الأحد، 8 فبراير 2009
أصغوا إلى الشعب الفلسطيني..الأكثرية مع المقاومة!....بقلم : ياسر ابو هلالة
لا تقاد الدول والجماعات باستطلاعات الرأي، وإلا غدت مراكز استطلاع الرأي هي مصدر السلطات. عندما قرر الإسرائيليون شن عدوانهم على غزة لم تجر استطلاعات رأي وإنما قرر قادة منتخبون ما يرون فيه مصلحة عامة وإن كان في ذلك خدمة لمصالحهم الانتخابية، وهو ما فعله بوش في حروبه، وأحياناً تعمل الاستطلاعات لصالح القرار الذي يحظى بالشعبية وأحياناً تعانده أن كان غير شعبي، ووظيفة القائد ليست دائماً الانقياد للرأي. العام أحياناً تكون قيادته على عكس رغباته. ونادراً ما تجري الدول الديمقراطية الاستفتاءات العامة على القضايا المصيرية. فالقرار يتخذ ممن فوض بالقيادة خلال فترة ولايته.
قبل أن تكون حماس صاحبة الأكثرية في المجلس التشريعي هي حركة مقاومة تستند على حق طبيعي كفلته الشرائع السماوية والأرضية. وهي كما حركات التحرر التي سبقتها في فلسطين والعالم كله لم تطلب إذنا من أحد لتقاوم. وربما لو أجري استطلاع للرأي قبل انطلاقة حماس في الانتفاضة الأولى 1987 وخير الناس بين رغد العمل لدى المحتل والتنعم بعائدات السوق الإسرائيلية وبين المواجهة مع المحتل لفضلت الأكثرية الدعة والراحة بانتظار تحقق "التوازن الإستراتيجي" مع العدو. وربما أيضاً لو خير الناس قبل انطلاقة فتح عام 1965 بين إلقاء الهم الفلسطيني على عاتق الدول العربية وعلى رأسها مصر بقيادة عبد الناصر المتحالف مع القوة العظمى الاتحاد السوفيتي ودول عدم الانحياز من جهة أو إلقائه على عاتق حركة ثورية ناشئة لاختاروا الأولى. لم يخير أحد في فلسطين كما لم يخير أحد في الجزائر أو فيتنام أو أفغانستان والعراق وغيرها.
كل ذلك مسبوق بـ"ربما"! فقد يختار الناس المواجهة ودفع كلفتها. وعندما انتخب الناس حماس كان برنامجها واضحاً لا لبس فيه؛ بناء حكومة مقاومة. وتم لها ذلك وتمكنت من مضاعفة قدراتها العسكرية وانتصرت في أشرس حرب مع "إسرائيل". لم أكن أضحك على نفسي قبل أن أذهب على غزة لأعتقد أن كل الناس تؤمن بانتصار حماس، ففي لبنان والعراق من قبل شاهدت كثيراً من الناس الذين لا طاقة لهم بكلفة الحرب. حتى الأميركيون رفضوا بوش لأنه كلفهم أرواح أكثر من 4 آلاف جندي في العراق وأفغانستان. لم أضحك على نفسي وشاهدت ما كان متوقعاً. فالانقسام الذي عبرت عنه الانتخابات قبلاً بين فتح وحماس موجود بعد الحرب. إلا أن المزاج العام الذي يؤخذ انطباعاً لا بدراسة علمية يؤشر على الانتصار والصمود والمقاومة.
في الاستطلاع الذي نفذه مركز القدس للإعلام والاتصال والذي يديره غسان الخطيب وهو زير سابق في السلطة الفلسطينية ومحسوب عليها خرج بنتائج مفاجئة لأكثر المتحمسين للمقاومة تقول النتائج:
يتضح من هذا الاستطلاع أن الحرب على غزة ساهمت في زيادة التأييد للعمل العسكري ضد "إسرائيل"، حيث ازدادت نسبة الذين يعتقدون أن الصورايخ المحلية الصنع تنفع الأهداف الوطنية الفلسطينية من (39.3%) في نيسان الماضي إلى (50.8%) في هذا الاستطلاع قابله انخفاض في نسبة الذين يرون أن الصواريخ المحلية تضر المصلحة الوطنية من (35.7%) في نيسان الماضي إلى (20.8%) في هذا الاستطلاع.
وفي ذات الوقت ارتفعت نسبة المؤيدين للعمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية كرد مناسب في الظروف السياسية الحالية، من (49.5%) في نيسان الماضي إلى (53.5%) في هذا الاستطلاع، وكذلك الحال بالنسبة لمؤيدي العمليات التفجيرية ضد المدنيين الإسرائيليين الذين ازدادت نسبتهم من (50.7%) إلى (55.4%) في ذات الفترة.
ووفق النتائج فإن استطلاع مركز القدس أظهر أيضاً أن الحرب رفعت نسبة المعارضين لمفاوضات السلام إلى (40.9%) في هذا الاستطلاع بعد أن كانت (34.7%) خلال استطلاع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
أظهر استطلاع أعده مركز القدس للإعلام والاتصال أن أكثرية (46.7%) ترى أن حماس هي الطرف المنتصر في الحرب مقابل (9.8%) قالوا إن "إسرائيل" هي المنتصرة فيما اعتبر (37.4%) أن الجانبين لم يحققا أية انتصارات.
اللافت للانتباه في هذا الاستطلاع الميداني المباشر، هو عدم الانسجام بين الرأي العام في الضفة والقطاع في غالبية القضايا التي تم سؤال المستطلعين عنها، فعلى سبيل المثال رأى (53.3%) في الضفة أن حماس هي التي انتصرت في الحرب الأخيرة مقابل نسبة أقل في غزة (35.2%) التي تسيطر عليها حماس قالت الشيء ذاته.
وأظهر الاستطلاع الذي شمل عينة من 1198 شخصاً، أن حرب غزة أدت إلى ارتفاع شعبية حركة حماس عموماً -وخصوصاً في الضفة-، وكذلك الحال بالنسبة لقياداتها وحكومتها في غزة مقابل انخفاض في تأييد فتح وقيادتها والحكومة في الضفة.
بالنسبة للثقة بالشخصيات القيادية، حيث ارتفعت نسبة الذين يثقون أكثر برئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية من (12.8%) في تشرين أول (أكتوبر) الماضي إلى (21.1%) في هذا الاستطلاع نظراً لتضاعف شعبيته في الضفة من (9.2%) إلى (18.5%)، وقابل ذلك انخفاض نسبة ثقة الرأي العام بالرئيس محمود عباس من (15.5%) في تشرين أول (أكتوبر) الماضي إلى (13.4%) في هذا الاستطلاع. في الوقت ذاته انخفضت نسبة الذين يرون أداء حكومة فياض أفضل من أداء حكومة هنية من (36%) في نيسان الماضي إلى (26.9%) في هذا الاستطلاع، مقابل ارتفاع نسبة الذين يرون أن أداء حكومة فياض أسوأ من حكومة هنية من (29.1%) إلى (40.7%).
ساهمت حرب غزة في ارتفاع شعبية عدد من القادة والدول التي اتخذت مواقف مناهضة ل"إسرائيل" والمنظمات التي لعبت دوراً إنسانياً، ويبدو أن أعلى نسبة رضى حصلت عليها تركيا (89.6%) ويليها فنزويلا (80.6%) ثم الصليب الأحمر (79.8%)، فوكالة الغوث (78.6%)، ثم قطر (68.3%) فحزب الله (66.9%)، فالإخوان المسلمين في مصر (57.6%)، وأخيرا إيران (55.9%).
في مقابل ذلك تدنت نسبة الرضى عن عدد من الدول فكانت الولايات المتحدة أقل الدول التي حظيت برضا المستطلعين (2.8%) يليها بريطانيا (10.4%).
حتى لو كانت الأكثرية ضد المقاومة فهذا لا يلغي خيار المقاومة، فأكثرية الأميركيين منذ سنين مع سحب القوات الأميركية من العراق، إلا أن بوش أكمل ولايته ولم يسحب القوات، ولم يحل الكونجرس إرضاء لرغبات الناخب. اليوم بكل وقاحة تحارب الإدارة الأميركية حكومة منتخبة، وبدلاً من أن يجري عباس انتخابات بعد انتهاء ولايته يصر على حل المجلس التشريعي قبل انتهاء ولايته.
هذا رأي العينة التي شملها الاستطلاع في الضفة وغزة، وهما تشكلان جزءاً من الشعب الفلسطيني، فقرار المقاومة ليس فقط لمن بقي في أرضه عام 1967 بل يشمل كل الشعب الفلسطيني في 48 والشتات، ولو أجري ذات الاستطلاع على عينة أوسع تشمل كل الشعب في الداخل والشتات لزادت نسبة من يؤيدون المقاومة.
وفوق ذلك فإن الصراع العربي الإسرائيلي يخص المنطقة كلها لا الشعب الفلسطيني وحده، ترى لو أن استطلاعاً أظهر أن أكثرية اللاجئين لا تريد العودة هل يلزم ذلك الدول المضيفة؟ مهم الإصغاء إلى الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة تماماً كما هو مهم الإصغاء إلى شعوب المنطقة. حتى لو كان صوتها مزعجاً لصناع القرار.
قبل أن تكون حماس صاحبة الأكثرية في المجلس التشريعي هي حركة مقاومة تستند على حق طبيعي كفلته الشرائع السماوية والأرضية. وهي كما حركات التحرر التي سبقتها في فلسطين والعالم كله لم تطلب إذنا من أحد لتقاوم. وربما لو أجري استطلاع للرأي قبل انطلاقة حماس في الانتفاضة الأولى 1987 وخير الناس بين رغد العمل لدى المحتل والتنعم بعائدات السوق الإسرائيلية وبين المواجهة مع المحتل لفضلت الأكثرية الدعة والراحة بانتظار تحقق "التوازن الإستراتيجي" مع العدو. وربما أيضاً لو خير الناس قبل انطلاقة فتح عام 1965 بين إلقاء الهم الفلسطيني على عاتق الدول العربية وعلى رأسها مصر بقيادة عبد الناصر المتحالف مع القوة العظمى الاتحاد السوفيتي ودول عدم الانحياز من جهة أو إلقائه على عاتق حركة ثورية ناشئة لاختاروا الأولى. لم يخير أحد في فلسطين كما لم يخير أحد في الجزائر أو فيتنام أو أفغانستان والعراق وغيرها.
كل ذلك مسبوق بـ"ربما"! فقد يختار الناس المواجهة ودفع كلفتها. وعندما انتخب الناس حماس كان برنامجها واضحاً لا لبس فيه؛ بناء حكومة مقاومة. وتم لها ذلك وتمكنت من مضاعفة قدراتها العسكرية وانتصرت في أشرس حرب مع "إسرائيل". لم أكن أضحك على نفسي قبل أن أذهب على غزة لأعتقد أن كل الناس تؤمن بانتصار حماس، ففي لبنان والعراق من قبل شاهدت كثيراً من الناس الذين لا طاقة لهم بكلفة الحرب. حتى الأميركيون رفضوا بوش لأنه كلفهم أرواح أكثر من 4 آلاف جندي في العراق وأفغانستان. لم أضحك على نفسي وشاهدت ما كان متوقعاً. فالانقسام الذي عبرت عنه الانتخابات قبلاً بين فتح وحماس موجود بعد الحرب. إلا أن المزاج العام الذي يؤخذ انطباعاً لا بدراسة علمية يؤشر على الانتصار والصمود والمقاومة.
في الاستطلاع الذي نفذه مركز القدس للإعلام والاتصال والذي يديره غسان الخطيب وهو زير سابق في السلطة الفلسطينية ومحسوب عليها خرج بنتائج مفاجئة لأكثر المتحمسين للمقاومة تقول النتائج:
يتضح من هذا الاستطلاع أن الحرب على غزة ساهمت في زيادة التأييد للعمل العسكري ضد "إسرائيل"، حيث ازدادت نسبة الذين يعتقدون أن الصورايخ المحلية الصنع تنفع الأهداف الوطنية الفلسطينية من (39.3%) في نيسان الماضي إلى (50.8%) في هذا الاستطلاع قابله انخفاض في نسبة الذين يرون أن الصواريخ المحلية تضر المصلحة الوطنية من (35.7%) في نيسان الماضي إلى (20.8%) في هذا الاستطلاع.
وفي ذات الوقت ارتفعت نسبة المؤيدين للعمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية كرد مناسب في الظروف السياسية الحالية، من (49.5%) في نيسان الماضي إلى (53.5%) في هذا الاستطلاع، وكذلك الحال بالنسبة لمؤيدي العمليات التفجيرية ضد المدنيين الإسرائيليين الذين ازدادت نسبتهم من (50.7%) إلى (55.4%) في ذات الفترة.
ووفق النتائج فإن استطلاع مركز القدس أظهر أيضاً أن الحرب رفعت نسبة المعارضين لمفاوضات السلام إلى (40.9%) في هذا الاستطلاع بعد أن كانت (34.7%) خلال استطلاع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
أظهر استطلاع أعده مركز القدس للإعلام والاتصال أن أكثرية (46.7%) ترى أن حماس هي الطرف المنتصر في الحرب مقابل (9.8%) قالوا إن "إسرائيل" هي المنتصرة فيما اعتبر (37.4%) أن الجانبين لم يحققا أية انتصارات.
اللافت للانتباه في هذا الاستطلاع الميداني المباشر، هو عدم الانسجام بين الرأي العام في الضفة والقطاع في غالبية القضايا التي تم سؤال المستطلعين عنها، فعلى سبيل المثال رأى (53.3%) في الضفة أن حماس هي التي انتصرت في الحرب الأخيرة مقابل نسبة أقل في غزة (35.2%) التي تسيطر عليها حماس قالت الشيء ذاته.
وأظهر الاستطلاع الذي شمل عينة من 1198 شخصاً، أن حرب غزة أدت إلى ارتفاع شعبية حركة حماس عموماً -وخصوصاً في الضفة-، وكذلك الحال بالنسبة لقياداتها وحكومتها في غزة مقابل انخفاض في تأييد فتح وقيادتها والحكومة في الضفة.
بالنسبة للثقة بالشخصيات القيادية، حيث ارتفعت نسبة الذين يثقون أكثر برئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية من (12.8%) في تشرين أول (أكتوبر) الماضي إلى (21.1%) في هذا الاستطلاع نظراً لتضاعف شعبيته في الضفة من (9.2%) إلى (18.5%)، وقابل ذلك انخفاض نسبة ثقة الرأي العام بالرئيس محمود عباس من (15.5%) في تشرين أول (أكتوبر) الماضي إلى (13.4%) في هذا الاستطلاع. في الوقت ذاته انخفضت نسبة الذين يرون أداء حكومة فياض أفضل من أداء حكومة هنية من (36%) في نيسان الماضي إلى (26.9%) في هذا الاستطلاع، مقابل ارتفاع نسبة الذين يرون أن أداء حكومة فياض أسوأ من حكومة هنية من (29.1%) إلى (40.7%).
ساهمت حرب غزة في ارتفاع شعبية عدد من القادة والدول التي اتخذت مواقف مناهضة ل"إسرائيل" والمنظمات التي لعبت دوراً إنسانياً، ويبدو أن أعلى نسبة رضى حصلت عليها تركيا (89.6%) ويليها فنزويلا (80.6%) ثم الصليب الأحمر (79.8%)، فوكالة الغوث (78.6%)، ثم قطر (68.3%) فحزب الله (66.9%)، فالإخوان المسلمين في مصر (57.6%)، وأخيرا إيران (55.9%).
في مقابل ذلك تدنت نسبة الرضى عن عدد من الدول فكانت الولايات المتحدة أقل الدول التي حظيت برضا المستطلعين (2.8%) يليها بريطانيا (10.4%).
حتى لو كانت الأكثرية ضد المقاومة فهذا لا يلغي خيار المقاومة، فأكثرية الأميركيين منذ سنين مع سحب القوات الأميركية من العراق، إلا أن بوش أكمل ولايته ولم يسحب القوات، ولم يحل الكونجرس إرضاء لرغبات الناخب. اليوم بكل وقاحة تحارب الإدارة الأميركية حكومة منتخبة، وبدلاً من أن يجري عباس انتخابات بعد انتهاء ولايته يصر على حل المجلس التشريعي قبل انتهاء ولايته.
هذا رأي العينة التي شملها الاستطلاع في الضفة وغزة، وهما تشكلان جزءاً من الشعب الفلسطيني، فقرار المقاومة ليس فقط لمن بقي في أرضه عام 1967 بل يشمل كل الشعب الفلسطيني في 48 والشتات، ولو أجري ذات الاستطلاع على عينة أوسع تشمل كل الشعب في الداخل والشتات لزادت نسبة من يؤيدون المقاومة.
وفوق ذلك فإن الصراع العربي الإسرائيلي يخص المنطقة كلها لا الشعب الفلسطيني وحده، ترى لو أن استطلاعاً أظهر أن أكثرية اللاجئين لا تريد العودة هل يلزم ذلك الدول المضيفة؟ مهم الإصغاء إلى الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة تماماً كما هو مهم الإصغاء إلى شعوب المنطقة. حتى لو كان صوتها مزعجاً لصناع القرار.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق