الأحد، 11 يناير 2009

تقرير هام عما يجري في غزة

هذا التقرير نشر في موقع الحقيقة التابع للمعارضة السورية بتاريخ 9-1
و نشر بعدها بيومين في 11-1 في موقع فيلكا اسرائيل


الجيش الإسرائيلي يعترف ضمنا بمقتل ثمانية من جنوده في كمين بغزة
مصدر أمني إسرائيلي : الجسم العسكري الأساسي لـ " حماس " لم يزل متماسكا ، و " شبكة عماد مغنية " تعمل بكفاءة ، وصناعة القرار بيد ثلاثة من قيادات حماس يتبعون الحرس الثوري الإيراني وحزب الله !؟
هناك غرفة عمليات في لبنان تتابع التطورات الميدانية في غزة أولا بأول ، والتطورات جاءت بعد " قمة جهادية " إقليمية عقدت في البقاع اللبناني !
تل أبيب ـ الحقيقة ( خاص) : اعترف الناطق العسكري ضمنا مساء اليوم بما ذكرته " كتائب القسام " لجهة نجاحها في قتل ثمانية من الجنود الإسرائيليين عصر اليوم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة . وكان الناطق باسم " كتائب القسم " ، الذراع العسكري لحركة حماس ، أعلن مساء اليوم في بيان بثته قناة " الجزيرة " أن مجموعة خاصة من مسلحيها فاجأت عند الساعة الرابعة من عصر اليوم ثمانية جنود إسرائيليين كانوا في حالة استراحة بمنزل أحد الفلسطينيين في تخوم بلدة " بيت لاهيا " شمال قطاع غزة سبق لهم أن احتلوه وتمركزوا فيه بعد هروب أصحابه نتيجة الفصف الجوي . وقد تمكنت المجموعة من قتل الجنود الثمانية والانسحاب دون التعرض لأذى باستثناء إصابة أحد أفراد المجموعة بجراح . وقد حاولت شبكات صحفية أجنبية وعربية معتمدة في إسرائيل الحصول من الناطق العسكري الإسرائيلي على تعقيب بخصوص بيان الناطق باسم " القسام " ، تأكيدا أو نفيا ، إلا أنه رفض الإدلاء بأي تصريح ، مكتفيا بالإشارة إلى بيان سابق كانت أصدرته قيادة الجيش وتحدثت فيه عن مقتل ثلاثة من جنودها خلال عمليات دارت اليوم في قطاع غزة ، دون تحديد التوقيت والمكان .
في غضون ذلك ، وعلى الصعيد نفسه ، أكد مصدر إسرائيلي خاص لـ " الحقيقة " أن الجلسة التي عقدتها الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة اليوم كرست في معظمها للبحث في " أسباب استمرار تماسك الجسم العسكري الرئيسي لحماس وعدم انهياره بعد أسبوعين من الضربات الجوية والبرية والبحرية العنيفة " ، فضلا عن " الخطوات اللاحقة التي يتوجب اتخاذها بعد رفض الحكومة الإسرائيلية قرار مجلس الأمن ، وفي ضوء معطيات الوضع العسكري الميداني " . وبحسب المصدر ، فإن الحكومة الأمنية المصغرة استمعت إلى إيجاز أمني من قادة الأذرع الأمنية ذات العلاقة ، وبشكل خاص المخابرات العسكرية و جهاز الشاباك . وطبقا للمصدر ، فإن الإيجاز الأمني الذي استمعت إليه الحكومة تضمن المعطيات التالية :
ـ إن الجسم العسكري الأساسي لحركة حماس ، لم يزل متماسكا ولم يجر تقطّع يذكر في أوصاله رغم العملية العسكرية الإسرائيلية التي قسمت القطاع إلى ثلاثة أجزاء معزولة .
ـ عزا الإيجاز الأمني هذا التماسك إلى شبكة الاتصالات الخاصة القوية التي أنشأها القائد العسكري السابق لحزب الله عماد مغنية في قطاع غزة بكامله قبيل اغتياله في وقت سابق من هذا العام بدمشق . وهي شبكة تشبه شبكة حزب الله ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها صممت بما ويتناسب مع طبيعة غزة المأهولة بالسكان ، بخلاف شبكة حزب الله التي يقع معظمها في البراري والوديان غير المأهولة . ومن أهم ميزاتها التقنية أنها معزولة ومستقلة عن شبكة الاتصالات العامة ، وذات طابع سلكي ـ تحت أرضي. الأمر الذي يجعل من الصعب اختراقها ، ويسمح باستمرار التواصل والتنسيق بين المجموعات المقاتلة ، سواء على مستوى حماس نفسها أم على مستوى الفصائل المسلحة الأخرى .
ـ السبب الآخر لاستمرار تماسك الهياكل العسكرية لحماس هو شبكة الأنفاق والتحصينات ـ التحت أرضية التي صممها وأشرف على تنفيذها عماد مغنية ، وضابط آخر من الحرس الثوري الإيراني بقي في قطاع غزة لأكثر من عامين ، وربما لم يزل هناك حتى الآن ؟
ـ الإمساك المحكم بالقرار السياسي والعسكري والأمني ومركزته بيد ثلاثة فقط يعتبرون من المقربين من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ، ومن الحرس الثوري الإيراني وجهاز أمن حزب الله . والثلاثة هم ـ حسب المصدر ـ "سعيد صيام" ، وزير داخلية الحكومة الحمساوية المقالة ، و " خليل الحية " و " محمد جبري" . ويسمح نفوذ هؤلاء ليس بالسيطرة على القرار العسكري فقط ، بل وبإملاء مواقفهم السياسية على مجلس شورى الحركة ومكتبها السياسي أيضا . يساعدهم في ذلك مسؤول جهاز أمن حركة حماس وضابط الاتصالات بين الداخل والخارج ، وبين الحركة وإيران ، القيادي عماد خالد العلمي .
ـ وجود "غرفة عمليات إقليمية " في لبنان تتابع تطورات الوضع الميداني في غزة أولا بأول ، ويشرف عليها ضباط من الحرس الثوري الإيراني ، فضلا عن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله شخصيا ومساعديه العسكريين والأمنيين . وكشف المصدر في هذا السياق عن أن " قمة جهادية إقليمية " عقدت في البقاع اللبناني قبل إقدام " حماس " على إلغاء الهدنة . وقد حضر هذه " القمة " كل من نصر الله وخالد مشعل و رمضان شلح ( زعيم حركة الجهاد الإسلامي ) و ضباط من الحرس الثوري الإيراني . وقد جرى خلال هذه " القمة " تدارس عواقب إلغاء الهدنة و احتمالات المواجهة المفتوحة مع إسرائيل وإمكانيات الصمود . وفي ضوء ذلك جرى تشجيع حماس على الموافقة على إلغاء الهدنة بعد أن طالبها بذلك الفصائل الأخرى في قطاع غزة ، بما فيها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية ولجان المقاومة الشعبية وغيرها .
ـ العامل الآخر الذي عزز إمكانيات استمرار حماس وبقية الفصائل في الصمود هو الكميات الهائلة من الأسلحة التي عمل حزب الله ، وبشكل خاص عماد مغنية ، على تهريبها إلى قطاع غزة برا وبحرا ، بما في ذلك ما يزيد عن مئة طن من المتفجرات من نوع TNT و C4 التي يجري استخدامها في الرؤوس الحربية الخاصة بالصواريخ محلية الصنع ، و تركيب العبوات الناسفة شديدة الانفجار المخصصة لنسف الدبابات والعربات . وتقدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أيضا أن حزب الله وإيران استطاعا تهريب ما بين 200 إلى 300 صاروخ من طراز غراد المحدّث منذ صيف العام 2005 . وتعتقد الأجهزة أيضا أن عماد مغنية ، ومن خلال معسكرات التدريب لدى حزب الله وإيران ، استطاع تدريب المئات من عناصر " القوات الخاصة " من كوادر ومقاتلي حماس والجهاد الإسلامي. وهؤلاء يشكلون النواة الصلبة التي ستكون نصلة الرمح في المواجهة البرية إذا ما اتخذ قرار بدخول التجمعات السكانية.
