الخميس، 8 يناير 2009
مفاجآت حماس "الرادعة" تمنع إسرائيل من التقدم البري في عمق القطاع: أسرار صمود المقاومة في غزة ... بقلم :محمد الصواف
إتقان العمل بصمت وتأنٍ.. شبكة اتصالات سرية.. الأشباح.. الكمائن المحكمة.. عقيدة صُلبة.. الحرب النفسية.. بعض الأسرار التي كشفها قيادي في كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - ومحلل فلسطيني لـ"إسلام أون لاين" لمعرفة أسباب قدرة المقاومة ليس فقط على الصمود، بل على ردع القوات البرية الإسرائيلية من الاستمرار في خطة الاجتياح الكامل لقطاع غزة.
ويتحدث أبو عبيدة - القائد الميداني في كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) - لـ"إسلام أون لاين" عن عدد من المفاجآت التي أظهرتها الكتائب لجيش الاحتلال وأخرت تقدمه داخل عمق غزة، مثل "الأشباح الاستشهاديين" والكمائن المحكمة.
ويوضح أن "الأشباح الاستشهاديين" هي مجموعات من الاستشهاديين الذين تدربوا تدريبات خاصة، كانت ترابط لعدد من الأيام مختبئة في الأماكن المفتوحة التي كان من المتوقع التوغل البري للاحتلال فيها؛ لتباغت الصفوف الخلفية للعدو وتربك صفوفه.
واستدل أبو عبيدة على نجاح هذا "السلاح بعملية الشهيد محمود الريفي الذي كان مرابطا في جبل الريس شرق مدينة غزة لعدة أيام، معتمدا في طعامه على الماء والتمر، ليباغت القوات الخاصة الإسرائيلية - الكوماندوز - التي توغلت في المنطقة، واستطاع تفجير عدد من العبوات المضادة للأفراد، وحمل جنديا إسرائيلي مصابا كأسير قبل أن تقصفه طائرة أباتشي إسرائيلية، وترديه شهيدا مع الجندي.
وإلى جانب هذه العملية أكد أبوعبيدة أن مقاومي القسام تمكنوا بالفعل من أسر جنود إسرائيليين خلال محاولتهم التوغل في غزة.
وذكر القيادي في القسام أن الاحتلال الإسرائيلي بدلا من أن يجد رجال المقاومة في وضع الدفاع خلال تصديها لتوغلاته، فوجئ بأنه في وضع الهجوم المكثف الذي جعله يفكر ألف مرة في التقدم في العمق.
ويضيف أن الكتائب لم تستخدم سوى أقل من 5% من مقاتليها في المواجهة البرية مع الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن القسام "تمكنت من استغلال فترة التهدئة السابقة، والتي امتدت لستة أشهر، في تدريب عناصرها وترتيب صفوفها وتجهيز قطاع غزة لمواجهة حرب طويلة مع القوات الإسرائيلية.
الكمائن المحكمة
"الكمائن المحكمة" كانت أولى المفاجآت في استقبال القوات البرية مساء السبت على الحدود الشرقية لقطاع غزة؛ حيث تمكنت قوة من القسام من استدراج عدة جنود إلى كمين؛ ما أوقع عددا منهم بين قتيل وجريح، بحسب بيان صدر عن "القسام" حينها.
ويشرح أبو عبيدة ماهية "الكمائن المحكمة" قائلا لـ"إسلام أون لاين" إنه أسلوب حرب عصابات جديد أعدته الوحدات الخاصة في كتائب القسام للاحتلال تقوم خلاله مجموعة من الاستشهاديين المدربين تدريبا خاصا بالانفراد بمجموعة من القوات البرية الإسرائيلية عبر إشغال المجموعات الأخرى بقصف مكثف بقذائف الهاون، وإشغال الطائرات بإطلاق المضادات الأرضية من قبل سلاح المدفعية والدفاع الجوي.
ويضيف: "وتحت تغطية كثافة النيران تتمكن المجموعة الاستشهادية من مهاجمة القوة المحاصرة وزرع العبوات المختلفة بين أرتال الدبابات والمدرعات الإسرائيلية والانسحاب بسلام في معظم الأوقات".
ومما أربك قوات الاحتلال -حسب أبو عبيدة - تفاجؤها بخروج صواريخ (القسام) و(جراد) من بين أرتال الدبابات، وهي صواريخ تم زرعها سابقا بشكل خفي في المناطق الفارغة، ويتم التحكم فيها عن بعد.
ومن بين الوسائل التي تستخدمها المجموعات الاستشهادية لمفاجأة القوات البرية اختباؤها داخل طرق وأنفاق لم تكشفها قوات الاحتلال، قبل تسللها وانقضاضها على هذه القوات من الخلف، بالإضافة لعامل الخندقة، فحماس أجادت العمل في الخنادق وتحت الأرض.
كما تطوع القسام الأحوال الجوية لصالحها؛ حيث تمكنت مجموعات خاصة خلال اليومين الماضيين من التسلل ليلا واستغلال الضباب الكثيف بغزة، وقامت بزرع العبوات الخاصة بتفجير الدبابات، ومن ثَمَّ الانسحاب بأمان دون اكتشافها من جانب الدبابات الإسرائيلية.
ولفت أبو عبيدة إلى أن هذه الكمائن نُفذت عشرات المرات في القوات الإسرائيلية المرابطة شرق وشمال قطاع غزة، وذكر مثالا لذلك ما حدث في بلدة بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة، حين تمكن استشهادي من تسلق دبابة إسرائيلية وتفجير نفسه داخلها.
وزرعت كتائب القسام أغلب المناطق المفتوحة بعبوات وألغام تنفجر بمجرد الضغط عليها، إضافة إلى أنه بات لديها القدرة على استدراج قوات خاصة إسرائيلية لمنازل خالية، وإغرائهم باعتلاء أسطحها التي تم تلغيمها، ومن ثَمَّ تفجير المنزل على من فيه.
سلاح الصمت
ويرى الدكتور عبد الستار قاسم - أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية - أن أكبر مفاجآت حماس في الحرب الجارية "الصمت" و"التأني"؛ ما مكنها من النجاح في الحفاظ على سرية عملياتها، وكذلك سرية المفاجآت التي وعدت بها؛ بحيث تخرجها واحدة واحدة وفي الوقت الذي تحدده هي.
ويقول في هذا الصدد لـ"إسلام أون لاين": إن "المقاومة تعمل بصمت.. والصمت أسلوب جديد على الساحة الفلسطينية التي اعتدنا فيها ألا يكون هناك أسرار.. فكل شيء مكشوف وطبعا سيكون مكشوفا لإسرائيل بسبب الجواسيس التي زرعتها.. لكن يبدو أن حماس نظمت صفوفها تماما وعملت بصمت".
وأوضح أن حماس في هذا الاتجاه تتحدث عن أن لديها مفاجآت، ولكنها لا تكشف عن ماهية أي مفاجأة إلا في الموعد الذي تحدده، لافتا إلى أن حماس "لم تجد ضرورة حتى الآن لاستعمال كل المفاجآت التي تحدثت عنها".
ونتيجة التخوف من تعرضه لمفاجآت غير متوقعة، فقد باتت القوات البرية الإسرائيلية تخشى دخول ميدان المعركة الحقيقي داخل المدن، وحاولت أن تتسلل من أطراف المدن قليلا إلا أن مفاجآت المقاومة ردتها على أعقابها، بحسب تعبير قاسم.
وإلى جانب الصمت -يواصل قاسم- فإن حماس اعتمدت أساليب أخرى ضمن لها سرية عملياتها مثل نشرها شبكة اتصالات خاصة بها منفصلة عن شبكات الاتصال المحلية المعروفة حتى لا تكون محلا للاختراق والتجسس.
"ليسوا في عجلة"
ويعتبر الدكتور عبد الستار قاسم أن كتائب القسام "أجادت بذكاء استمرار التغطية على ما لدى المقاومة من أسلحة، فهم ليسوا في عجلة من أمرهم"، مشيرا إلى أن الخوف الإسرائيلي من المفاجآت التي وعدت بها القسام منع القوات البرية من التقدم في عمق غزة، واستدل على ذلك بأنها حاولت أن تدخل جبل الريس شرق مدينة غزة وجبل الكاشف بمخيم جباليا، وصُدمت بمقاومة شرسة.
وكانت قوات الاحتلال قد تلقت خلال الأيام الماضية مفاجأتين تمثلتا في استخدام كتائب القسام سلاحين جديدين لأول مرة متخصصين في التصدي للدبابات والمدرعات الإسرائيلية، هما قذيفة (ب 29) ذات الرأسين المتفجرين والتي فجرت بها عددا من الآليات، وصاروخ (تاندام) المضاد للدروع.
وإلى جانب الاستعداد العسكري يرى قاسم أن من بين أسباب صمود حماس أمام القوة الإسرائيلية العنيفة "صلابة العقيدة والإرادة؛ فمقاتلو حماس يقاتلون على أساس عقيدة دينية متينة تربوا عليها لسنوات".
حماس تتغير
وعلى أساس ما سبق يرى الدكتور قاسم أن حماس تنظيميا وتكتيكيا "تغيرت"، مشيرا في هذا الاتجاه إلى أن إسرائيل "دخلت حرب غزة متسرعة ودون حساب تحت ضغط الرأي العام الإسرائيلي، معتمدة على أن حماس لم تستعد، ولكن الواضح أنها كانت مستعدة لذلك تماما".
وينوه إلى أن سلاح الحرب النفسية أيضا حاضر بقوة في أداء رجال المقاومة، مشيرا في ذلك إلى الدعابة والمرح التي يتبادلونها على الموجات اللاسلكية التي يعلمون أنها تصل إلى آذان جنود الاحتلال، حيث يتهكمون خلالها على الجنود، واعدين إياهم بأنهم سيأتون بهم أسرى إلى صديقهم جلعاد شاليط ليؤنسوه.
ويؤيد رأي قاسم في أن حماس تغيرت ضابط كبير في صفوف الجيش الإسرائيلي، نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أمس الأربعاء قوله عبر خط تليفوني مشفر: "قواتنا تسير بحذر من بين منازل مفخخة"، لافتا إلى أن "انتحاريين (استشهاديين) بأحزمة ناسفة يركضون نحو القوات ويفجرون أنفسهم".
ويشير الضابط الإسرائيلي إلى أن "كل لحظة يوجد صدام، كل ساعتين تقريبا توجد محاولة من استشهادي أو استشهادية يركضون نحونا ليتفجروا بحزام ناسف.. حماس تحاول جر الجيش الإسرائيلي إلى المناطق السكنية أكثر".
وفي ظل هذا الوضع - يواصل الضابط - فإن القوات في الميدان "لا ترى حقا النهاية حتى الآن.. نحن لم نستكمل الأهداف، ما دمنا لم نتمكن من معالجة تعاظم حماس، فسنضطر إلى البقاء هنا".
وينقل مراسل "إسلام أون لاين" من الميدان أن القوات البرية في قطاع غزة ما زالت تراوح مكانها في المناطق الحدودية المفتوحة، ولم تجرؤ على التوغل في الأماكن الآهلة بالسكان، خشية الاصطدام مع رجال المقاومة في حرب عصابات غامضة.
ويتحدث أبو عبيدة - القائد الميداني في كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) - لـ"إسلام أون لاين" عن عدد من المفاجآت التي أظهرتها الكتائب لجيش الاحتلال وأخرت تقدمه داخل عمق غزة، مثل "الأشباح الاستشهاديين" والكمائن المحكمة.
ويوضح أن "الأشباح الاستشهاديين" هي مجموعات من الاستشهاديين الذين تدربوا تدريبات خاصة، كانت ترابط لعدد من الأيام مختبئة في الأماكن المفتوحة التي كان من المتوقع التوغل البري للاحتلال فيها؛ لتباغت الصفوف الخلفية للعدو وتربك صفوفه.
واستدل أبو عبيدة على نجاح هذا "السلاح بعملية الشهيد محمود الريفي الذي كان مرابطا في جبل الريس شرق مدينة غزة لعدة أيام، معتمدا في طعامه على الماء والتمر، ليباغت القوات الخاصة الإسرائيلية - الكوماندوز - التي توغلت في المنطقة، واستطاع تفجير عدد من العبوات المضادة للأفراد، وحمل جنديا إسرائيلي مصابا كأسير قبل أن تقصفه طائرة أباتشي إسرائيلية، وترديه شهيدا مع الجندي.
وإلى جانب هذه العملية أكد أبوعبيدة أن مقاومي القسام تمكنوا بالفعل من أسر جنود إسرائيليين خلال محاولتهم التوغل في غزة.
وذكر القيادي في القسام أن الاحتلال الإسرائيلي بدلا من أن يجد رجال المقاومة في وضع الدفاع خلال تصديها لتوغلاته، فوجئ بأنه في وضع الهجوم المكثف الذي جعله يفكر ألف مرة في التقدم في العمق.
ويضيف أن الكتائب لم تستخدم سوى أقل من 5% من مقاتليها في المواجهة البرية مع الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن القسام "تمكنت من استغلال فترة التهدئة السابقة، والتي امتدت لستة أشهر، في تدريب عناصرها وترتيب صفوفها وتجهيز قطاع غزة لمواجهة حرب طويلة مع القوات الإسرائيلية.
الكمائن المحكمة
"الكمائن المحكمة" كانت أولى المفاجآت في استقبال القوات البرية مساء السبت على الحدود الشرقية لقطاع غزة؛ حيث تمكنت قوة من القسام من استدراج عدة جنود إلى كمين؛ ما أوقع عددا منهم بين قتيل وجريح، بحسب بيان صدر عن "القسام" حينها.
ويشرح أبو عبيدة ماهية "الكمائن المحكمة" قائلا لـ"إسلام أون لاين" إنه أسلوب حرب عصابات جديد أعدته الوحدات الخاصة في كتائب القسام للاحتلال تقوم خلاله مجموعة من الاستشهاديين المدربين تدريبا خاصا بالانفراد بمجموعة من القوات البرية الإسرائيلية عبر إشغال المجموعات الأخرى بقصف مكثف بقذائف الهاون، وإشغال الطائرات بإطلاق المضادات الأرضية من قبل سلاح المدفعية والدفاع الجوي.
ويضيف: "وتحت تغطية كثافة النيران تتمكن المجموعة الاستشهادية من مهاجمة القوة المحاصرة وزرع العبوات المختلفة بين أرتال الدبابات والمدرعات الإسرائيلية والانسحاب بسلام في معظم الأوقات".
ومما أربك قوات الاحتلال -حسب أبو عبيدة - تفاجؤها بخروج صواريخ (القسام) و(جراد) من بين أرتال الدبابات، وهي صواريخ تم زرعها سابقا بشكل خفي في المناطق الفارغة، ويتم التحكم فيها عن بعد.
ومن بين الوسائل التي تستخدمها المجموعات الاستشهادية لمفاجأة القوات البرية اختباؤها داخل طرق وأنفاق لم تكشفها قوات الاحتلال، قبل تسللها وانقضاضها على هذه القوات من الخلف، بالإضافة لعامل الخندقة، فحماس أجادت العمل في الخنادق وتحت الأرض.
كما تطوع القسام الأحوال الجوية لصالحها؛ حيث تمكنت مجموعات خاصة خلال اليومين الماضيين من التسلل ليلا واستغلال الضباب الكثيف بغزة، وقامت بزرع العبوات الخاصة بتفجير الدبابات، ومن ثَمَّ الانسحاب بأمان دون اكتشافها من جانب الدبابات الإسرائيلية.
ولفت أبو عبيدة إلى أن هذه الكمائن نُفذت عشرات المرات في القوات الإسرائيلية المرابطة شرق وشمال قطاع غزة، وذكر مثالا لذلك ما حدث في بلدة بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة، حين تمكن استشهادي من تسلق دبابة إسرائيلية وتفجير نفسه داخلها.
وزرعت كتائب القسام أغلب المناطق المفتوحة بعبوات وألغام تنفجر بمجرد الضغط عليها، إضافة إلى أنه بات لديها القدرة على استدراج قوات خاصة إسرائيلية لمنازل خالية، وإغرائهم باعتلاء أسطحها التي تم تلغيمها، ومن ثَمَّ تفجير المنزل على من فيه.
سلاح الصمت
ويرى الدكتور عبد الستار قاسم - أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية - أن أكبر مفاجآت حماس في الحرب الجارية "الصمت" و"التأني"؛ ما مكنها من النجاح في الحفاظ على سرية عملياتها، وكذلك سرية المفاجآت التي وعدت بها؛ بحيث تخرجها واحدة واحدة وفي الوقت الذي تحدده هي.
ويقول في هذا الصدد لـ"إسلام أون لاين": إن "المقاومة تعمل بصمت.. والصمت أسلوب جديد على الساحة الفلسطينية التي اعتدنا فيها ألا يكون هناك أسرار.. فكل شيء مكشوف وطبعا سيكون مكشوفا لإسرائيل بسبب الجواسيس التي زرعتها.. لكن يبدو أن حماس نظمت صفوفها تماما وعملت بصمت".
وأوضح أن حماس في هذا الاتجاه تتحدث عن أن لديها مفاجآت، ولكنها لا تكشف عن ماهية أي مفاجأة إلا في الموعد الذي تحدده، لافتا إلى أن حماس "لم تجد ضرورة حتى الآن لاستعمال كل المفاجآت التي تحدثت عنها".
ونتيجة التخوف من تعرضه لمفاجآت غير متوقعة، فقد باتت القوات البرية الإسرائيلية تخشى دخول ميدان المعركة الحقيقي داخل المدن، وحاولت أن تتسلل من أطراف المدن قليلا إلا أن مفاجآت المقاومة ردتها على أعقابها، بحسب تعبير قاسم.
وإلى جانب الصمت -يواصل قاسم- فإن حماس اعتمدت أساليب أخرى ضمن لها سرية عملياتها مثل نشرها شبكة اتصالات خاصة بها منفصلة عن شبكات الاتصال المحلية المعروفة حتى لا تكون محلا للاختراق والتجسس.
"ليسوا في عجلة"
ويعتبر الدكتور عبد الستار قاسم أن كتائب القسام "أجادت بذكاء استمرار التغطية على ما لدى المقاومة من أسلحة، فهم ليسوا في عجلة من أمرهم"، مشيرا إلى أن الخوف الإسرائيلي من المفاجآت التي وعدت بها القسام منع القوات البرية من التقدم في عمق غزة، واستدل على ذلك بأنها حاولت أن تدخل جبل الريس شرق مدينة غزة وجبل الكاشف بمخيم جباليا، وصُدمت بمقاومة شرسة.
وكانت قوات الاحتلال قد تلقت خلال الأيام الماضية مفاجأتين تمثلتا في استخدام كتائب القسام سلاحين جديدين لأول مرة متخصصين في التصدي للدبابات والمدرعات الإسرائيلية، هما قذيفة (ب 29) ذات الرأسين المتفجرين والتي فجرت بها عددا من الآليات، وصاروخ (تاندام) المضاد للدروع.
وإلى جانب الاستعداد العسكري يرى قاسم أن من بين أسباب صمود حماس أمام القوة الإسرائيلية العنيفة "صلابة العقيدة والإرادة؛ فمقاتلو حماس يقاتلون على أساس عقيدة دينية متينة تربوا عليها لسنوات".
حماس تتغير
وعلى أساس ما سبق يرى الدكتور قاسم أن حماس تنظيميا وتكتيكيا "تغيرت"، مشيرا في هذا الاتجاه إلى أن إسرائيل "دخلت حرب غزة متسرعة ودون حساب تحت ضغط الرأي العام الإسرائيلي، معتمدة على أن حماس لم تستعد، ولكن الواضح أنها كانت مستعدة لذلك تماما".
وينوه إلى أن سلاح الحرب النفسية أيضا حاضر بقوة في أداء رجال المقاومة، مشيرا في ذلك إلى الدعابة والمرح التي يتبادلونها على الموجات اللاسلكية التي يعلمون أنها تصل إلى آذان جنود الاحتلال، حيث يتهكمون خلالها على الجنود، واعدين إياهم بأنهم سيأتون بهم أسرى إلى صديقهم جلعاد شاليط ليؤنسوه.
ويؤيد رأي قاسم في أن حماس تغيرت ضابط كبير في صفوف الجيش الإسرائيلي، نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أمس الأربعاء قوله عبر خط تليفوني مشفر: "قواتنا تسير بحذر من بين منازل مفخخة"، لافتا إلى أن "انتحاريين (استشهاديين) بأحزمة ناسفة يركضون نحو القوات ويفجرون أنفسهم".
ويشير الضابط الإسرائيلي إلى أن "كل لحظة يوجد صدام، كل ساعتين تقريبا توجد محاولة من استشهادي أو استشهادية يركضون نحونا ليتفجروا بحزام ناسف.. حماس تحاول جر الجيش الإسرائيلي إلى المناطق السكنية أكثر".
وفي ظل هذا الوضع - يواصل الضابط - فإن القوات في الميدان "لا ترى حقا النهاية حتى الآن.. نحن لم نستكمل الأهداف، ما دمنا لم نتمكن من معالجة تعاظم حماس، فسنضطر إلى البقاء هنا".
وينقل مراسل "إسلام أون لاين" من الميدان أن القوات البرية في قطاع غزة ما زالت تراوح مكانها في المناطق الحدودية المفتوحة، ولم تجرؤ على التوغل في الأماكن الآهلة بالسكان، خشية الاصطدام مع رجال المقاومة في حرب عصابات غامضة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق