الثلاثاء، 3 فبراير 2009

تحرك عابر للدول والقارات لمنع دفن جثة منظمة التحرير الفلسطينية

تحرك عابر للدول والقارات لمنع دفن جثة منظمة التحرير الفلسطينية

واستنفار سعودي ـ مصري ـ أميركي لمنع تركيا من الاقتراب أكثر من " المحور الإيراني ـ السوري"
مصادر في " الجبهة الديمقراطية " : " منظمة التحرير البديلة " قد يعلن عنها الشهر القادم باسم " جبهة المقاومة والتحرير

أدى تلويح زعيم حركة حماس خالد مشعل بإنشاء مرجعية فلسطينية بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية ، التي توفيت منذ اتفاقية أوسلو وتحولت إلى جيفة ينهشها الدود ، إلى ما يشبه إلقاء حجر كبير في مستنقع آسن . وكان من أولى تداعيات هذا التلويح أن سارعت مصر والسعودية وعباس إلى تحرك عربي ودولي عاجل بدأ في القاهرة ، ولكن لم ينته في باريس التي وصلها عباس " مرعوبا" مما يمكن أن يؤدي إليه إنشاء هذه المرجعية التي يمكن أن تطيح بإرث أوسلو كله ، حتى وإن كان الإيرانيون وتجار الدم والحرب في دمشق أول المستفيدين من ذلك . وقالت مصادر إعلامية إن الاجتماع الطارء الذي عقد أمس على عجل في القاهرة بين مبارك وسعود الفيصل و عباس ناقش " القيام بتحرك عاجل مع دول عربية أخرى يهدف إلى تحجيم النفوذ الإيراني، ويسعى إلى تعاون تركي ، لمنع حماس من المضي في مشروعها" . ونقلت " الأخبار" عن مصادر مطلعة في القاهرة قولها إن «السعودية قلقة، وتعتقد أن هدف مشعل شقّ المنظمة الفلسطينية وتوسيع هوّة الخلافات»، مشيرة إلى أن «القلق الأكبر يكمن في معلومات عن أن إيران تقف وراء تهديدات مشعل، وخصوصاً أن لديه عدداً من المنظمات الفلسطينية المؤيدة له في العاصمة السورية دمشق، ودعماً مالياً وسياسياً من إيران وسوريا، وبالتالي فإن فرصة إنشاء قيادة بديلة للمنظمة هي أمر ممكن للغاية». وكان موقع للمعارضة السورية نشرمقالا توقع فيه ـ استنادا إلى مصادر في الجبهة الديمقراطية بدمشق ـ أن يعلن قريبا عن " منظمة تحرير فلسطينية جديدة " في الأفق القريب . وفي تطور لاحق على هذه القضية ، أكد المصدر نفسه هذه الليلة لـنفس الموقع صحة التسريبات التي تقول منظمة بديلة سيتم الإعلام عنها الشهر القادم في دمشق تحت اسم " منظمة المقاومة والتحرير الفلسطينية " ، أو ما يشبه ذلك . وعزا يقينه هذا إلى أن عباس ، ومعه قيادات فتح الموالية للسعودية ومصر ، لن تسمح على الإطلاق بتنفيذ اتفاق القاهرة المبرم في العام 2005 ، والقاضي بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينينة كما طالب مشعل ، وكما تطالب الجبهتان الشعبية والديمقراطية ، وإن من زاوية مختلفة عن زاوية خالد مشعل . وقال المصدر إنهم ( السعوديين والمصريين ) هم من سيتحمل مسؤولية دفن منظمة التحرير الفلسطينية ، وليس خالد مشعل ، بالنظر لأنهم هم من يمنع تنفيذ الاتفاق وإعادة بناء المنظمة ، لأن تنفيذه يعني تجريد " زعران " رام الله ومافياتها " العباسية ـ الدحلانية" من الدور التخريبي الذي يقومون به وتقليم أظافرهم التخريبية .
في السياق نفسه ، وعلى صعيد اجتماع القاهرة الثلاثي أمس ، نقل مراسل " الأخبار " في القاهرة " عن مصادره قولها إن «السعودية تقود تحركات عربية لتنسيق المواقف وعزل إيران ونفوذها، وبلورة موقف عربي موسّع ضد التمدّد الإيراني في القضية الفلسطينية». ولفتت إلى أن الهدف الأساسي هو «إنشاء شبه جدار حماية أو تحالف غير مرئي مالي وسياسي من دول لديها خلافات مع إيران مثل الإمارات».
ويبدو أن اجتماع وزراء خارجية بعض الدول العربية، الذي رُتّب على عجل اليوم في أبو ظبي، مخصّص لهذه الغاية، ولا سيما أن الفيصل ونظيره المصري أحمد أبو الغيط توجّها فجأة أمس من القاهرة إلى العاصمة الإماراتية.
وذكرت قناة «العربية» من جهتها أن الاجتماع ستتمثّل فيه إلى جانب السعودية ومصر كلّ من الإمارات والأردن والكويت وتونس والمغرب، فيما قال مصدر دبلوماسي إن «عشر دول قد تشارك في اجتماع أبو ظبي».
وإضافة إلى هذه الدول، ترغب السعودية في إقحام تركيا، الدولة ذات النفوذ، في الحلف المواجه لإيران، وذلك من خلال زيارة الرئيس التركي عبد الله غول اليوم إلى الرياض، بهدف دعم العلاقات التجارية. ويرى دبلوماسيون أن السعودية تأمل أن تقرّبها الزيارة من إنشاء حلف استراتيجي مع تركيا لمواجهة النفوذ الإيراني. وقال غول، في تصريحات نشرتها صحف سعودية أمس، إنه «لو لم تترك دول عربية فراغاً في قضايا تمس الشرق الأوسط، مثل لبنان والأراضي الفلسطينية، لما حصلت إيران على هذا النفوذ الكبير للغاية».
بدوره، جدّد أحمد أبو الغيط اتهامه إيران بأنها تنفذ «خطة متكاملة للنيل من مصر ودورها في الشرق الأوسط، من خلال نفوذها في الدول العربية واستثمارها أموالاً كثيرة فيها»، مؤكداً أن «مصر تمكّنت من سحب البساط من تحت كل من شكّك في دورها الوطني، وهي قادرة على الإمساك بخيوط اللعبة».
وقال أبو الغيط، في حوار بثته قناة «فلسطين» الفضائية ، التابعة للسلطة اللحدية في رام الله ، إن «إيران تريد الوقوف أمام الضغوط الغربية بشأن برنامجها النووي، لتقول إن لديها بطاقات في المنطقة متمثّلة في حماس وحزب الله، يمكن استخدامها ضد إسرائيل في أي لحظة». وأكد أن «مصر لن تقع في الفخ».
في السياق، قال ممثّل «حماس» في لبنان أسامة حمدان إن حركته تريد «خطوات عملية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية فوراً»، متهماً «عباس بتعطيل عملية إعادة بناء المنظمة». وأضاف أنه «قبل الحديث عن أي مصالحة فلسطينية، لا بد من الحديث عن خطوات عملية لإعادة بناء منظمة التحرير فوراً».
ورأى حمدان أنه «هناك مسؤولية على الجانب المصري الذي لم يضغط لتنفيذ اتفاق القاهرة في عام 2005»، مهدّداً بأنه «إذا لم ينفّذ ما اتفقنا عليه، فسنتصرف وفق ما تقتضية المصلحة الوطنية الفلسطينية».
من جهته، أعلن القيادي في «حماس» محمد نزّال أن «حماس لن تضغط لإجراء محادثات للمصالحة الفلسطينية إذا أصرّ عباس على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني»، متهماً «عباس بالوقوف إلى جانب إسرائيل خلال غزوها الأخير لغزة، وبالسعي للعودة على دبابات إسرائيلية لحكم القطاع».
في هذا الوقت، وصل وفد «حماس» إلى القاهرة، أمس، لتسليم رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان، اليوم، ردّ الحركة على المبادرة المصرية. واستبق الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم وصول وفدها إلى القاهرة بقوله «إن «حماس مع تهدئة لمدة عام. أما عام ونصف، فهي قابلة للتباحث والنقاش شرط فكّ كامل للحصار وفتح كل المعابر».
منقول بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق