مقابلة نيوزويك مع اردوغان

-لا يوجد اي نية لدى تركيا بالمشاركة فى أي قوة لحفظ السلام في غزة مع امكانية اضطلاع الجنود الأتراك بدور المراقبين
-حماس ليست ذراعا إيرانية. لقد دخلت حماس الانتخابات كحزب سياسي وفازت، ولم يحترم العالم الإرادة السياسية للشعب الفلسطيني
-فلسطين أصبحت اليوم سجنا مفتوحا، وحماس بقدر ما حاولت لم تتمكن من تغيير الوضع، فتخيل إنك تزج فى السجن الناطق باسم دولة اضافة إلى بعض وزراء حكومتها وأعضاء برلمانها، هل تتوقع منهم بعد ذلك أن يبقوا صاغرين"؟.


نفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بشكل تام وجود أي نية لدى تركيا بالمشاركة فى أي قوة لحفظ السلام في غزة، مشيرا إلى امكانية اضطلاع الجنود الأتراك بدور المراقبين، وقال أردوغان فى مقابلة مع مجلة "نيوز ويك" نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" السبت "إن ارسال قوات أمنية سيكون خطأ كبيرا بالنسبة لنا".
كما نفى أردوغان أيضا أن تكون انتقاداته لسياسات إسرائيل في منتدى دافوس الاقتصادي انعاكاسا لتوترات تركية إسرائيلية سابقة مؤكدا أنها ناجمة عن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. موضحا أن موقفه تجاه العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ليس بسبب معاداته للسامية أو لليهود، مؤكدا أن شعوره بالاحباط ينصب على الحكومة الإسرائيلية الحالية. وقال أردوغان في معرض تأكيد نفيه إن رده على شمعون بيريز وغضبه إزاء إسرائيل في ندوة دافوس التي شاركا فيها مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يوم الخميس لم يكن ناجما عن عدم إخطار رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت له بالحرب المبيتة على قطاع غزة. شنها على غزة الوشيكة.
وجدد أردوغان، الذى عرض خدمات حكومته فى المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف غلعاد شاليت، جدد انتقاداته اللاذعة للسياسة التى تنتهجها إسرائيل حيال حركة "حماس"، وقال إنه كان أبلغ أولمرت أنه فور إطلاق سراح شاليت ينبغي على إسرائيل أن تطلق سراح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وأعضاء المجلس الذين تعتقلهم.
وحول علاقة أنقرة مع حركة "حماس" قال أردوغان: "اولا إن حماس ليست ذراعا إيرانية. لقد دخلت حماس الانتخابات كحزب سياسي وفازت، ولم يحترم العالم الإرادة السياسية للشعب الفلسطيني، ونحن (العالم) من ناحية ندافع عن الديمقراطية ونحاول بذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها فى الشرق الأوسط، ولكن من ناحية أخرى لا نحترم نتائج صناديق الاقتراع". وأضاف أن "فلسطين أصبحت اليوم سجنا مفتوحا، وحماس بقدر ما حاولت لم تتمكن من تغيير الوضع، فتخيل إنك تزج فى السجن الناطق باسم دولة اضافة إلى بعض وزراء حكومتها وأعضاء برلمانها، هل تتوقع منهم بعد ذلك أن يبقوا صاغرين"؟.
واستطرد أردوغان "إن إسرائيل لم تتكبد أي خسائر فى الأرواح منذ وقف إطلاق النار فى يونيو 2008 فيما قتل أكثر من 1300 فلسطينى منذ 27 ديسمبر الماضى وأصيب 6000 آخرون، ولم تترك أي بنية تحتية أو مبان فقد لحق الدمار بكل شىء، وأصبحت غزة حطاما كاملا وكلها تحت الحصار، واتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا فى حين أعلنت إسرائيل أنها لا تعترف بهذا القرار".
وقال أردوغان "إنني لا أقول أن حماس منظمة جيدة وأنها لا تقترف أخطاء، لقد اقترفت أخطاء ولكنني أقيم النتيجة النهائية".
وقال أردوغان ردا على سؤال حول العلاقات بين تركيا وإسرائيل إن هناك علاقة جادة تربط تركيا مع إسرائيل، لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية يجب أن تراجع نفسها بشأن العلاقة وأضاف "يجب أن لا يستغل الإسرائيليون هذه القضية لصالح الانتخابات القادمة في إسرائيل".
وحول المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة التر رعتها تركيا قال أردوغان إن إسرائيل وسوريا كانتا قريبتين جدا من الشروع فى إجراء محادثات مباشرة فيما بينهما قبل أيام قليلة من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كاشفا النقاب عن أنه الذي قام بالترتيب لاجتماع سري فى إسطنبول قبل عامين بين وزيري خارجية إسرائيل وباكستان وهي الدولة الإسلامية التى لا تربطها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.
وقال إن بلاده كانت بانتظار رد من أولمرت حول موقف إسرائيل من محادثات السلام مع سوريا، والتي جرت بوساطة انقرة، مشيرا إلى أنه فى ليلة 23 كانون الاول (ديسمبر) الماضي كانت إسرائيل وسوريا قريبتين جدا من الانخراط في محادثات سلام مباشرة بشأن مستقبل مرتفعات الجولان.
وأوضح أردوغان "كنا نحاول أن نكون بمثابة الأمل لإسرائيل"، مضيفا أن آخر ما صدر عن أولمرت عندما غادر "فور عودتى ساجرى مشاورات مع زملائى وأعود إليكم" ، وفى الوقت الذى كنت فيه فى انتظار رده فى 27 كانون الاول (ديسمبر) بدأت القنابل تنهمر على قطاع غزة.
وحول ما يتوقعه من الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما إزاء اتخاذ موقف متوازن تجاه الصراع العربي الإسرائيلي قال أردوغان: "إن العدالة غير موجودة الآن وأتوقع العدالة من الآن فصاعدا".