ـ تعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله لن يتدخل بشكل مباشر في المواجهة الدائرة من خلال فتح الجبهة الشمالية . وذلك بالنظر لثقته بأن الوضع العسكري لحركة حماس وبقية الفصائل لم يزل بخير ، وأن تدخلا خارجيا عبر فتح الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية من شأنه أن يساعد على إشغال الإعلام العالمي بقضية أخرى ، وإزاحة الانتباه عن عملية التدمير التي تنزلها إسرائيل بالبنى التحية والمؤسسات المدنية في قطاع غزة . إلا أن حزب الله وإيران ، والكلام للمصدر الأمني ، لن يتأخرا في التدخل العسكري المباشر حين يشعران بأن " حماس " والفصائل الأخرى على وشك الهزيمة . فلدى الاجهزة الأمنية الإسرائيلية معلومات مؤكدة تشير إلى أن طهران وحزب الله اتخذا قرارا مفاده أن هزيمة حماس والجهاد الإسلامي " خط أحمر " بالنسبة لهما ، لعلمهما أن مصير عملية السلام برمتها والخارطة السياسية الجديدة للمنطقة يتوقفان على معركة غزة ونتائجها .
ـ إن الجيش الإسرائيلي لم يزل على تخوم التجمعات السكانية في قطاع غزة ، ولن يغامر بدخولها كما تتمنى حركة " حماس " والفصائل الأخرى المشاركة في القتال . وتقدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن دخول التجمعات السكانية سيكبد الجيش ما بين 100 إلى 150 جنديا وضابطا . وهو لايمكن لإسرائيل أن تتحمله ، فضلا عن تبعاته المدمرة سياسيا بالنسبة للحكومة الإسرائيلية الحالية ومستقبل أقطابها في الانتخابات القادمة . ولذلك فإن إسرائيل تعول كثيرا على مصر والسعودية في انتزاع أكبر قدر من التنازلات السياسية من " حماس " . بينما تعول مصر والسعودية في تحقيق ذلك على دق إسفين ما بين قيادة " حماس " في الداخل وقيادتها في دمشق . لكنهما فوجئتا بأن القرار الأمني والعسكري والسياسي ممسوك عمليا من قبل الثلاثة المشار إليهم أعلاه . وهؤلاء من أكبر المناصرين لـ " الخط الجهادي " الذي يقوده حزب الله وإيران ، بخلاف بعض القيادات الأخرى في الحركة ، التي ترى مصلحتها الاستراتيجية مع النظامين المصري والسعودي .
ـ يعتقد المصدر أن المواجهة الدائرة أوشكت على نهايتها ، ولن تطول لأكثر من عشرة أيام أخرى كحد أقصى. وخلال الفترة المتبقية يسعى كل من الطرفين ، إسرائيل و المنظمات المقاتلة التي تواجهه ، لتحسين مواقعه الميدانية في أرض المعركة فيما تبقى من وقت : إسرائيل من خلال تزخيم عمليات الضغط العسكري وإيصال القصف الجوي إلى أعنف درجة ممكنة ، والفصائل من خلال صمودها في مواقعها واستمرار إطلاقها الصواريخ إلى داخل إسرائيل ، وتوسيع مداها ونطاقها إذا أمكن بهدف البرهنة على فشل العملية العسكرية الإسرائيلية في تحقيق أهدافها . وخلال هذه الفترة ـ يتابع المصدر ـ سنرى مناورات سياسية بهلوانية بأشكال لاحصر لها ، وعلى امتداد العواصم الإقليمية والدولية المعنية . إلا أن القرار النهائي يبقى للنتائج التي يجري تحقيقها في الميدان خلال الأيام القليلة القادمة التي ستشهد عنفا في القصف والمواجهات لا سابق له منذ بدء العملية العسكرية قبل أسبوعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق