الأحد، 11 يناير 2009
من غزة إلى عبد الرحمن الراشد، وطارق الحميد/د. فايز أبو شمالة
[1] موقع "دبيكا"
في يوم واحد نشر موقع "دبيكا" العبري التابع للمخابرات الإسرائيلية تقريرين متناقضين يعكسان تخبط المخابرات الإسرائيلية، وجهل متخذ القرار الإسرائيلي لما يجري على أرض غزة، فقد نشر الموقع العبري "دبيكا" في صباح 10-1 تحت عنوان: علامات أولية على انكسار حماس، وانهيار نظام الدفاع عن غزة، وكان الدليل الذي قدمه الموقع على ذلك: تصريحات بعض قادة حماس بأنها جاهزة لوقف إطلاق النار دون شروط، وربط ذلك مع تسهيل إسرائيل سفر بعض قيادات حماس من غزة إلى مصر لبحث موضوع التهدئة.
ولكن الموقع عاد ونشر في مساء 10-1 العنوان التالي: خالد مشعل في خطاب له مشوش، وعصبي يؤكد أن لا وقف لإطلاق النار، وهذا ما يثير التخوف في المخابرات الإسرائيلية أن يكون الخطاب قد أملاه حزب الله، وإيران، ومعنى ذلك: أن حزب الله يعد العدة لمساعدة حماس، ويدفع في اتجاه التصعيد.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الموقع كان قد أشار قبل أسبوع إلى أن المعركة في قطاع غزة ستتركز على مدينة غزة فقط باعتبارها رمز قوة حماس، وسلطتها، والضغط العسكري على مدينة غزة سيجبر قيادة حماس على الرضوخ، والتسليم بشروط الدولة العبرية.
[2] الراب عاموس نتان إيل
أترجم ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" دون تعليق، وأترك لكل عربي مسلم ليتعرف على تفكير اليهود، ورؤيتهم للعرب.
بعد مقتل ابنه "يوني" على أسوار غزة، فرح الراب "عاموس نتان إيل" أن ابنه قتل بالخطأ من قذيفة دبابة إسرائيلية، وليس بسلاح فلسطيني، فقال لطاقم الدبابة التي أطلقت النار: ابني "يوني" مات شهيداً، ومن السماء تحدد موعد موته، وما أنتم إلا الملائكة الطاهرة اللائي نفذتم العمل، رائع لنا أن أياديكم الطاهرة قد أصابته، ولم يصب من يد نجسة لأعدائنا الأشرار، لأن يداً قذرة لا تستطيع أن تقهر ابني "يوني".
هنا استحضر ما جاء في كتاب اليهود المقدس "التناخ" عندما وقع "شاؤول" ملك اليهود جريحاً في حربه ضد الفلسطينيين، ولم يستطع النجاة، فقال لمرافقه: اقتلني بيدك أنت كي لا أموت على يد الفلسطينيين الأنجاس.
[3] أمير يوسف منسي
هللت الصحف العبرية، وتناولت بالتعليق تصفيه الشهيد أمير منسي، واعتبرت أن هذا العمل يعد انجازاً كبيراً للجيش الإسرائيلي الذي نجح في التخلص من مهندس القذائف، وخبير شبكة صواريخ جراد، والذي أطلق بيده عدداً منها على المدن الإسرائيلية، وتسبب في مقتل إسرائيليين. للعلم؛ فإن أمير منسي ابن المهندس يوسف منسي وزير المواصلات في حكومة إسماعيل هنية المقالة، وكأن بهذه الشهادة تكون غزة قد أكدت النموذج الجديد لأبناء الوزراء، والقادة، وأعضاء المجلس التشريعي، وهو نموذج الابن الشهيد، بمعنى آخر: ليس جديراً بالوزارة في غزة إلا من كان أباً لشهيد، وليس جديراً بالشهادة في سبيل الله إلا من كانت له واسطة، وكان أبوه وزيراً. ينطبق هذا على أكثر من وزير في الحكومة المقالة، وهذا في حد ذاته مبرر لإقالة حكومة غزة، لأنها تخالف النموذج السابق من الوزراء، حين كانت صفات ابن الوزير أن يكون خريجاً من جامعات أمريكا، أو أن يدير شبكة أعمال حرة مغطاة بالنفوذ، وأن يكون معصوماً من خطأ العمل العسكري ضد الدولة العبرية، ولا علاقة له بالسجون في إسرائيل من قريب أو بعيد، يكره المقاومة العبثية، ويحب السلام مع الدولة العبرية.
[4] أين أنت يا فلسطين؟
بفعل القصف الإسرائيلي الذي طال كل شيء، وبعد تهديدها بالقتل، والتصفية، غابت صحيفة فلسطين التي كانت ترفرف في سماء غزة، لقد اختفت معالمها حتى عن الإنترنت، وبشكل تخريبي متعمد، وأخلت صحيفة فلسطين السماء الإعلامية للطائرات العدائية، وحرمت ألاف القراء الذين تعودوا على رؤيتها صباحاً، فأين أنت يا فلسطين؟ وأين المؤسسات الإعلامية العربية الوطنية، وأين التكنولوجيا العربية في حماية صحيفة فلسطين من التخريب؟ وكيف يمكن مساعدتها في الصدور من خلال الإنترنت، لئلا تفرغ الصدور!!؟.
[5] تعليمات الجيش الإسرائيلي، وتعليمات كتائب القسام
أنزل علينا الجيش الإسرائيلي أوامره من السماء؛ يا سكان غزة، ابتعدوا عن حماس، على المرأة أن تطلق زوجها لأنه من حماس، وعلى الأب أن يهجر أبناءه لأنهم من حماس، وعلى الأطفال أن يتعلموا الرضاعة الصناعية لأن أمهم حماس، وعلى الأخت ألا تتعرف على لون دم أخيها لأنه حماس، ومن يخالف الأوامر يعرض نفسه للخطر. بعد هذه الأوامر توجه قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي إلى طلاب المدارس في إسرائيل، وطالبهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة، فلا خوف بعد اليوم من صواريخ حماس. ولكن قبل أن تبدأ الدراسة، نزلت من السماء أوامر كتائب القسام، ثلاثة صواريخ من نوع جراد صباحية ضربت بئر السبع، تقول: لا تعليم لكم في إسرائيل ما دام طلاب غزة لا يتعلمون، والتزموا يا بني إسرائيل بأوامر حماس، ولا تستمعوا لأوامر الجيش الإسرائيلي.
[6] من غزة إلى عبد الرحمن الراشد، وطارق الحميد
إلى متى تُكذِّبون وجدانكم العربي، وتخالفون عقولكم؟ إلى متى تتشككون بإمكانيات العرب، وطاقة أبناء فلسطين، وتحاربون رجالها المقاومين؟ إلى متى تكتبون الوهم، وتبيعون الباطل؟ ألا تبصرون؟ ألم يصلكم وهج المقاومة، وبريق الإرادة بعد؟ أما زالت رؤوسكم أسيرة الهزائم، وتختزل تجارب العجز؟ ألا تصدقون أن الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر قد صار مقهوراً على بوابات غزة؟ لماذا لا تقاسموننا الوجع والأمل، وتقسمون معنا يمين الولاء لهذا الوطن، تعالوا إلى غزة، تعالوا، وتنفسوا معنا رائحة البارود، واغمسوا أقلامكم بدم الرجال النازف وفاءً، ولونوا كلماتكم بحسرة الأمهات، واكتبوا من جديد، اكتبوا أن غزة تصنع المستحيل، ومن دم أولادها تحارب الغاصب، وتطارد رغم جوعها الدخيل، أكتبوا أن غزة تحب الحرية، وتعشق الكبرياء، وتسهر بالدمع الساخن يحرق خدها العربي، غزة تمشط بالكبرياء بلاد العرب، وتخاف عليهم من تلوث الخنوع، وتنسج لهم من عذابها غد كريم، اكتبوا أن غزة تبكي، وترتعش لفقد أطفالها، ولها قلب من الحرير، وقبضة من الصخر، تركت عدوها يبحر في بقعة الزيت الملتهب، وهي تعص على وجعها، وتكتم حزنها، وتكظم غيظها، وتخاصم أشباه الرجال، وتكره اليأس، والانتظار، وليس في قاموس أبنائها ممل انكسار، اكتبوا أن غزة قد أطلقت في سماء الشرق سحب الربيع، وواعدت الأمطار، وغداً يكون الانتصار، غداً يكون الانتصار.
في يوم واحد نشر موقع "دبيكا" العبري التابع للمخابرات الإسرائيلية تقريرين متناقضين يعكسان تخبط المخابرات الإسرائيلية، وجهل متخذ القرار الإسرائيلي لما يجري على أرض غزة، فقد نشر الموقع العبري "دبيكا" في صباح 10-1 تحت عنوان: علامات أولية على انكسار حماس، وانهيار نظام الدفاع عن غزة، وكان الدليل الذي قدمه الموقع على ذلك: تصريحات بعض قادة حماس بأنها جاهزة لوقف إطلاق النار دون شروط، وربط ذلك مع تسهيل إسرائيل سفر بعض قيادات حماس من غزة إلى مصر لبحث موضوع التهدئة.
ولكن الموقع عاد ونشر في مساء 10-1 العنوان التالي: خالد مشعل في خطاب له مشوش، وعصبي يؤكد أن لا وقف لإطلاق النار، وهذا ما يثير التخوف في المخابرات الإسرائيلية أن يكون الخطاب قد أملاه حزب الله، وإيران، ومعنى ذلك: أن حزب الله يعد العدة لمساعدة حماس، ويدفع في اتجاه التصعيد.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الموقع كان قد أشار قبل أسبوع إلى أن المعركة في قطاع غزة ستتركز على مدينة غزة فقط باعتبارها رمز قوة حماس، وسلطتها، والضغط العسكري على مدينة غزة سيجبر قيادة حماس على الرضوخ، والتسليم بشروط الدولة العبرية.
[2] الراب عاموس نتان إيل
أترجم ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" دون تعليق، وأترك لكل عربي مسلم ليتعرف على تفكير اليهود، ورؤيتهم للعرب.
بعد مقتل ابنه "يوني" على أسوار غزة، فرح الراب "عاموس نتان إيل" أن ابنه قتل بالخطأ من قذيفة دبابة إسرائيلية، وليس بسلاح فلسطيني، فقال لطاقم الدبابة التي أطلقت النار: ابني "يوني" مات شهيداً، ومن السماء تحدد موعد موته، وما أنتم إلا الملائكة الطاهرة اللائي نفذتم العمل، رائع لنا أن أياديكم الطاهرة قد أصابته، ولم يصب من يد نجسة لأعدائنا الأشرار، لأن يداً قذرة لا تستطيع أن تقهر ابني "يوني".
هنا استحضر ما جاء في كتاب اليهود المقدس "التناخ" عندما وقع "شاؤول" ملك اليهود جريحاً في حربه ضد الفلسطينيين، ولم يستطع النجاة، فقال لمرافقه: اقتلني بيدك أنت كي لا أموت على يد الفلسطينيين الأنجاس.
[3] أمير يوسف منسي
هللت الصحف العبرية، وتناولت بالتعليق تصفيه الشهيد أمير منسي، واعتبرت أن هذا العمل يعد انجازاً كبيراً للجيش الإسرائيلي الذي نجح في التخلص من مهندس القذائف، وخبير شبكة صواريخ جراد، والذي أطلق بيده عدداً منها على المدن الإسرائيلية، وتسبب في مقتل إسرائيليين. للعلم؛ فإن أمير منسي ابن المهندس يوسف منسي وزير المواصلات في حكومة إسماعيل هنية المقالة، وكأن بهذه الشهادة تكون غزة قد أكدت النموذج الجديد لأبناء الوزراء، والقادة، وأعضاء المجلس التشريعي، وهو نموذج الابن الشهيد، بمعنى آخر: ليس جديراً بالوزارة في غزة إلا من كان أباً لشهيد، وليس جديراً بالشهادة في سبيل الله إلا من كانت له واسطة، وكان أبوه وزيراً. ينطبق هذا على أكثر من وزير في الحكومة المقالة، وهذا في حد ذاته مبرر لإقالة حكومة غزة، لأنها تخالف النموذج السابق من الوزراء، حين كانت صفات ابن الوزير أن يكون خريجاً من جامعات أمريكا، أو أن يدير شبكة أعمال حرة مغطاة بالنفوذ، وأن يكون معصوماً من خطأ العمل العسكري ضد الدولة العبرية، ولا علاقة له بالسجون في إسرائيل من قريب أو بعيد، يكره المقاومة العبثية، ويحب السلام مع الدولة العبرية.
[4] أين أنت يا فلسطين؟
بفعل القصف الإسرائيلي الذي طال كل شيء، وبعد تهديدها بالقتل، والتصفية، غابت صحيفة فلسطين التي كانت ترفرف في سماء غزة، لقد اختفت معالمها حتى عن الإنترنت، وبشكل تخريبي متعمد، وأخلت صحيفة فلسطين السماء الإعلامية للطائرات العدائية، وحرمت ألاف القراء الذين تعودوا على رؤيتها صباحاً، فأين أنت يا فلسطين؟ وأين المؤسسات الإعلامية العربية الوطنية، وأين التكنولوجيا العربية في حماية صحيفة فلسطين من التخريب؟ وكيف يمكن مساعدتها في الصدور من خلال الإنترنت، لئلا تفرغ الصدور!!؟.
[5] تعليمات الجيش الإسرائيلي، وتعليمات كتائب القسام
أنزل علينا الجيش الإسرائيلي أوامره من السماء؛ يا سكان غزة، ابتعدوا عن حماس، على المرأة أن تطلق زوجها لأنه من حماس، وعلى الأب أن يهجر أبناءه لأنهم من حماس، وعلى الأطفال أن يتعلموا الرضاعة الصناعية لأن أمهم حماس، وعلى الأخت ألا تتعرف على لون دم أخيها لأنه حماس، ومن يخالف الأوامر يعرض نفسه للخطر. بعد هذه الأوامر توجه قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي إلى طلاب المدارس في إسرائيل، وطالبهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة، فلا خوف بعد اليوم من صواريخ حماس. ولكن قبل أن تبدأ الدراسة، نزلت من السماء أوامر كتائب القسام، ثلاثة صواريخ من نوع جراد صباحية ضربت بئر السبع، تقول: لا تعليم لكم في إسرائيل ما دام طلاب غزة لا يتعلمون، والتزموا يا بني إسرائيل بأوامر حماس، ولا تستمعوا لأوامر الجيش الإسرائيلي.
[6] من غزة إلى عبد الرحمن الراشد، وطارق الحميد
إلى متى تُكذِّبون وجدانكم العربي، وتخالفون عقولكم؟ إلى متى تتشككون بإمكانيات العرب، وطاقة أبناء فلسطين، وتحاربون رجالها المقاومين؟ إلى متى تكتبون الوهم، وتبيعون الباطل؟ ألا تبصرون؟ ألم يصلكم وهج المقاومة، وبريق الإرادة بعد؟ أما زالت رؤوسكم أسيرة الهزائم، وتختزل تجارب العجز؟ ألا تصدقون أن الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر قد صار مقهوراً على بوابات غزة؟ لماذا لا تقاسموننا الوجع والأمل، وتقسمون معنا يمين الولاء لهذا الوطن، تعالوا إلى غزة، تعالوا، وتنفسوا معنا رائحة البارود، واغمسوا أقلامكم بدم الرجال النازف وفاءً، ولونوا كلماتكم بحسرة الأمهات، واكتبوا من جديد، اكتبوا أن غزة تصنع المستحيل، ومن دم أولادها تحارب الغاصب، وتطارد رغم جوعها الدخيل، أكتبوا أن غزة تحب الحرية، وتعشق الكبرياء، وتسهر بالدمع الساخن يحرق خدها العربي، غزة تمشط بالكبرياء بلاد العرب، وتخاف عليهم من تلوث الخنوع، وتنسج لهم من عذابها غد كريم، اكتبوا أن غزة تبكي، وترتعش لفقد أطفالها، ولها قلب من الحرير، وقبضة من الصخر، تركت عدوها يبحر في بقعة الزيت الملتهب، وهي تعص على وجعها، وتكتم حزنها، وتكظم غيظها، وتخاصم أشباه الرجال، وتكره اليأس، والانتظار، وليس في قاموس أبنائها ممل انكسار، اكتبوا أن غزة قد أطلقت في سماء الشرق سحب الربيع، وواعدت الأمطار، وغداً يكون الانتصار، غداً يكون الانتصار.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق