الثلاثاء، 13 يناير 2009

شرعية في فلسطين لمن لا يقاوم ..بقلم : د. محمد صالح المسفر

( 1 ) هذا الأسبوع الثالث والمحرقة الإسرائيلية لقطاع غزة ما برح لهيبها يتصاعد ويشتد وهجا وتتسع دائرته، والعالم العربي منشغل قمة عربية طارئة أو لا قمة ، اجتماع وزاري عربي عاجل أو لا ضرورة له، وفود تصل إلى القاهرة لمناقشة مبادرة الطلاسم المصرية، ووفود ترحل، الرئيس مبارك أفكاره مشغولة وتكاد تكون كسيحة، لا يريد أن يتخذ موقفا على ما يجري على ارض غزة لان عينه على التوريث فلا يريد أن يغضب أمريكا ولا إسرائيل كي لا تخربا عليه تعيين ابنه محله، وأريد ألتا كيد على أن قرار التوريث لن تستطيع أمريكا فرضه على شعب مصر لأن ذلك الأمر هو إرادة جماهيرية مصرية .
لا شك بان الإدارة المصرية تعمل لهدر الزمن العربي والفلسطيني على وجه التحديد لصالح إسرائيل حتى تنهي الأخيرة مهمتها بتدمير القطاع وإعادة احتلاله وفرض الأمر الواقع، ولا جدال بان الإدارة المصرية متواطئة إلى ابعد الحدود مع إسرائيل لتدمير غزة، وإلا ماذا يعني قول مبارك للرئيس الفرنسي 'يجب أن لا يسمح لحماس بتحقيق انتصار' ولماذا رفض القمة العربية؟ وما معنى إمعان النظام المصري في إحكام الحصار على قطاع غزة؟ تقول أركان الحكومة المصرية إن حماس حزب إسلامي من الإخوان المسلمين ونحن ضد الإخوان المسلمين، ولا نريد أن تقوم إلى جوارنا دولة للإخوان المسلمين.
هذا كلام الجاهلية الأولى، مصر فيها ما يقارب 80 مليون إنسان وفيذها حزب الإخوان المسلمين منذ أكثر من ستين عاما ولم يغيروا نظام الحكم لصالحهم فكيف سيستطيع 1,5 مليون فلسطيني في غزة تغيير نظام الحكم في مصر؟ انه حقا نظام لا يثق في نفسه ولا في ولاء الشعب له، لأنه لم يحقق العدالة والمساواة لشعبه وانتشر الفساد المنظم وتوسعت دائرة المحسوبية.
الغريب أن الرئيس مبارك وحزبه لم يعترضا على قيام دولة دينية يهودية إلى جوار مصر في فلسطين مدججة بأحدث أنواع السلاح بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل، إنما يرفضون ويتآمرون على أي حزب إسلامي أو ليبرالي عربي ينجح في الانتخابات في فلسطين اذا لم ترض عنه إسرائيل وأمريكا.

( 2 )

السيد محمود عباس (أبو مازن) انتهت ولايته الدستورية كرئيس لما يسمي السلطة الفلسطينية في التاسع من كانون الثاني/يناير هذا العام، وشرعيته كان يستمدها من الشعب الفلسطيني الذي بايعه على الاستمرار في المقاومة حتى قيام الدولة الفلسطينية واسترداد حقوقه المشروعة بنهاية عام 2008 طبقا لتعهدات مؤتمر انابوليس الذي عقد في عام 2007، فلم تقم الدولة الموعودة ولم يستمر عباس في دعم المقاومة حتى النصر، بل انه طعن الشعب المقاوم عمليا والمقاوم بالصبر على الانتهاكات الإسرائيلية وعلى تجاوزات السلطة في رام الله .
تقول السلطة المنتهية ولايتها يوم 9 كانون الثاني/يناير عن حركة حماس انهم 'شرذمة' صواريخهم فتوشية لا تخيف، وانهم من أهل الكهف (... )، وسؤالنا: هل حركة حماس المتصدية للعدوان الصهيوني اليوم في غزة والى جانبها كل الفصائل الوطنية ومن خلفها يناصرها كل شعوب العالم 'شراذم' وأنتم في رام الله أصحا ب أربطة العنق آخر موضة، والمساكن الفاخرة تعتبرون أنفسكم ( ... ) أم ماذا؟
يقول السيد عباس 'إذا كانت المقاومة من اجل إفناء الشعب الفلسطيني فلا نريد مقاومة ' يا للهول من هذا القول !! هل مقاومة العدوان ستكون طريقها مفروشة بالحرير أم بالدماء؟ الاتحاد السوفييتي دفع حياة ما يزيد عن خمسة ملايين نسمة من اجل دحر العدوان النازي، والشعب الجزائري دفع ما يزيد عن مليون شهيد من اجل تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي، وفيتنام حدث ولا حرج. لم يتحرر شعب في الدنيا من الاحتلال الأجنبي عن طريق المفاوضات اللانهائية، من المؤسف ان السيد عباس حتى هذه اللحظة وبعد مرور 16 سنة من التفاوض ما برح يراهن على تلك الفكرة.
المؤسف أيضا أن عباس يطالب بالأمس أمام العالم بحماية دولية لقطاع غزة، وسؤالنا له ولرهطه من حوله: لماذا لا تحمون انتم الشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي بتسليحه وتدريبه كما فعل اخوانكم في غزة، لماذا تعتقـلون كل رافض للعدوان الإسرائيلي على غزة في الضفة الغربية وتودعونه السجن؟ أليس في سجونكم من حركة الجهاد الإسلامي وحماس في الضفة ما يزيد عن 500 كادر وطني، وصادرتم كل الأسلحة التي كانت بيد المواطنين؟
أليست جريمة وطنية أن تعتقلوا اخوانكم في الوقت الذي يستدعي الجيش الإسرائيلي قواته الاحتياطية لقتال اخوانكم في غزة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق