الثلاثاء، 3 فبراير 2009

هاآرتس: إسرائيل تتحرك سرًّا لتصفية أردوغان سياسيًّا

تحريض الجيش التركي، أحد قلاع العلمانية، ضد نهج أردوغان.. تخويف العواصم الأوروبية من هذا النهج؛ بما يهدد فرص انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي.. العمل على إقناع الولايات المتحدة بالاعتراف بارتكاب الأتراك "إبادة جماعية" بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى...
تلك أبرز الملفات التي بدأت إسرائيل ومنظمات يهودية في الخارج العمل عليها سرا بغية تصفية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سياسيا، عقب الملاسنة الكلامية بينه وبين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بحسب ما كشفته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الأحد.

وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تلقت تقارير سرية من سفاراتها بالعواصم الأوروبية تفيد بأنها ستعمل على الترويج لحالة من الاستياء في الدول الأوروبية من نهج أردوغان المعادي لإسرائيل، مؤكدة أن ذلك من شأنه التأثير على طموحات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ونقلت عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي لم تسمه أن السفارة الإسرائيلية في أنقرة أيضا بدأت التحرك ضد أردوغان داخل أروقة وزارة الخارجية التركية؛ بغية إقناع المسئولين الأتراك بأن ما حدث في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" من شأنه أن يصعد التوتر في العلاقات التركية – الإسرائيلية بدلا من تهدئتها، وذلك بعد أن سادت حالة من خيبة الأمل داخل الوزارة التركية مما قام به رئيس الوزراء، وفقا للصحيفة. ووجه أردوغان انتقادات لاذعة لبيريز بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، ثم غادر قاعة منتدى دافوس؛ احتجاجا على عدم منحه الوقت لاستكمال مداخلته.


وأضافت "هاآرتس" أن دبلوماسيين إسرائيليين في كل أنحاء العالم، إضافة إلى قيادات يهودية أوروبية، عقدت لقاءات مع دبلوماسيين أتراك، في محاولة للضغط على أردوغان كي يتراجع عن انتقاداته اللاذعة لإسرائيل.

وزعمت أن سفير إسرائيل في إحدى العواصم الأوربية بعث ببرقية سرية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية قال فيها إنه التقى نظيره التركي، الذي أبلغه بأنهم معنيون بإنهاء هذه الأزمة بالضغط على أردوغان.

كما نسبت الصحيفة إلى ما قالت إنه مصدر رفيع بالسفارة الإسرائيلية في أنقرة أن الجيش التركي، أحد قلاع العلمانية الأتاتوركية، تسوده حالة من التذمر من نهج أردوغان تجاه إسرائيل، وأن قيادات عسكرية تركية بعثت برسائل سرية إلى القيادة السياسية تحذر من تدمير العلاقات الإستراتيجية مع إسرائيل.

ملفا الأرمن والأكراد

بموازاة تلك التحركات الدبلوماسية، بعثت منظمات يهودية في الولايات المتحدة رسائل حادة إلى أردوغان تحذره فيها من أن سياساته تجاه إسرائيل غير مقبولة.

ونقلت "هاآرتس" عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي أن هذه المنظمات هددت أردوغان بالعمل لدى الإدارة الأمريكية كي تعترف واشنطن بتعرض الأرمن للإبادة الجماعية على يد الجيش التركي.

أما الكاتب الإسرائيلي داني راشف فاعتبر في مقال له على موقع "أوميديا" الإخباري الإسرائيلي أمس أن "الرد المناسب على ما قام به أردوغان ضد الرئيس بيريز في دافوس، هو فضحه أمام العالم بالتركيز على ما يقوم به الجيش التركي ضد المتمردين الأكراد جنوبي البلد، حيث يستخدم جميع أنواع الأسلحة ضد المتمردين ودون هوادة".

ورأى راشف أن ما قام به أردوغان "يدلل على انتهاجه خطا عربيا وإسلاميا متشددا تجاه إسرائيل، بمحاولاته المستمرة اتخاذ أي مؤتمر أو تجمع دولي مناسبة لمهاجمة السياسات الإسرائيلية".

وشنت إسرائيل حربا على غزة يوم 27-12-2008، دامت 22 يوما، وأسقطت 1412 شهيداً و5450 جريحا نصفهم من النساء والأطفال.

وانتقد أردوغان إسرائيل بشدة، معتبرا أن هذه الحرب تمثل "صفعة" لما كانت تبذله تركيا من وساطة في مفاوضات السلام غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.

وتقيم أنقرة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب منذ عام 1949، حيث استبقت تركيا الكثير من دول العالم في الاعتراف بإسرائيل بعد عام واحد فقط من إعلان تأسيسها على أراضٍ فلسطينية محتلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق