الاثنين، 12 يناير 2009

إسرائيل تفضح الدور الذي يقوم به مقاولوها المصريون في المفاوضات مع حماس

عن موقع للمعارضة السورية بتصرف

مصر تطلب من الفلسطينيين هدنة مدتها ... 15 عاما ، والسعودية خط الممانعة الإسرائيلي الأول في وجه أي موقف رسمي عربي جماعي ضد إسرائيل
ديبلوماسي إسرائيلي : مبارك يتصرف كأفضل مقاول للسياسات الإسرائيلية خلال ستين عاما من عمر الدولة


تل أبيب ، بيروت ، القاهرة ( السفير + وكالات): في الوقت الذي يتكشف فيه المزيد من الجرائم المروعة التي يقترفها جيش النبي المجرم يوشع ، في غزة هذه المرة وليس عند أسوار أريحا ، وفي الوقت الذي يتجمع فيه المزيد من الأدلة على استخدام هذا الجيش أسلحة كيميائية وفوسفورية وأنواعا جديدة من القنابل ( تفجر الأوردة والشعيرات الدموية في كل كائن حي دون أن تخلف آثارا خارجية ) ، وفي الوقت الذي لم تزل فيه حفنة من المقاتلين يتصدون بطريقة إعجازية للجيش التلمودي ، كشفت إسرائيل المزيد من المعلومات عن الدور القذر الذي يقوم به النظام المصري العميل في مفاوضاته مع الطرف الفلسطيني ، وهو دور لم يتردد ديبلوماسي إسرائيلي في وصف صاحبه حسني مبارك لزميلتنا بأنه، أي مبارك أو " حارس الأطياز الإسرائيلية ، كما وصفه كاريكاتور في الإيكونوميست البريطانية ، " أفضل مقاول للسياسات الإسرائيلية في المنطقة على مدى ستين عاما " . وبحسب ما ذكره هذا الديبلوماسي فإن النظام المصري يعمل ، من خلال اللواء عمر سليمان ، على إرغام مفاوضي " حماس " بالقبول لهدنة مدتها 15 عاما ، أي ريثما تنتهي إسرائيل من زرع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بالمستعمرات ! ليس هذا وحسب ، فثمة ما لا يقل غرابة عن ذلك . فعمر سليمان يحاول إملاء أجندة غرائبية على هؤلاء المفاوضين . وتتضمن الأجندة :

ـ وقف لإطلاق النار، تليه فترة اختبار لمدة أسبوعين؛
ـ الدخول في مرحلة هدنة لمدة 15 عاماً يتعهد خلالها الفلسطينيون بعدم تهريب السلاح إلى القطاع؛
ـ إقامة حاجزين على معبر رفح ، الأول ( من الجهة المصرية ) للعميل محمد دحلان ومرتزقته ، والثاني ( داخل غزة) يكون لحماس ، فضلا عن مراقبين دوليين !
المصادر الإسرائيلية أكدت أن هذا " الحل " حمله معه مدير الشؤون الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إلى القاهرة أول أمس ، ويتولى مبارك الضغط على حماس للقبول به . لكن ، ونتيجة لرفض " حماس " القاطع ، عدل النظام المصري في هذه الأجندة " الموسادية " وقدم مشروعا جديدا يقوم على الوقف الكامل للعمليات الحربية، ولكن من دون أن يرتبط ذلك بتحديد موعد زمني للانسحاب الإسرائيلي . أي ، وبتعبير آخر ، " شهاب الدين أضرط من أخيه " . ذلك لأن هذا الحل يعني عمليا " التكريس الحقيقي للدولتين وليس إقفال المعبر كما يتذرع المصريون " ، وفق ما أفاد به مصدر من " حماس " لصحيفة " السفير " الصادرة صباح اليوم . وتنقل " السفير " عن مصادرها الفلسطينية قولها إن الرفض " الحمساوي " لفكرة وجود قوات دولية في غزة ، دفع الوفد التركي ، الممثل بمستشار رئيس الوزراء أردوغان ، والذي يشارك بشكل غير مباشر في المفاوضات ، بفكرة تشكيل قوة مراقبين أتراك، بعدما كان قد ضمن موافقة حماس والإسرائيليين عليها، ولكن الاعتراض جاء من المصريين، الذين أصروا على أن تتخذ ترتيبات خاصة بمعبر رفح، ربطا باتفاق العام ،2005 بحيث يكون هناك مراقبون أوروبيون، ومعهم من يمثل السلطة الفلسطينية بقيادة عباس، وقد اعترض وفد حماس على تعبير »وحدها«، وطرحت فكرة تشكيل قوة فلسطينية مشتركة في رفح على أن تكون الإمرة من الجانب الفلسطيني لضابط فلسطيني مستقل، وأن يتولى الأتراك عملية المراقبة، لكن الجانب المصري ظلّ متمسكا برفضه وأعاد الرفض إلى عباس، الأمر الذي جعل الأتراك يتحركون باتجاه السلطة الفلسطينية لأخذ موافقتها، من أجل الضغط على المصريين للقبول بالاقتراح التركي في ما يخص معبر رفح الذي يصر المصريون على توصيفه بأنه »معبر دولي« وليس معبرا فلسطينيا وحسب.!
وطرحت في المحادثات قضية الضمانات للاتفاق وآلية الاعلان عنه، حيث قدم الأتراك نفسهم كضامن، وهو أمر لاقى قبولا فلسطينيا وإسرائيليا من جهة، وتحسسا مصريا في المقابل.
أما موضوع الإعلان، فكان الطرح المصري يقضي بأن يعلن عن موافقته عليه كل من عباس والجانب الإسرائيلي، لكن حماس أصرت على أن تعلن هي أولا، ومن ثم ليعلن من يشاء الموافقة عليها أو لا يكون هناك اتفاق.
و طبقا لـ " السفير " فإن المصريين حاولوا الدخول في موضوع ترتيبات ما بعد وقف النار والانسحاب وفتح المعابر، وتحديدا في موضوع الحوار الفلسطيني ومسألة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة، لكن وفد حماس أصر على ترك هذا الموضوع إلى ما بعد الانسحاب على قاعدة أن هذه مسألة متصلة بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وأنّ الوقت ليس مناسباً حالياً للخوض فيها، مع التأكيد على مبدأ الموافقة على الحوار ومن دون أية شروط.
وفي موازاة، عودة وفد حماس إلى دمشق، من أجل اجراء مشاورات تقييمية، اليوم، قبل العودة الى القاهرة في ساعة متأخرة مساء، علمت »السفير« أن الاتصالات التي جرت بين ممثل للحركة والسعودية في جدة، اتسمت بالهدوء، ولكن لم يبرز أي موقف سعودي حتى الآن متفهم لفكرة الدعوة إلى عقد قمة عربية، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه القاهرة علنا، لا بل سحب الأمر نفسه، على موضوع الاجتماع الوزاري العربي.
وفي هذا الصدد ، أي الدور السعودي ، قال المصدر الإسرائيلي " مثلما هناك دول تسمي نفسها ممانعة بوجه إسرائيل ، هناك دول ممانعة في صف الاعتدال ، حيث يشكل السعوديون خط الممانعة الإسرائيلي الأول بوجه أي إجماع عربي رسمي ضد إسرائيل . وهذا يكفينا " .
وبانتظار أن ينجلي الموقف عن دخان أبيض أو أكثر سوادا ، تبقى الكلمة الأولى والاخيرة للسلاح . ولأن الأمر كذلك ، دفع الجيش التلمودي بقوات الاحتياط إلى المواجهة للمرة الأولى منذ بداية العدوان ، وهو ما يعني أن القوات النظامية " تعبت " من نطح حيطان المقاومين ، ولا بد من أن تأخذ قسطا من الراحة تقرر خلالها أي نوع من أسلحة الإبادة يجب إخراجه من المستودعات لاستخدامه في اليوم التالي ضد أطفال المدارس !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق