يا عرب، منا الدماء ومنكم الكفن
لا نخاف العطاء، ولا نهاب رؤية الدم، حياتنا مواجهة، وطعامنا إن وجد فهو مغمس بالدم، ولن نبخل بالدم على أمتنا العربية، سنقدم أطفالنا قرباناً، وأضاحي راضين، ونحن نصنع الغد، ونحن نربي خميرة الكرامة، ونحن نبني دفيئة أمل الأمة، ولا نطلب من الأخوة العرب أكثر من توفير الكفن، فقط يا أخوتنا في بلاد العرب، وفروا لموتانا الكفن حتى لا يظل لحمنا تحت الشمس، مهما يكن فهو لحم عربي، وعورة نساء فلسطين من عورات العرب.
الموت الرائع في غزة..
لا يخطف الموت في غزة الأطفال ليفجع أمهاتهم، ولا يهاجم الآباء لييتم أبنائهم، الموت الرائع في غزة يحصد الأسر بالكامل لئلا يبقي من بعده حسرة، ولئلا تسيل دمعة، ولئلا يبكي حبيب فراق حبيبة، إنه الموت الجماعي المصنع في دولة إسرائيل.
أحد عشر مسجداً ومعبد يهودي واحد..
أعلنت القيادة العسكرية الإسرائيلية عن معظم مساجد قطاع غزة مناطق عسكرية مغلقة، وهي مهددة بالقصف، فلا صلاة في مسجد، ولا سكن بجوار مسجد، ولا مرور بالقرب من مسجد، فقد تقصف من طائرات أف 16، وتتطاير في لحظة، حتى الآن تم تدمير أحد عشر مسجداً. وللعلم فقد دمر الفلسطينيون معبداً يهودياً واحداً تركه المستوطنون بعد انسحابهم من غزة سنة 2005
لا حماس بعد اليوم..
صدقت الإعلام الإسرائيلي وهو يقول: لقد انتهت حماس من غزة، تمزقت تحت الضربات الإسرائيلية، ولم يعد لها سيطرة على الأرض، صدقت ذلك، وتجرأت وقمت بجولة حذرة في شوارع مدينة خان يونس، الشوارع شبه خالية، والحركة محدودة، ولا وجود لحماس في أي مكان في المدينة، حاولت متعمداً أن أكسر إشارة المرور على مفرق شارع "جلال" فإذا بصفارة الشرطي تنطلق محذرة، لم أر أحداً، ولكن كل شيء في غزة تحت حماية حماس.
تبت يدا أعداء غزة..
أربع ساعات يومياً نصيب كل بيت من الطاقة الكهربائية في خان يونس، وعليك أن تتدبر في هذا الوقت، وأن تقرأ، وأن تشاهد التلفاز، وأن تراسل في أربع ساعات فقط، وأن تكتب: لا كاز، لا غاز، لا ضوء، ولا حطبُ، تبت يدا أعداء غزة، هم عجمٌ، وهم عربُ.
* كاتب فلسطيني يقيم في قطاع غزة. fshamala@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق