك أسلحة لدى الفلسطينيين مماثلة لما هو موجود لدى إسرائيل بما فيها أسلحة الدمار الشامل؟ بالطبع الجواب لا، حتى إنهم يضربون مراكز الأمم المتحدة والمدارس والجوامع بالصواريخ والقنابل".
عشية الانتخابات الاسرائيلية :قيادات اسرائيلية مهزوزة تخطط لتنفيذ عمليات اغتيال لاستعادة هيبتها وشعبيتها
وذكرت مصادر سياسية اسرائيلية لـ (المنــار) أن هذه المناوشات العسكرية وفي هذا التوقيت بالذات عشية الانتخابات تشكل ضاغطا كبيرا على المستوى السياسي وتحديدا على وزير الدفاع ايهود باراك لدفعه الى الرد بعمليات عسكرية غير مسبوقة من حيث مكانة وحجم الاهداف التي ستطالها الردود الاسرائيلية على خروقات وقف اطلاق النار.
واضافت المصادر لـ (المنــار) أن استمرار الوضع العسكري والخروقات اصبح يؤثر سلبا على فرص حزب العمل وزعيمه باراك وفرص حزب كاديما بزعامة تسيفي ليفني في تحقيق تقدم في الانتخابات، وهذا يتضح من خلال استطلاعات الرأي السرية التي يجريها الحزبان العمل وكاديما، وكذلك استطلاعات الرأي العلنية التي تنشرها وسائل الاعلام، ويبدو ان استقرار التهدئة مرتبط ارتباطا وثيقا باستقرار حزب العمل في الاستطلاعات، حيث سجلت بعض هذه الاستطلاعات انخفاضا ملحوظا في نسبة المؤيدين لحزب العمل ، وعودة الاحزاب اليمينية الصغيرة الى حركة الصعود التي كانت سائدة عشية الحرب على قطاع غزة، فالعمليات والمناوشات الاخيرة والخروقات المستمرة لوقف النار باطلاق القذائف ولو على مستويات منخفضة جدا زعزعت الاستقرار من جديد، وهذا يؤدي الى زعزعة صورة باراك، وتؤكد المصادر لـ (المنــــار) أن وزير الدفاع سيضطر خلال الايام القليلة القادمة المتبقية حتى موعد الانتخابات الى اعادة التأكيد بأنه سيد الأمن في اسرائيل، لكن، هذا التأكيد لن يأتي على شكل عمليات واسعة، فالوضع السياسي الداخلي في اسرائيل لن يسمح بذلك، وانما على شكل عمليات محدودة ذات تأثير كبير كالاستهداف المحدد والمحدود (عمليات الاغتيال) واشارت المصادر الى أن باقي الشركاء في الائتلاف الحالي يدعمون هذا التوجه، اما بالنسبة لحركة حماس ، فتقول المصادر أن الحركة لم تعد مستعجلة او متعجلة للتوصل الى تهدئة ووقف مستقر لاطلاق النار، وهي ترغب في استغلال المرحلة الحساسة في الساحة الاسرائيلية لتوجيه بعض الضربات الموجعة ضد القيادة السياسية في اسرائيل التي بادرت واشتركت في الحرب على قطاع غزة، وترى حماس أن هذه الفترة ستجعلها قادرة على استعادة بعض النقاط التي فقدتها خلال العمليات العسكرية والدمار الكبير الذي لحق بالقطاع، كما ان هناك رغبة لدى حماس في تحقيق انجازات تساعد في رفع اسهمها عشية الانتخابات.
وفي السياق نفسه ذكرت مصادر دبلوماسية لـ (المنــار) أن الايام القليلة القادمة قد تشهد احداثا دراماتيكية تؤثر بشكل كبير على الاوضاع والتحركات والقرارات، ويذكر أن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قرر الغاء زيارته للولايات المتحدة بشكل مفاجىء، على الرغم من اهميتها، حيث كان يرغب في لقاء وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس من اجل اقناع الادارة الامريكية باعادة ملء مخازن السلاح في اسرائيل ، وتقديم المساعدات التكنولوجية والاستشارية من اجل محاربة الانفاق وتهريب السلاح، لكن، الاحداث الامنية الاخيرة واحتمال تدهور الأوضاع جعلت باراك يؤثر البقاء، كما ان كثيرا من المسؤولين العسكريين وضباط جهاز الاستخبارات الذي التقاهم باراك اكثر من مرة منذ انتهاء الحرب على غزة، اكدوا له بأن على اسرائيل ان تكون مستعدة لمواجهة اية مفاجآت واحتمالات من قطاع غزة.
لماذا ترك عباس الاجتماع الأخير للجنة المركزية لـ "فتح" ولم يلحق به أحد لمراضاته؟
وأوضحت المصادر بأن يوسف وقريع يأخذان على عباس تهميش اللجنة المركزية قي قيادة السلطة لصالح حكومة سلام فياض، الأمر الذي اغضب عباس ودفعه لترك اجتماع المركزية دون أن يلحق به أحد لمراضاته.
وأشارت المصادر إلى أن إقدام عباس على تعيين ياسر عبد ربه مشرفا عاماً على الإعلام التابع للسلطة مؤخرا كان سببا آخر في احتدام الصراع داخل مركزية فتح التي تطالب بإحداث تغيير جوهري في إدارة السلطة للشأن الفلسطيني خصوصا بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضحت المصادر بأن أعضاء في المركزية يطالبون عباس بإبعاد الشخصيات الفلسطينية التي تزيد من التوتر مع حركة "حماس" عن الساحة السياسية الفلسطينية.
"إسرائيل" في مهبّ عاصفة سياسية... بقلم :باتريك سيل
سيسعى الناخبون الإسرائيليون للإجابة على الأسئلة الثلاثة التالية على الأقل: كيف ستنعكس نتائج حرب غزة السلبية على إسرائيل؟ وماذا تنوي إدارة باراك أوباما فعله على صعيد العلاقات الأميركية - الإسرائيلية؟ ومن هو المرشح، من بين السياسيين الثلاثة أو الأربعة المتنافسين على منصب رئاسة الوزراء، الذي سيكون أفضل من يؤتمن على مستقبل إسرائيل؟
على رغم أن معظم العالم نظر إلى الحرب في غزة على أنها عمل إجرامي ضد مدنيين عزّل، فقد نتجت عنها موجة مغالاة في القومية في إسرائيل، بعد أن اعتُبرت انتصاراً قومياً. كما فرح الإسرائيليون الذين لم يبالوا كالعادة بمعاناة الفلسطينيين، بقدرة جيشهم على ضرب مجتمع عربي. وأراد الكثيرون أن يُستكمل الهجوم الضاري إلى أن يتمّ القضاء على حركة "حماس" و "محو قطاع غزة عن الخريطة".
وأظهرت الحرب، إضافة إلى العجرفة والجنون اللذين يميزان علاقة إسرائيل بجيرانها، وجود كره عميق للعرب بين فئات المجتمع كافة بما في ذلك ما كان يعرف سابقاً باليسار السياسي والأدبي. وكانت ترجمة ذلك سياسياً بتحوّل الناخبين الإسرائيليين إلى اليمين.
ومن المرجح أن ينتج عن صناديق الاقتراع تطوّران.:
وعندما تخف حدة الحماسة القومية، من المرجح أن يواجه الإسرائيليون واقعا مؤلما وهو أن نتيجة الحرب ستكون عكس ما أراده كل من باراك وليفني وإيهود أولمرت، رئيس الوزراء المستقيل.
وسيعي الإسرائيليون حينها أن هذه الحرب ساهمت في تعزيز قوة حركة "حماس" وإعطائها الشرعية عوضا عن القضاء عليها. ومن غير المرجح أن تحول حالة الهياج الديبلوماسي في إسرائيل دون إجراء اتصال محتمل، بقيادة فرنسا، بين الاتحاد الأوروبي وحركة "حماس"، يليه حوار بين الولايات المتحدة والحركة، كما أوصى وزير الخارجية الاميركي الأسبق جيمس بيكر وشخصيات نافذة اخرى في اميركا.
وعوضا عن استمرار حصار إسرائيل لقطاع غزة، ستواجه ضغطاً كبيراً بهدف فتح المعابر. وعوضا عن إجبار حركة "حماس" المهزومة على إطلاق سراح الجندي غلعاد شاليت، لا شك أن إسرائيل ستوافق على مبادلته بألف سجين فلسطيني على الأقل في حال قررت أخيرا أن تدفع ثمن تحريره عوضا عن تركه يتعفن في السجن.
باختصار، عوضا عن وضع عملية السلام جانبا كما أمل المستوطنون الذين يستولون على الأراضي والقوميون المتشددون، عزّزت الحرب الجهود الدولية بغية التوصل إلى حلّ شامل للنزاع العربي - الإسرائيلي، فضلا عن انسحاب إسرائيل من سائر الأراضي التي استولت عليها في العام 1967.
والأمر الأكثر إيلاما بالنسبة إلى رجال الحرب الإسرائيليين هو التغيير الكبير الحاصل في سلوك البيت الأبيض. فينبغي على الإسرائيليين أن يتفاهموا مع رئيس أميركي يسعى لاستعادة العلاقات مع العالم العربي والإسلامي، هذه العلاقات التي تأذّت جراء حرب جورج بوش الابن على العراق ودعمه الأعمى للحربين التي شنتهما إسرائيل في لبنان وفي غزة و "حربه العالمية على الإرهاب" التي شنها من دون تمييز والتي يُنظر إليها على أنها حرب على الإسلام.
وكان أوباما قد أجرى هذا الأسبوع مقابلة مع قناة "العربية" أعلن فيها أنه "يتوجب عليّ أن أقول أن الولايات المتحدة ستعمل من أجل خير العالم الإسلامي وستتكلم معه بلغة الاحترام. فأنا عشتُ في أسرة تضم أفراداً مسلمين وترعرت في بلد مسلم. كما تكمن مهمتي إزاء العالم الإسلامي في القول له بأن الأميركيين ليسوا أعداءه". فلم يسبق لأي رئيس أميركي أن تكلم بلغة مماثلة.
وقال أوباما بالتحديد: "أظن أنه من الممكن أن نشهد ولادة دولة فلسطينية غير مقطعة، وتسمح لشعبها بالتنقل بحرية وبإقامة علاقات تجارية مع البلدان الأخرى وصفقات تجارية تساعد شعبها على أن يعيش حياة أفضل..." فلم يسبق لأي رئيس أميركي أن وجه أي انتقاد لسياسات إسرائيل الحالية وممارساتها.
وقد وصل مبعوث باراك أوباما إلى الشرق الأوسط السيناتور السابق جورج ميتشيل إلى المنطقة، داعيا إلى السلام والتسامح والتوصل إلى تسوية الأراضي. فقد حاول استباق نتائج الانتخابات التي ستجري في 10 شباط (فبراير). ويترتب على الزعماء الإسرائيليين الذين سيتم انتخابهم، أن يتجاوبوا مع مناخ سياسي حولهم بات متغيّراً جذرياً.
ان سياسات إسرائيل فوضوية ومتصدّعة في العمق. ويأتي ذلك نتيجة النظام الانتخابي الذي يقوم على التمثيل النسبي الواسع على مستوى الدولة وهو نظام موروث عن الجماعة اليهودية في فلسطين "ييشوف" التي كانت قائمة قبل قيام اسرائيل عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وهي بمثابة تعبير عن رغبة عدد كبير من المجموعات في جعل صوتها مسموعاً. وينص النظام على أن يكون عدد المقاعد التي تتسلمها كل لائحة مناسبا لعدد الأصوات التي تفوز بها في الانتخابات. ويحق لكل لائحة تفوز بنسبة 2 في المئة على الأقل من الأصوات بالحصول على مقعد في الكنيست. وينتج عن ذلك عدد كبير من الأحزاب الصغيرة، يمثّل كل منها مجموعة تملك مصلحة خاصة وأحيانا آراء متطرفة.
وعلى خلاف الديموقراطيات الغربية مثل بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة، لا يستطيع أي حزب إسرائيلي أن يحكم بمفرده. ويُشترط أن يُجري أي من الأحزاب الثلاثة أو الأربعة الأساسية سواء "الليكود" أو "كاديما" أو حزب العمل أو "اسرائيل بيتنا" ائتلافا مع الأحزاب الأخرى، ليتسلم زمام الحكم. ويجب أن يبحث الحزب عن شركاء ائتلاف بين خصومه و/ أو الأحزاب الأصغر أمثال حزب "شاس" وهو الحزب الديني القومي و "التوراة الموحدة" وحزب "ميريتس"، ناهيك عن الأحزاب العربية التي تعاني المشاكل والتي لم ينجح الضغط العنصري في منعها من المشاركة في الانتخابات.
من السهل رؤية كيف أن الائتلافات الضعيفة تستطيع أن تحدّ من حرية تصرف أي حكومة إسرائيلية لا سيما عندما يتعلق الموضوع بالتفاوض على السلام.
وينبغي على جورج ميتشيل أن يعالج هذا الوضع الحرج. فجلب إسرائيل إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حلّ، سيتطلب قدراً كبيراً من الكفاءة والعزم والضغط لا سيما في حال ترأس بنيامين نتنياهو الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
يستطيع المرء أن يقرّ بأن باراك أوباما، على خلاف كل الرؤساء الذين سبقوه، عازم منذ بداية عهده على ممارسة الضغوط للتوصل إلى سلام عربي - إسرائيلي. وهو يحظى بسلطة ذاتية منقطعة النظير وبدعم سياسي داخل الولايات المتحدة. وتعتمد إسرائيل من جهتها بشكل كبير على الدعم الأميركي، سواء على الصعيد المالي، أو العسكري والسياسي إلى حدّ أنها قد تخطئ في حال شكّلت حكومة إسرائيلية لمواجهته أو لعدم إرضائه. قد يكون ذلك أفضل مؤشر إيجابي وربما الوحيد على مستقبل منطقة مضطربة في العمق.
الجواسيس الكبار والجواسيس الصغار ... بقلم : عريب الرنتاوي
نشرت صحف إسرائيل الصادرة أمس، تقارير عن جواسيس سقطوا بالعشرات في قبضة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة خلال الأسابيع الثلاثة التي استغرقها العدوان الهمجي على القطاع، وأسهبت الصحف في نشر تفاصيل الخلاف بين المستويين الأمني (الاستخباري) والعسكري (العملياتي) في إسرائيل حول هذا المسألة، الأول يدفع باتجاه الحفاظ على "مصادر معلوماته" والثاني يعطي الأولوية لحياة جنوده في الميدان.
من نافل القول، أنه حين يحدث تعارض من هذا النوع، فإن الأولوية تعطى لحياة الجند على حساب حياة العملاء، فهؤلاء أرخص من أن يفكر بهم أحد، أو أن يعاقب أحد لتخليه عنهم أو تركهم لمصائرهم البائسة، أنهم أرخص من أن يصبحوا "مسألة" أو أن يتحولوا إلى فصل أو حتى صفحة في تقرير "فينوغراد - 2" أو أي تقرير على شاكلته.
هم باعوا أنفسهم وشعبهم وقضيتهم ومقاومتهم وأرواح أبناء جلدتهم، نظير دراهم معدودات، فلماذا يحسب لهم أي حساب ومن أي نوع...لا قيمة لهؤلاء بأنفسهم، قيمتهم بوظيفتهم وأدوارهم القذرة التي يؤدونها في إرشاد الطائرات إلى أهدافها والتأشير على مخابئ السلاح والمقاومين...لا قيمة لهؤلاء ولا لحيواتهم وأرواحهم إلا بالقدر الذي تحفظ معلوماتهم حيوات وأرواح "يهود" مدنيين وعسكريين من شعب الله المختار.
لذلك، رأيناهم يسقطون بالعشرات في قبضة حماس والكتائب والمقاومة، لا لفطنة أمنية مفرطة عند الفصائل ولا بسبب امتلاكها أجهزة أمنية واستخبارية متطورة، بل لأن "مشغلي الجواسيس" في تل أبيب حرقوهم بسرعة، ومن دون تردد، وفي كل مرة كانت فيها تطورات الميدان تستوجب ذلك، كأن يفضي (حرقهم) إلى إصابة هدف أو تفادي إصابة في صفوف القوات الغازية للقطاع الباسل.
مصائر الجواسيس الصغار، لا تختلف كثيرا عن مصائر الجواسيس الكبار، الذين ما أن تنتهي أدوارهم حتى يرفع الغطاء عنهم، فيتركون لقبضات جماهيرهم الغاضبة وشعوبهم المحتقنة، ولطالما حفل التاريخ بصور وحكايات مؤثرة ومعبرة عن المآلات البائسة لكثيرين من هؤلاء...من جواسيس الـ "سي آي إيه" الذين احتشدوا في ساحات سفارة واشنطن في سايغون وعلى أسطح بناياتها علّ إحدى الطائرات العامودية تلتقطهم...إلى شاه إيران الذي ضاقت عليه الأرض بما ومن رحبت، ولم يجد قبرا يأوي عظامه الرميم، إلا بمكرمة ساداتية من طراز خاص، مرورا بالطبع بعشرات القصص والحكايات التي تهجو بمجملها العمالة والخيانة وتحط من قيمة العملاء والخونة أيا كانت درجاتهم وطبقاتهم.
بعض الجواسيس من "طراز متوسط الحجم"، يجري تداول سيرته الذاتية هذه الأيام، على المواقع الالكترونية مع خطوط تشديد كثيرة تحت وقائع وأحداث ظلت غامضة في "تاريخ الاغتيالات" التي ذهب ضحيته عدد من قادة منظمة التحرير وفتح وكوادرهما، لكن أغرب ما في الأمر، أن هؤلاء "الجواسيس المفترضين"، يمتلكون من "الوقاحة" ما يمكنهم من الظهور يوميا على شاشات الفضائيات في حفلات ردح وشتم لم تتوقف أبدا، حتى في "عز المذبحة".
أحد الأصدقاء الظرفاء قال لي: ليس كل جاسوس وظيفته جمع المعلومات، بعضهم يبدأ مهنته هكذا، لكنه ينتهي إلى الردح أو الشتم أو السباب، فتلك وظيفة أيضا، ولها تصنيفها (وكادرها) في الحروب النفسية والسياسية والدعائية والإعلامية، ولأن لكل وظيفة خصائصها ومؤهلاتها، فإن "الوقاحة" أو بالأحرى "النذالة" يجب أن تكون مبتدأ العمل في هذا الحقل، أما خبره فلا أقل من استئصال "شرش الحياء" كما تُستأصل الزائدة الدودية عند التهابها.
غاز مصر وطوابير غزة ... بقلم : زياد ابوشاويش
هذه صورة الشعب الفلسطيني في غزة وأظنها صورة مشرفة لكل عربي ولكل الباحثين عن الحق والمتصدين لجبروت الظلم المدجج بالسلاح والمدعوم من امبراطورية الشر في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الشعب المنتصر يصطف اليوم في طوابير طويلة ولساعات وأيام ليحصل على قنينة غاز تريحه من الحطب ووابور الكاز الذي استخدمها منذ ثلاثة أشهر ليطبخ ويخبز عليها نتيجة الحصار الظالم من قبل اسرائيل والأشقاء عليه.
إن صورة أمهاتنا وجداتنا وأطفالنا وهم يقفون على امتداد مئات الأمتار أمام محطات بيع الغاز منذ ساعات الفجر ولفترة طويلة من الزمن يمزق قلب كل إنسان لديه بعض المروءة والنخوة وخاصة بعد أن قدم هؤلاء نموذجاً يحتذى في التحمل والصمود واستحقوا عن جدارة احترام العالم وتعاطفه.
وفي مقابل هذه الصورة المخجلة والمعذبة لضمير من لديه ضمير ووجدان نجد مستوطني الكيان الصهيوني ينعمون بكل وسائل الراحة والترفيه والدفء الذي يوفره نفط العرب وغازهم.
في جمهورية مصر العربية وقبل العدوان على غزة طالب الشعب المصري بإيقاف تصدير الغاز للعدو الصهيوني لأسباب كثيرة على رأسها حصار اسرائيل للفلسطينيين وإغلاق كل المعابر بوجههم ومنع وصول الطعام والدواء وكل مقومات الحياة عنهم، ووصل الأمر حد تقديم التماس للقضاء المصري الذي حكم ببطلان اتفاقية الغاز بين مصر والدولة العبرية ومنع تصدير الغاز المصري لها. وانتهى العدوان أو بالأحرى توقف ورأى الجميع حجم الكارثة التي حلت بغزة وأهلها المكافحين، ومن بين المعاناة كانت الصورة المعبرة عن هذا التناقض الغريب بين الكلام عن نصرة الشقيق وتقديم العون وإعادة الاعمار وبين الواقع الذي نجده في صفوف الناس المتعبة من أجل الحصول على الغاز الطبيعي الذي يتدفق بشكل منتظم لإسرائيل من الشقيقة مصر فهل هذا معقول؟ وهل الحديث عن فتح معبر رفح منذ اليوم الاول للعدوان يمكن أن يكون صحيحاً ونحن نرى بأم أعيننا حجم المأساة التي يعيشها أبناء غزة وخاصة في موضوع الغاز الذي يصل الى ما بعد غزة ولا يمر عليها، وما فائدة فتح المعبر إن لم تعاملنا مصر في هذا المضمار وغيره كما تعامل الدولة المعتدية على أشقائها بالحد الأدنى؟.
بعض دروس ما بعد غزة.... بقلم :سعد الله مزرعاني
* كاتب وسياسي لبناني
الشيخ سعيد صيام، يا أيها الشهيد.. د. فايز أبو شمالة
مجدوك سياسياً، وتنظيمياً، وإدارياً، وحياتياً، وفكرياً، ولكنك لم تأخذ حقك في الرثاء، ولم تأخذ نصيبك من الدموع التي تفرقت على طول المواجهة، وعرض الصمود، وأنت تمضي مطمئناً على نسيج يداك، سعيداً وأنت تطل على تفاصيل الانتصار، وعلى دقائق المعركة التي حسمت لصالح الشعب الصابر المقاوم، أغمضت عينك لتنام، وأنت تصر على أن الشجاعة صبر ساعة، لقد عبرت الساعات، وارتفعت الرايات، وانكسرت الريح العاتية، وانجلت عن شعب لا يعرف الوهن، وعن جيلٍ جديدٍ مقاومٍ يحاصر المحن.
يا شيخ سعيد، أعيد إليك اليوم ثلاثة مواقف:
الأول: اللقاء الإذاعي، والتلفزيوني الذي جرى معك في ذروة الانفلات الأمني سنة 2006، لقد سقت فيه مثلاً على حاجة الوطن إلى القوة التنفيذية عندما قلت: بأي منطق يتم إطلاق النار في مكتب رئيس بلدية خان يونس ـ المقصود هو كاتب المقال ـ ويتم الاعتداء على مؤسسة عامة تقدم الخدمات للجمهور؟ وهم يعرفون أن رئيس البلدية شخصية وطنية عامة، وأمضى زهوة عمره في السجون الإسرائيلية. فهل هذه وطنية، أم انفلات؟. لقد قلت حقاً يا شيخ سعيد، ولكن لم يسمعك أحد في حينه، ولم يصدقوك.
الثانية: عندما تجاوز قطاع الرواتب في رام الله كل منطق، قلت في لقاء تلفزيوني، وإذاعي، سنة 2008، بأي منطق تقطع رواتب موظفين لهم عشرات السنين، عملوا قبل تأسيس السلطة الفلسطينية، وأمضوا فترات طويلة في السجون الإسرائيلية، وهم ليسوا من حماس، قطعت رواتبهم لأنهم على رأس عملهم فقط. لتأتي المخابرات الإسرائيلية كي تكمل الدور، وتساومهم على صرف رواتبهم. كم كنت رائعاً يا أبا مصعب، وأنت تشرح حالنا!
الثالثة: لم تقل، وإنما فعلت، لنخرج من تحت الرماد، نعلق أكاليل الغار على جبين الوطن، بعد دحر العدوان، وانتصار المقاومة، ونحن نردد: سلمت الأيادي، والعقول، والقلوب، التي رسمت لنا بالكبرياء معالم المرحلة القادمة، ونحن نتجاوز مقولة: وإنها لثورة حتى آخر الشهر. ومقولة: شعب لا يستحق التضحية، لنعبر إلى فيحاء الإرادة مع مقولة: إنه لجهاد، نصر أو استشهاد.
رصاص المساعدات المصهور في غزة.... بقلم ياسر ابو هلالة
الخميس، 29 يناير 2009
«قناعة» الرئيس عبَّاس الجديدة ؟! ... بقلم عريب الرنتاوي
وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قناعة (جديدة) بأن إسرائيل لا تريد السلام ، و«إنما تريد إضاعة الوقت والاستفادة من الوقت لتعزيز الاستيطان وتعميق الانقسام» ، ولقد صدق فيما ذهب إليه ، وأقصد تحديداً الجانب المتعلق بنوايا إسرائيل وليس بقناعة الرئيس ، فنحن بحاجة إلى ما هو أكثر من التصريحات لنصدق بأن الرئيس (المنتهية ولايته) ، قد وصل إلى هذه القناعة قولاً وفعلاً ، وأن هذه التصريحات ليست مجرد «ردة فعل» أو تعبير عن «الغضب والعتب والضيق الناجم عن تآكل مكانة السلطة وموقع الرئاسة. وأننا سنرى سلوكاً رئاسياً محكوماً بهذه القناعة الجديدة ، فالرئيس ليس «محللاً سياسياً» ولا «خبيراً في الشؤون الإسرائيلية» تستنطقه قناة «الجزيرة» في برنامج «ما وراء الخبر» ، بل هو صاحب السلطة والولاية ، وفي جيبه الكثير من الأوراق الكفيلة بقلب الطاولة على رؤوس كثيرين ، وكم كنا نتمنى أن نستمع إلى «الشطر الثاني» من بيت الشعر الذي يشرح لنا «معالم الطريق» ويجيب على سؤال: «ما العمل؟».
لا نريد للرئاسة والسلطة أن تمتشقا سلاحاً نارياً وتخرجا إلى الشوارع لمطاردة الدوريات الإسرائيلية التي «تتمختر» على مقربة من المقاطعة وتستبيح كل زاوية في الضفة الغربية الهادئة (قسراً ورغم أنفها) ، ولا نريد للرئيس بعد أن هدأت المدافع نسبياً في القطاع الجائع والمحاصر ، أن ينسحب من التزاماته الإقليمية والدولية ولا من استحقاقات عملية السلام ، فهذا ما دعوناه لفعله في «عز المذبحة» ولم يفعل ، ومن العبث تكرار الدعوة الآن ، فيما المراسم الرئاسية منشغلة بترتيب اللقاءات مع بلير وسولانا وميتشيل ، كل ما نريده من الرئيس ، أن يخرج قليلاً عن النص المكتوب في مسائل الحوار والمصالحة والإعمار والمعابر والتهدئة ، وأن لا يبقى على نغمته المعتادة : حكومة وحدة وانتخابات مبكرة ، فالعالم بعد غزة ، تجاوز هذه الأقانيم ، وما كان صحيحاً قبل غزة لم يعد كذلك بعدها ، والأولويات تبدلت واختلفت ، ومن البؤس استمرار ترديد المواقف ذاتها ، وكأن شيئاً لم يكن.
على الرئيس أن يشرع في إعادة بناء النظام السياسي بمجمله ، بدءاً بتطهير بيته الداخلي ، وفتح أبواب المنظمة لرياح التغيير ، وإقالة الحكومة المسؤولة على الاعتقالات السياسية وتفكيك العشرات والمئات من المؤسسات المدنية والمنظمات الأهلية وإطلاق النار على المتظاهرين ، والشروع في اتخاذ خطوات وإجراءات كفيلة فعلاً ببناء الثقة ولملمة شتات الصف المنقسم ، وطمأنة مختلف الأفرقاء حول مائدة حوار وطني ، والأفضل من دون وسيط ، أو بسلة من الوسطاء (على طريقة سلة العملات) حتى لا يكون الإصرار على الوساطة المصرية الحصرية ، وسيلة لإضعاف الفريق الآخر وحشره في الزاوية.
على الرئيس أن يتصرف من موقع ولايته العامة ، كرئيس لكل الفلسطينيين ، وليس «أميناً عاماً» لفصيل أو اتجاه ، وأن يترك أمر السجال والمناكفات مع الفريق الآخر ، لكثرة كاثرة من المستشارين و«الرداحين» و«الشتامين الشامتين» ، وأن يوفر جهده ومواقفه لإعادة اللحمة الفلسطينية على قاعدة الجمع بين خياري المقاومة والتفاوض ، العمل المقاوم والعمل السياسي ، أما أن نلعن المقاومة يومياً ، ونعلن في الوقت ذاته أن إسرائيل تريد الاستيطان والعدوان ولا تريد سلاماً ومفاوضات جادة ، فمعنى ذلك أننا نترك شعبنا مجرداً من كل الخيارات وأوراق القوة التي يمتلكلها.
لا يكفي أن نردد بأننا «أهل المقاومة وأننا من اخترعها» ، فالأهم أن لا ننهي المقاومة قبل إنجاز أهدافها ومراميها ، وكم من حركات المقاومة والتحرر انتهت «حرساً أبيض» أو «ثورة مضادة».
نأمل أن تكون تصريحات الرئيس عباس ، بداية مراجعة جذرية وشاملة للمسار والمسيرة ، مع أننا نخشى الإفراط في التفاؤل والذهاب بعيداً في الرهان ، فمن لم يستفد من تجربة «السور الواقي وحصار عرفات واغتياله» ، من لم يتعظ بهزائمه الانتخابية والعسكرية ، ولم يبدل زلزال غزة ورصاصها المصهور جملة واحدة في خطابه ، يصعب أن يخوض غمار مراجعة شاملة للتجربة ، والأرجح أن تصريحات كهذه سيطويها النسيان عند أول لقاء تفاوضي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبلة ، وربما قبل ذلك.
حل الدول الخمس :كاتب المبادرة العربية توماس فريدمان يقترح مبادرة عربية جديدة
So, I’ve wondered lately what King Abdullah would propose if asked to update his plan. I’ve even probed whether he’d like to do another interview, but he is apparently reticent. Not one to be deterred, I’ve decided to do the next best thing: read his mind again. Here is my guess at the memo King Abdullah has in his drawer for President Obama. I’d call it: “Abdullah II: The Five-State Solution for Arab-Israeli peace
With Egypt and Jordan helping to maintain order, Palestinians could focus on building their own credible security and political institutions to support their full independence at the end of five
3. Israel would engage in a phased withdrawal over these five years from all of its settlements in the West Bank and Arab Jerusalem — except those agreed to be granted to Israel as part of land swaps — at the same pace that the Palestinians meet the security and governance metrics agreed to in advance by all the parties. The U.S. would be the sole arbiter of whether the metrics have been met by both sides.
4. Saudi Arabia would pay all the costs of the Egyptian and Jordanian trustees, plus a $1 billion a year service fee to each country — as well as all the budgetary needs of the Palestinian Authority. The entire plan would be based on U.N. Resolutions 242 and 338 and blessed by the U.N. Security Council.
The virtues of this five-state solution — Palestine, Egypt, Jordan, Israel and Saudi Arabia — are numerous: Egypt and Jordan, the Arab states that have peace treaties with Israel, would act as transition guarantors that any Israeli withdrawal would not leave a security vacuum in the West Bank, Gaza or Arab Jerusalem that could threaten Israel. Israel would have time for a phased withdrawal of its settlements, and Palestinians would have the chance to do nation-building in an orderly manner. This would be an Arab solution that would put a stop to Iran’s attempts to Persianize the Palestinian issue.
President Obama, too much has been broken to go straight back to the two-state solution. It would be like trying to build a house with bricks but no cement. There’s no trust and no framework to build it. Israelis and Palestinians need the kind of cement that only Egypt, Saudi Arabia and Jordan can provide. It would give Israelis security and Palestinians a clear pathway to an independent state.
I hope you will give careful consideration to the five-state solution.
Peace be upon you,
Abdullah bin Abdul Aziz
لهذا يكرهون حماس.... بقلم : عبد العزيز كحيل
فلماذا يكرهون حماس؟
قضية استعصائها على التدجين ومعاكستها للحلول الاستسلامية هي السبب الرئيس في الموقف الرسمي العربي منها ثم زاده حدة التفاف الشارع العربي والإسلامي_والفلسطيني بالدرجة الأولى_ حولها ونفوره من سلطة رام الله وتنازلاتها وتآمرها على خيار المقاومة,وهذا كاف لفهم بعضهم لحماس ووصفها بالإرهاب وإلحاقها بإيران والقاعدة باعتبار هؤلاء "محور الشر" حسب التصنيف الأمريكي الذي لا تقابله الأنظمة إلا بالتأمين،لكن الحركة العصية زادت التأليب عليها بممارسات أخرى لا يمكن لهذه الأنظمة أن تقبلها أبدا وتعتبرها تحديا غير مباشر لها بل وتهديدا مبطنا لاستقرارها...تصوروا أن رئيسا للوزراء وصل إلى السلطة في انتخابات شهد العالم بنزاهتها و شرعيتها (وهذا في حد ذاته استفزاز كبير للجمهوريات العربية الاستبدادية والوراثية فضلا عن المملكات والإمارات) يقوم هو بإمامة الناس في صلاة الجمعة فيعيد إلى الأذهان صورة مضيئة من تاريخ الإسلام الناصع يهدم شعار"لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة" ،هل تقبل العلمانية العربية مثل هذا التحدي وهي التي لا تسمح للإسلام بموقع إلا في الوجدان أو حضور الزعماء صلاة العيد(بضوء أو بغير ضوء)...؟ هذا الاستحضار للتاريخ إماءة إلى الخلافة الإسلامية وعودتها وهو ما لا يمكن للنخب العلمانية أن تقبله بحال.
رئيس وزراء يؤم المصلين في صلاة التراويح في مساجد مختلفة في الأحياء الشعبية... أليس هذا أيضا استفزازا للحكام العرب واستصغارا لهم أمام الرأي العام المسلم؟هل فيهم من يحفظ سورة من القرآن أو يسمع بأحكام التلاوة أو يقوم الليل في رمضان...أو يؤدي الصلاة أصلا في حياته؟
رئيس وزراء يشرف على مشروعات لتحفيظ القرآن الكريم فيبلغ عدد الحفاظ2500 بين ذكر و أنثى وصغير و كبير...وأين هذا ؟ في قطاع غزة المحاصر سياسيا واقتصاديا و تجاريا وثقافيا بمباركة-بل بمساهمة- الحكام العرب منذ سنوات حيث كانوا ينتظرون انتشار التمرد والانحراف إلى جانب الجوع والمرض والموت لكن 'حماس' تأبى إلا التأكيد على أنها 'أصولية' وتنشر هذه الأصولية عبر المحاضن القرآنية التي تنمي تلك الروح التي يحتويها كتاب الله عز وجل ويشمئز منها حكام العرب وحاشيتهم أيما ا شمئزاز ...روح العزة والشموخ والتميز والكرامة والتحدي والجهاد...فبدل أن يفعل إسماعيل هنية مثل أقرانه العرب فيترك القرآن للتبرك وتزيين الرفوف إذا به يضاعف عدد حفاظه الذين سيكونون بالضرورة"أصوليين"و"إرهابيين"وبدل أن يقيم المهرجانات الغنائية والرقصية كما يحدث في كل مكان بما في ذلك رام الله فإنه يقيم مهرجانات للقرآن الإنشاد الإسلامي فيعطي قدوة في غاية السوء لا يغتفرها التقدميون والمتنورون والحداثيون والمسلمون العلمانيون الذين ترضى عنهم أمريكا والصهاينة فيدوم تواجدهم على كراسي السلطة والثقافة والإعلام.
ولم تكتف حماس"المارقة"بهذا النشاط الاستفزازي وإنما حولت معبر رفح المغلق إلى محراب يؤدي فيه مئات المصلين صلاة التراويح في الخلاء تعبيرا عن إدانتهم لسجانيهم العرب وتمسكا بهويتهم ونضالهم.
أما الطامة الأخرى التي زادت من غيظ القوم على"حماس"فهي فضائية الأقصى التي ليس فيها أغان ولا رقص بل قرآن وأناشيد حماسية،لا تستضيف نجوم الطرب والفن ولكن عوائل الشهداء والمجاهدين،ليس في أخبارها وبرامجها مفردات التطبيع والتسوية وإنما آيات الثبات والبطولة...ولعل جريمة هذه القناة الكبرى-التي تعتزم أمريكا الأمر بمنع بثها-هو انفرادها بمبادرة لا يعقل إطلاقها أن يقدم عليها أي تلفزيون في زمن ملوك الطوائف العرب ألا وهي إحياؤها في فبراير2008 لذكرى اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه...أي نعم...إحياء استغرق ساعات من البث الحي لهذا المجدد الرمز الذي أقض العروش المهترئة حيا وميتا ولا يسمح بلده"مصر"بذكر اسمه ويمنع أسرته من تنظيم أبسط احتفال لذكراه،وتجرؤ قناة حماس على تخصيص حصص لتمجيده واستضافة ابنه وتلامذته وأتباعه وذكر وأثره وبطولاته واعادة شريط اغتياله
هكذا تعدت حماس الخطوط الحمراء فأربكت العرب وخلطت حساباتهم وفضحتهم أمام الرأي العام العالمي...تتبنى المرجعية الإسلامية بوضوح وتبسط الأمن في غزة وتتعامل مع الشعب الفلسطيني بأكمله بمسؤولية سياسيا واجتماعيا وتحبط المؤامرات الداخلية والخارجية ويتحدث باسمها وزراء ونواب وإعلاميون ومقاومون على درجة رفيعة من الإلمام بالملفات والدراية بالواقع المحلي والإقليمي والدولي...كل هذا مدعاة لأن يكرهها أعداء الإسلام والديمقراطية المنبطحون أمام أمريكا والصهاينة والمتوجسون من شعوبهم ومن نسمات الحرية.
لكن لحماس رب يحميها وجماهير تلهج بذكرها ورصيد جهادي وسياسي يؤهلها للاستمرار والقيادة والريادة،فلا خوف عليها من بغض هؤلاء لها...بل هذا البغض نيشان شرف ووسام تقدير على صدرها وجبينها يضاعف لها رصيد الحب عند الجماهير المسلمة ويجلب لها التقدير من كل الخيرين والمنصفين
عبد العزيز كحيل
تشكيك إسرائيلي في «إنجازات غزّة»: بيت العنكبوت لم يُرمَّم
«تل أبيب نسيت أن تُخبر الفلسطينيّين بانتصار الجيش واستعادة الردع»إسرائيل «محبطة». عملية كيسوفيم «فاجأتها». بدأت تتساءل عن «الإنجازات» التي حققتها في عدوانها على غزة. الردع المزعوم بدا «أوهن من بيت العنكبوت»... هذا ليس خطاباً «حمساوياً»، بل أجواء عكسها أمس كبار المعلّقين الإسرائيليين المعروفين بقربهم من الدوائر الأمنية والعسكرية في الدولة العبرية
مهدي السيد
أرخت عملية كيسوفيم التي أودت بحياة ضابط إسرائيلي، أول من أمس، بظلها الثقيل على مسؤولي تل أبيب الذين حاولوا تغطية تداعياتها بمظلة من التصريحات النارية التي لم تفلح في أن تحجب حال الإرباك التي عكستها الصحف العبرية، من خلال جملة من الأسئلة التي لم يخلُ بعضها من السخرية، بينما تضمّن بعضها الآخر دعوات تحريضية صريحة إلى التصعيد ضد الفلسطينيين، حفاظاً على ما بقي من إنجاز «الردع»، بعد حملة «الرصاص المصهور».وتعليقاً على العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية عند معبر كيسوفيم، قال المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، إنها «لم تؤدِّ فقط إلى إظهار أن قدرة الردع الإسرائيلية أوهن من بيت العنكبوت»، بل أدخلت الحملة الانتخابية لحزبي السلطة، «كديما» و«العمل»، في «أزمة عسيرة» قبل أقل من أسبوعين على موعد الانتخابات. وأشار هرئيل إلى أنّ المشكلة الأكبر بالنسبة إلى هذين الحزبين، هي في أنهما عملا على تعليق الآمال لتحسين وضعهما الانتخابي «على الورقة الأمنية وعلى ترميم الصورة الإسرائيلية ضدّ حماس».وإذ لفت هرئيل إلى أن العملية الأخيرة أعادت خلط الأوراق، عاد وتساءل: «إذا كانت قوة الردع الإسرائيلية قد استعيدت فعلاً في غزة، فلماذا قُتل هناك جندي بعد وقت قصير على انسحاب الجيش؟».وأضاف ساخراً: «سواء كانت العملية الأخيرة تشير إلى أن تل أبيب نسيت أن تُخبر الفلسطينيين بانتصار الجيش الإسرائيلي واستعادة الردع، أو كان ما حصل هو مناورة محكمة من حماس لاستفزازنا على اعتبار أن الانتخابات ستردعها عن التصعيد، فمن الواضح أنه يتعيّن على إسرائيل القيام برد عسكري مناسب». ووصلت الأمور بهرئيل إلى القول إنّ «مسار الأمور يُظهر الخشية من أن تكون إسرائيل تتحدث بالعبرية حيث يجب أن تتحدث بالعربية».وتطرّق هرئيل إلى الزاوية العملانية لقتل الضابط في كيسوفيم، متوقّعاً أن يضطرّ جيش الاحتلال إلى فحص كيفية نجاح المقاومين في التسلل إلى السياج الحدودي، من دون رصدهم.وفي السياق، استغرب عوفر شيلح، في «معاريف»، مواقف المسؤولين الإسرائيليين وردود فعلهم التي أظهرت كما لو أنهم «فوجئوا» بالعملية. ورأى أن «الصراع على الكرامة والردع، وعلى من الذي يقول الكلمة الأخيرة ومن ينزف قطرة الدم الأخيرة، لم ينته أبداً بضربة واحدة».واستعاد شيلح تفاصيل مرحلة ما قبل انسحاب الاحتلال من جنوب لبنان في عام 2000، مقارناً سلوك حزب الله بما تقوم به المنظمات الفلسطينية اليوم، من ناحية تفحّص «حدود الصبر» لدى الدولة العبرية.وعلى حدّ تعبير الصحافي في «معاريف»، فإنّ تنظيمات المقاومة تتصرّف كأنّ شيئاً لم ينتهِ بعد، «ما دامت المعابر بقيت مغلقة، وما دام لا يوجد إعلان للتهدئة». وفي عبارة تشبه ما كتبه هرئيل، حذّر شيلح من أن تنظيمات المقاومة «لسبب ما، لا تقرأ الصحف التي كُتب فيها أن قوة الردع الإسرائيلية قد رُمّمت».وجزم شيلح بأن «حالة من الإحباط تسود إسرائيل»، عازياً إياها إلى أسباب عديدة: النشوة التي عمّت الجمهور لكون الجيش الإسرائيلي قد «رمّم نفسه»، والشعور بالانتصار الذي «ليس له أي صلة تقريباً بقوة الخصم الحقيقية وبما جرى على أرض الواقع»، والروزنامة السياسية التي تشتدّ نارها مع اقتراب استحقاق الانتخابات.وعن التهديدات بالرد على «حماس» بشدة، رأى شيلح أنها «ستتحطم على سور الألم الذي أوجده الرصاص المصهور»، طارحاً السؤال التالي: «على افتراض أننا لن نخرج غداً لاحتلال غزة من جديد، ما الذي يمكننا أن نقوم به ضد الفلسطينيين ولم نفعله حتى الآن؟».في المقابل، جاء تعليق المراسل العسكري لصحيفة «إسرائيل اليوم»، يوآف ليمور، على عملية كيسوفيم مليئاً بالغضب وبالدعوة إلى «رد قاسٍ»، لأنه «إذا لم نرد الآن وفوراً، نكون قد أسأنا إلى التزاماتنا تجاه الجمهور. والأسوأ من ذلك، نكون قد أوجدنا سابقة ستؤدي إلى التدهور وإلى سحق سريع للردع الذي حُقّق في عملية الرصاص المصهور».ورغم ذلك، أشار ليمور إلى أن «منطقية قرار الرد القاسي تواجهها مشكلة التطبيق»، ذلك أنه لا أحد يريد العودة إلى «الرصاص المصهور رقم 2، وتحديداً ليس في اليوم الذي سيحضر فيه (المبعوث الرئاسي الأميركي) جورج ميتشل إلى الأراضي المحتلة».وما يزيد من حدة المعضلة، بحسب ليمور، هو أنّ ثمة أزمات أخرى اختصرها بالتالي: «العالم ليس إلى جانبنا»، مذكّراً بأنه في أوروبا تزداد الأصوات الداعية إلى التحاور مع «حماس».وقد انضمّ معلّق الشؤون الأمنية والعسكرية في «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، إلى يمين ليمور في تشديده على وجوب توجيه ردّ قوي على المقاومة الفلسطينية، «حتى لو كان ثمن الرد تجدد إطلاق صواريخ القسام، أو الدخول مجدداً إلى غزة».وبدا واضحاً مجدداً أنّ الهمّ الرئيسي بالنسبة إلى يشاي هو تجنّب تكرار ما حصل في جنوب لبنان، و«بغية الإيضاح لحماس ولمصر وللعالم أن إسرائيل لن تتحمّل نسخة مكرّرة لما حصل من أحداث على الحدود في مقابل حزب الله بعد الانسحاب من لبنان» عام 2000.وحذّر يشاي من أنه إذا لجأت حكومته إلى ضبط النفس، أو إذا اكتفى الجيش بردّ محدود، فقد يؤدي ذلك إلى نشوء وضع توقف فيه «حماس» إطلاق صواريخها، «لكنها تواصل العمل على طول القطاع».وتخوّف يشاي من أنّ العملية يمكن أن تكون سابقة تعزز رفض «حماس» إقامة منطقة حدودية عازلة على طول حدود القطاع الفلسطيني. وأنذر يشاي قيادته من أنها إذا لم تردّ بقسوة، سياسياً وعسكرياً، فإنّ «عملية كيسوفيم ستمثّل سابقة ونموذجاً لما سيحصل إذا لم يؤخد بمطلب إسرائيل الداعي إلى إنشاء منطقة فاصلة وخالية من المقاتلين ومن النشاطات فوق الأرض وتحتها، بعمق نصف كيلومتر على الأقل، وعلى طول السياج الحدودي».
عن الاخبار
هل اتفق فاروق القدومي وخالد مشعل مع الأسد على منظمة تحرير "جديدة "!؟
القدومي قد يكون قريبا على رأس تحرك " فتحاوي " كبير لدعم إنشاء مرجعية وطنية فلسطينية تكون بديلا لمنظمة التحرير ، و تكون " حماس " عمودها الفقري !؟
كلمة السر من الأسد لمشعل : عليكم استثمار ما حصل في غزة .. سياسيا !
أولا ـ إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أصبحت فاقدة الشرعية من الناحية التنظيمية والعملية ، ليس لأن عددا من أعضائها قد توفي وحسب ، بل ولأن بعض الفصائل الممثلة فيها ليست سوى دكاكين بالمعنى الحقيقي لا المجازي ، ولا تمثل أحدا على الأرض ، على الأقل في الداخل الفسطيني ، بينما " حماس " و " الجهاد الإسلامي " اللتان تمثلان انتخابيا أكثر من نصف الشعب الفلسطيني داخلا وخارجا، ليستا ممثلتين في قيادة المنظمة ؛
ثانيا ـ إن سلطة رام الله ، ممثلة بزمرة صغيرة من التجار واللصوص والمافيات ، وقسم منهم من عملاء إسرائيل بالمعنى الدقيق للكلمة ( تعاونوا أمنيا مع إسرائيل ضد فصائل وطنية ، وتورطوا في توريد الإسمنت لبناء الجدار العنصري ، وتورطوا في اغتيال عرفات .. إلخ ) ، أثبتت فشلها السافر في تحقيق أي إنجاز منذ إبرام اتفاق أوسلو قبل 15 عاما ، بل أصبح وضع المناطق التي تخضع لسلطتها ، ولو الشكلية ، أكثر سوءا بما لايقاس مما كانت عليه تحت الاحتلال الإسرائيلي السافر . كما أن هذه السلطة تتفرد باتخاذ قرارات وإبرام اتفاقيات مع إسرائيل مدمرة للقضية الفلسطينية على المستوى التكتيكي والاستراتيجي ، ليس لأنها لا تسترشد باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فقط ، كما يفترض أن يكون عليه الأمر ، بل لأنه لم يعد يوجد عمليا لجنة تنفيذية تشرف على هذه المفاوضات ، للأسباب المذكورة أعلاه .
ثالثا ـ إن القضية الفلسطينية ، لاسيما بعد " حرب غزة " ومجيء إدارة أميركية جديدة أحد أهدافها ( بالتشارك مع إسرائيل والسعودية ومصر) تصفية القضية الفلسطينية عبر تسوية تقضي عمليا على ما تبقى من حقوق فلسطينية ، تقف عند منعطف ربما يكون الأخطر في تاريخها . وهو ما يستلزم وجود قيادة وطنية موحدة تمثل أوسع فئات وتيارات الشعب الفلسطيني داخلا وخارجا ، وتكون على مستوى التحديات التي تنتظرها. وتدعو مصادر " الحقيقة " إلى قراءة ما جاء في مقال توماس فريدمان يوم أول أمس في النيويورك تايمز في هذا السياق ، حيث دعا إلى " مبادرة عربية 2 " . ويبدو أنها من إيحاءات الملك السعودي . ولا بد من التذكير هنا بأنه كان أول من سرب " مبادرة الملك عبد الله " الأولى التي أصبحت " مبادرة عربية " في قمة بيروت .
رابعا ـ إن النظام السوري ، وأكثر من أي وقت مضى ، بحاجة للإمساك بالقرار الفلسطيني ، أو ما يعتبره " ورقة " من أوراقه التفاوضية . وهو يشعر بأن ما يطبخه النظامان المصري والسعودي خلف الكواليس لا يصب في صالحه على هذا الصعيد .
في سياق ما تقدم علينا أن نقرأ الكلام " الواضح جدا " الذي قاله الأسد لخالد مشعل خلال استقباله قبل يومين ، حيث دعا المقاومة الفلسطينية حرفيا إلى " استثمار النصر العسكري في غزة ... سياسيا " .
ويوم أمس جاء الجواب من الدوحة ، وليس من غيرها (!) ، لكن على لسان خالد مشعل في احتفال في العاصمة القطرية ، حيث تحدث أمام الجمهور عن " مفاجأة على الصعيد السياسي الفلسطيني " ، مشيرا بوضوح إلى ""تحرك تقوم به الفصائل سوف تفاجئ به الاطراف الآخرين لبناء مرجعية وطنية جديدة تمثل فلسطينيي الداخل والخارج وتضم جميع القوى الوطنية الفلسطينية وقوى الشعب وتياراته الوطنية (...) لأن منظمة التحرير الفلسطينية في حالها الراهنة لم تعد تمثل مرجعية الفلسطينيين وتحولت ادارة لانقسام البيت الفلسطيني".