واعتبرت الصحيفة - فى تعليق بثته اليوم على موقعها الإلكترونى - أن أي اتفاق للهدنة بين إسرائيل والفلسطينيين ، لن ينهى احتلالها واستعمارها للأراضى الفلسطينية أو يوقف نزع الملكية الذى يمارس ضد الشعب الفلسطينى، مشددة على الحاجة لتغيير ميزان القوى على الأرض لكى يكون هناك ضغط على القوى الغربية ،التى تساندإسرائيل ، من أجل تغيير مسارها.
وذكرت الصحيفة أن الطريقة التى تحدث بها السياسيون والإعلام فى العالم الغربى بشأن اعتداء إسرائيل على غزة يمكن أن تدفع للظن بأن اسرائيل تواجه هجوما من قوة أجنبية مسلحة بشكل جيد وبدون قيام بأي شئ لاستفزازها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أعلن أن إسرائيل لديها كل الحق فى الدفاع عن نفسها وأنه لا توجد دولة على الأرض تتسامح مع الصواريخ التى تنهمر فوق مواطنيها من خارج حدودها.
ولفتت الصحيفة إلى تصريح وزير الخارجية البريطانى "وليام هيج" الذى أعلن أن إسلاميى حركة حماس الفلسطينيين يتحملون "المسئولية الرئيسية" عن قصف إسرائيل لسجن مفتوح في الهواء الطلق ألا وهو قطاع غزة.
ونوهت الصحيفة إلى أنه فى هذه الأثناء ردد معظم الإعلام الغربى إدعاء إسرائيل بأن اعتداءها يأتى ردا على هجمات صواريخ حماس حيث تحدثت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" بشكل مطول وبصورة مملة عن الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي الذي يحمل "الكراهيات القديمة".
وقالت صحيفة الجارديان في مقالها إنه بالنظر فى تسلسل الأحداث فى حقيقة الأمر على مدار الشهر الماضى يظهر في حقيقية الأمر أن إسرائيل هى التي لعبت دورا حاسما فى التصعيد العسكرى، بدءا من هجومها على مصنع الأسلحة فى الخرطوم الذى يمد حماس -بحسب زعم بعض التقارير- بالأسلحة، مرورًا بقتل 15 مقاتلا فلسطينيا فى أواخر شهر أكتوبرالماضى وإطلاق النار على فلسطينى معاق ذهنيا فى مطلع شهر نوفمبر الجارى وقتل صبى يبلغ من العمر 13 عاما فى غارة إسرائيلية وحتى الحادثة الحاسمة والخاصة باغتيال أحمد الجعبرى قائد الجناح العسكرى لحركة حماس يوم الأربعاء الماضى خلال مفاوضات حول هدنة مؤقتة.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" لديه الكثير من الدوافع والاسباب لإطلاق جولة جديدة من إراقة الدماء حيث تقترب الانتخابات الإسرائيلية بالاضافة الي الحاجة لاختبار النظام السياسى الجديد فى مصر والضغط على حماس لإخضاع غيرها من الجماعات الفدائية وفرصة تدمير مخازن صواريخ المقاومة في غزة قبل أية مواجهة مع إيران واختبار نظام القبة الحديدية الدفاعي الجديد الإسرائيلى.
وأوضحت الصحيفة أنه برغم انسحاب إسرائيل من المستوطنات والقواعد فى عام 2005 فإن القطاع لا يزال محتلا واقعيا وقانونيا، لذلك فإن سكان غزة هم شعب محتل ولديهم الحق فى المقاومة بما فى ذلك استخدام القوة المسلحة - ولكن بدون استهداف المدنيين - بينما إسرائيل تعد قوة احتلال لديها التزام بالانسحاب وليس الحق فى الدفاع عن أراضيها التى تسيطر عليها أو تستعمرها عن طريق القوة العسكرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق