الثلاثاء، 13 يناير 2009

"القسام" .. قوة صاروخية متنامية ومضادات أرضية تسقط طائرات العدو وعمليات نوعية على الأرض (تقرير)

غزة ـ المركز الفلسطيني للإعلام
رغم الحرب العدوانية الجوية والبرية والبحرية المتواصلة على قطاع غزة منذ ستة عشر يوما، والتي يستفرغ فيها جيش الاحتلال كامل قوته من حيث استخدام السلاح المتطور تكنولوجيا، والمحرم دولياً، والزج بأعداد كبيرة من نخبة قواته، وتوظيف أساليبه الدعائية، فإن كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" أثبتت أنها تؤدي دورها المقاوم بثقة واقتدار، مبرهنة على صدقية ما وعدت به عن مفاجآت شكلت صدمة للكيان الصهيوني مقابل فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه.ورغم أن المفاجآت الحقيقية لكتائب القسام والأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الأخرى ستكون أكبر بكثير إذا ما فكر الاحتلال من الاقتراب من المدن، في الحرب إطار البرية التي لم تبدأ فعليا من وجهة نظرهم، كما صدرت بذلك بيانات هذه الفصائل، فإن الجناح العسكري لحركة حماس كشف فعليا خلال مواجهة الأيام الماضية مع قوات الاحتلال عن قدرات متميزة في أدائه، سواء في مجال القصف الصاروخي، والدفاعات الأرضية والصواريخ المضادة لطيران العدو، أو العمليات النوعية التي نجحت في إصابة أهداف بشرية وآليات على أرض المعركة، ومنعته من التوغل وصولا إلى غزة. القوة الصاروخية وفشل الهدف المعلن للاحتلالفعلى مستوى القوة الصاروخية لكتائب لقسام؛ فإنه يمكن ملاحظة جملة تطورات أمكن تحقيقها وهي:ـ التمكن من مواصلة إطلاق صواريخ "القسام وغراد" إلى العمق الصهيوني، وبأعداد كثيفة، رغم الحرب التي يديرها الكيان الصهيوني برا وبحرا وجوا، مفشلة بذلك مراهنة الاحتلال على إيقافها بفعل حربه، خصوصا أنه وضع ذلك على رأس أولويات هجمته العدوانية كهدف رئيس ومعلن.وإذا كانت إحصائية نشرت في وسائل إعلام عبرية يوم (11/1) قد أشارت إلى أن عدد الصواريخ، بمختلف أنوعها ومن بينها صواريخ "غراد"، والقذائف التي وقعت في أهداف صهيونية من جهة فصائل المقاومة بلغت تحديداً 683 صاروخاً وقذيفة، فإن النسبة الأكبر فيها كانت لكتائب القسام.ـ التوسع في إدخال سلاح "غراد"، ويعني ذلك بحسابات الميدان، أنّ مليون صهيوني دخلوا تحت نيران هذه الصواريخ، من مدينة "أوفيكم" جنوباً وما بعدها، وحتى أسدود وما بعدها شمالاً التي تحتضن ميناء إستراتيجياً هاماً على الساحل الفلسطيني المحتل سنة 1948، أمّا "عسقلان" و"سديروت" فهما غارقتان في الذعر والهلع حسب التقارير العبرية.ـ وصول الصواريخ إلى مديات أبعد، أي توسيع نطاق "بقعة الزيت" التي هددت بها كتائب الشهيد عز الدين القسام، ووصولها لأول مرة إلى مدينة "بئر السبع" وقصف مجمع فيها، وإلى مغتصبة "كريات منلاخي"، رغم الهجمات الجوية والبرية الكبيرة والدمار الذي ألحقته قذائفه في المباني والبيوت والبنى التحتية.ـ استهداف مواقع عسكرية استراتيجية لأول مرة، فقد تمكنت الذراع العسكري لحركة "حماس"، يوم (11/1) من قصف قاعدة "بالماخيم" الجوية الصهيونية، التي تبعد حو 50 كيلومتراً عن قطاع غزة بصاروخ "غراد"، وذلك للمرة الثانية خلال 24 ساعة، وبحسب بيان لكتائب القسام فإن هذه القاعدة تعتبر مركز لتخزين صواريخ الباتريوت و"حيتس" الصهيونية، وهذا أبعد مدى تصل إليه صواريخ "القسام" شمالاً حتى الآن. المضادات الأرضية وإسقاط طائرات العدووقامت الكتائب قبل ذلك، أي بتاريخ (9/1) بقصف قاعدة "تل نوف" الجوية العسكرية الصهيونية بصاروخ من طراز "غراد"، وهي القاعدة الأكبر وسط فلسطين المحتلة وتقع شمال شرق مدينة "جديرا" الصهيونية.وقد أكد اللواء طلعت مسلم الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتجية أن استمرار المقاومة (وعلى رأسها كتائب القسام) في إطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية، ووصولها إلى قواعد عسكرية وجوية يعكس مدى نجاح المقاومة في تطويع أدوات المعركة لصالحها في ظل التفوق العسكري الصهيوني الكبير.

أما على مستوى استهداف الطائرات الصهيونية فقد حققت المضادات الأرضية والصورايخ المضادة للطيران لكتائب القسام مفاجأتين تمثلتا بإصابة مروحية صهيونية وإجبارها على الهبوط، وإسقاط طائرة تجسس مقاتلة.فقد أعلنت الكتائب، أنها تمكنت من إصابة مروحية حربية صهيونية خلال تحليقها في سماء قطاع غزة يوم (11/1) وأجبرتها على الهبوط. وكان مصدر عسكري صهيوني ذكر لوسائل إعلام صهيونية أن كتائب القسام استخدمت لأول مرة صواريخ مضادة للطيران، وهو ما يؤثر على استخدام الطائرات في العملية الهجومية على قطاع غزة. وأكدت مصادر أمنية صهيونية أن المقاتلين الفلسطينيين استخدموا خلال نهاية الأسبوع، مضادات للطائرات من النوع المتطور"، وذلك لأول مرة خلال المعارك بين المقاومة وقوات الاحتلال"، الذي يشن عملية عسكرية جوية وبرية وبحرية على قطاع غزة.وعلى نحو متصل؛ قال بيان لكتائب القسام، إن الكتائب تمكنت يوم (5/1) من إسقاط طائرة صهيونية مقاتلة تابعة لجيش الاحتلال، تقوم بدوري التجسس وإطلاق القذائف الصاروخية، في أجواء مدينة رفح (جنوب قطاع غزة)، وأوضح البيان أنه يُعتقد بأن الإسقاط تم بالمضادات الأرضية، مؤكدة أنّ الطائرة بحوزتها. قدرة فائقة في مواجهة العدوان البريوأثبتت كتائب القسام قدرة فائقة في مواجهة العدوان البري لقوات الاحتلال، منذ ما قبل عشرة أيام، وهو ما انعكس في قدرتها (مع فصائل المقاومة الأخرى) على التصدي لمحاولة الاحتلال التقدم على عدة محاور من قطاع غزة، وفي تنفيذ عدد من العمليات النوعية والفدائية التي أربكت العدو، وأحدثت خسائر في صفوفه، وإن كان الاحتلال ما يزال يتكتم عن العدد الحقيقي لخسائره البشرية.وللتأكيد على قوة موقف الكتائب الراسخ في مواجهة العدوان البري ميدانيا؛ كشف الجناح العسكري لحركة حماس أنه لم يستبدل بعد الصف الأول من مقاتليه، الذين يتصدون لتقدم قوات الاحتلال في عدة محاور من قطاع غزة منذ عشرة أيام، مؤكدا أنه يمتلك عدة صفوف وألوية أخرى جاهزون، واستبعد أن يستعين بالمتطوعين الذين لا تقل جاهزيتهم عن مقاتليه الأساسيين.وقال أحد قادة كتائب القسام والذي عرف نفسه باسم "أبو معاذ" لوكالة "قدس برس" إنه منذ بدء العدوان البري مساء السبت قبل الماضي، وتقدم قوات الاحتلال في عدة محاور من قطاع غزة "بدأ مقاتلونا بالتصدي لتلك القوات ولكن بتكتيك جديد وغير معروف للاحتلال، ولم يتقدم في أي منطقة لم نرغب في التقدم فيها، بل كان كل تمركزه في المناطق المفتوحة والمكشوفة أملا منه أن يأتي له المقاتلون لصيدهم، إلا أن ذلك لم يحدث وان طال هذا التوغل فإن تقدم الاحتلال سيكون صعبا". الصف الأول من مقاتلي "القسام"وأضاف القائد الميداني في "القسام" إن قيادة كتائبه "قرأت الخطة الصهيونية في التقدم وتعاملت معها بشكل ميداني جيد دون أن تبذل جهدا كبيرا، وفي المقابل نفذنا عدة هجمات وكمائن مباغتة أوقعت عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال تكتم عليها بشكل كبير، كما ستشهد الأيام القليلة القادمة المزيد من الكمائن والعمليات بعد اكتمالها وستكون مزلزلة للاحتلال". وأوضح "أبو معاذ" أن مقاتليه الذين يتصدون الآن في الميدان "هم الصف الأول من الصفوف التي أعدت لهذا التوغل وهو قادر على الصمود لأسابيع أخرى" مؤكدا أنه لم يستبدل هذا الصف "لأنه لم يمس رغم القصف الجوي والمدفعي المكثف على الرغم من استبدال قوات الاحتلال لعدة صفوف"، مؤكدا أنهم يمتلكون "عدة صفوف أخرى للقتال". واستبعد القائد في"كتائب القسام" أن يتم استدعاء "المتطوعون" في الكتائب "والذين لا تقل جاهزيتهم عن المقاتلين الأساسيين وهم رهن الإشارة". وأضاف: "ليس سرا أنه يوجد لدينا عدة وحدات منها المرابطون، والقناصة، والمدفعية والاستشهاديين والمضادات الأرضية وغيرها من الوحدات التي سنفاجئ العدو فيها". عمليات نوعيةومن أهم العمليات النوعية التي نفذتها كتائب القسام، عملية أسر جندي صهيوني، اليوم (12/1) لكن جيش الاحتلال قتله بقصفه للمجموعة التي أسرته وهو معها.فقد تمكن مجاهدو كتائب الشهيد الدين القسام من أسر جندي صهيوني، خلال المعارك الضارية التي يخوضوها في مناطق متفرقة من القطاع اليوم ، واحتجزوه في منزل، قبل أن تقصف قوات الاحتلال وتقتل ذلك الجندي. وأكدت كتائب القسام في بيان لها تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه اليوم الإثنين (12/1)، أن طائرات العدو الصهيوني قصفت المنزل ودمرته بالكامل وأودت بحياة جنديها الهالك، "مفضلة هذه النهاية البشعة للجندي، على أن يقع أسيراً في قبضة مجاهدي القسام، ويؤرق قادة الحرب الصهاينة ويضعهم أمام فشل جديد، وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر فقد تكرر ذلك منذ بداية الحرب البرية على قطاع غزة.ومن هذه العمليات أيضا تمكن الكتائب يوم (9/1) من من الإجهاز بالكامل على قوة صهيونية قوامها ثمانية جنود تحصنت في بيت شمال القطاع.وقالت "الكتائب" في بلاغ عسكري إنه "بعون الله وتوفيقه وقوته وفي عملية خاطفة ونوعية، تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام من اقتحام منزل يحتله الجنود الصهاينة في حي "السلاطين" في بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة، حيث اقتحمت قوة خاصة من كتائب القسام المبنى أثناء تواجد عدد من الجنود الصهاينة". وأضاف البلاغ "وقد أجهز المجاهدون على القوة بشكل كامل والمكونة من ثمانية جنود صهاينة"، مبينة أن المجاهدين قاموا بقصف المنزل بقذائف "RPG" مضادة للأفراد، ومن ثم اقتحمت قوة خاصة من كتائب القسام المبنى أثناء تواجد عدد من الجنود الصهاينة فيه، وقد أجهز المجاهدون على القوة بشكل كامل والتي تتكون من ثمانية جنود صهاينة، وانسحب مجاهدونا من المكان على الفور تحفهم عناية الرحمن، وقد أصيب أحد مجاهدينا في العملية.ويرى مراقبون أن المفاجآت التي تنتظر العدو الصهيوني على يد كتائب الشهيد عز الدين القسام ستكون غير متوقعة ، وستكون خسائره أكبر، فيما لو أقدم على ارتكاب حماقة بإصراره على دخول غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق