لقاء بين مسؤولين أردنيين وحزب الله بعيدا عن الأضواء تحسبا لما تخبئه الأيام من مفاجآت سعودية ـ مصرية
عمان ، بيروت ـ
مصادر موثوق بها أن لقاء جرى مؤخرا في بيروت بين مسؤولين أردنيين وآخرين من حزب الله على خلفية الحرب الدائرة في غزة . وقالت مصادر متطابقة في عمان وبيروت لـ " الحقيقة " إن المسؤولين الأردنيين أعربوا خلال اللقاء عن خشيتهم الحقيقية مما " يدبره السعوديون والمصريون في الغرف المغلقة بالاشتراك مع الإسرائيليين والإميركيين ، والذي سيكون له ـ في حال وجد طريقه إلى التنفيذ ـ نتائج وخيمة فيما يتعلق باستقرار الأردن " . وكان الملك الأردني عبد الله الثاني ، وفي أول تعقيب من نوعه على حرب غزة ، اختار قناة " الجزيرة " ، وليس غيرها (!) ، ليتحدث عن " مؤامرة يجري حبكها ضد الشعب الفلسطيني ومستقبله" ( وقد استخدم كلمة " مؤامرة" حرفيا ، تماما كما لو أنه أصبح من جماعة اللغة " الخشبية " الذين يحتقرهم الليبراليون الوهابيون ... المتحضرون "!) .
وبحسب مصادر لبنانية وأردنية ، فإن الجانب الأردني شدد خلال اللقاء على "جود دولة فلسطينية قادرة وقوية لئلا يبقى الشارع الأردني عرضة لارتدادات ما يحصل في فلسطين ، ولئلا يدفع الأردن ثمن الصفقات الجاري العمل عليها ". وتقول هذه المصادر إن الأردنيين يجدون أنفسهم محاصرين بين عدة جبهات ، فمن جهة هناك الضغط الشعبي على خلفية الحرب ، ومن جهة أخرى ما يجري طبخه سعوديا ومصريا وإسرائيليا لمستقبل التسوية على المسار الفلسطيني ، والذي تبرز الحرب في غزة كعنوان من عناوينه الرئيسية. أما طبيعة " المؤامرة " التي لم يستطع الملك الأردني تسمية أطرافها ، لم يجد " مندوبوه " حرجا في تسميتهم خلال لقائهم مع قيادة حزب الله . حيث أشاروا بالفم الملآن إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية " بفعل تماما ما كان يفعله عندكم ( أي عند اللبنانيين ) الجنرال أنطوان لحد " . ودللوا على ذلك بالوقائع التالية :
أولا ـ الوثيقة التي وقعها كل من رئيس الديوان الملكي الأردني السابق باسم عوض الله ، المعروف بأنه من أشد المدافعين عن إسرائيل والولايات المتحدة ، ورئيس طاقم المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ، والتي لا يعرف حتى الآن مضمونها . وهو ما كان ـ حسب هذه المصادر ـ أحد الأسباب المباشرة لدفعه ( أي لدفاع باسم عوض الله) إلى الاستقالة في أيلول / سبتمبر الماضي من الديوان الملكي . ( هذا إذا وضعنا جانبا ما ثبت أنه يقوم به من أعمال ترقى إلى جرائم ضد أمن الدولة : بيع المؤسسات العامة ، بما فيها مقر قيادة الجيش نفسها (!!) إلى جهات أجنبية مشبوهة ، أو بتعبير أدق : جهات إسرائيلية مقنّعة ) .
ثانيا ـ اتفاق إيهود أولمرت ومحمود عباس على إبقاء تفاصيل مفاوضاتهما طي الكتمان ، وبعيدة حتى عن أقرب المقربين لعباس ممن يعتبرون " أقل عمالة وإسرائيلية " من محمد دحلان . وتقول هذه المصادر إن ما جرى ، أو يجري ، الاتفاق عليه بين عباس وأولمرت يكرس عمليا قضم أكثر من نصف الضفة الغربية ، فضلا عن تكريس الطابع " الباندوستاني " ( على طريقة معازل السود في جنوب أفريقيا سابقا) ، حيث كل قطعة منها معزولة عن الأخرى ، الأمر الذي سيقود بالضرورة إلى " الخيار الأردني " أو الكونفيدرالية مع الأردن كمخرج وحيد من الوضع الذي لا شبيه له في العالم .
ثالثا ـ ثبوت حصول " نقاش استراتيجي " بين واشنطن وتل أبيب حول " الخيار الأردني " قبل أكثر من عام من الآن . ولعل ما كتبه مؤخرا السفير السابق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون ( بطل " 14 آذار " وحبيبها وحامل درع أرزتها) ، لجهة وجوب تسليم قطاع غزة لمصر و الضفة الغربية للأردن ، أبلغ تعبير عن ذلك " النقاش الاستراتيجي " وعما يجري الآن في غزة .
لهذه الأسباب ، ولغيرها مما تخبئه الأيام القادمة ، وجد الملك الأردني أن يخبىء " قرشه الشيعي الأبيض ليومه السني الأسود " بعد أن كان هذا القرش أكثر سوادا من فكرته عن " خطر الهلال الشيعي " التي كان أول من أطلقها وأنذرنا بها ... قبل أن يجترها كافور الإخشيدي ووزير خارجيته أحمد " أبو الغائط " ويتوعدا بتكسير أرجل الفلسطينيين إذا ما فكروا باجتياز الحدود .. هربا من الموت الذي تزرعه الطائرات التلمودية في غزة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق