وقال المصدر إن السفارة الفرنسية في تل أبيب " كلفت أحد مراكز الأبحاث واستطلاعات الرأي الإسرائيلية المحترفة والموثوقة بإجراء دراسة استطلاعية لموقف الرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية خلال الحرب لمعرفة توجهات الشارع الفلسطيني إزاء حماس وسلطة محمود عباس " . وبحسب المصدر ، فإن الدراسة " أجريت على مرحلتين ، في الأسبوع الثاني من الحرب وبعد وقف إطلاق النار ، وكانت خلاصتها العامة أن شعبية الحركة ازدادت حتى في الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح ، بينما لم تستطع تسجيل إدانات ملموسة لها أو تحميلها مسؤولية الحرب في قطاع غزة " . وقال المصدر إن السفارة " هي التي أوصت بفتح نافذة حوار مع حماس بالنظر لأنها رقم صعب في المعادلة الفلسطينية لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات ، وأن استمرار تجاهلها سيزيد من ارتمائها في أحضان طهران " . وقال المصدر إن تقرير السفارة " الذي وضع استنادا إلى دراسة مركز الأبحاث الإسرائيلي أكد على أن فرنسا ستقع في خطأ كبير إذا ما تصرفت بعد الحرب كما كانت تتصرف قبلها "، وأن " استئناف المفاوضات بين سلطة محمود عباس وإسرائيل أصبح الآن غير ممكن بالطريقة التي كان عليها قبل الحرب " ، وأن عباس " بدا في نظر الأغلبية الساحقة من الشارع الفلسطيني ، حتى في أوساط حركة فتح نفسها ، هشا وضعيفا وغير جدير بتحمل المسؤولية ويقف على ساقين إحداهما عربية سعودية ـ مصرية وأخرى أوربية ، ولولاهما لكان انهار ، بالنظر لأن ساقه المحلية أضعف من قصبة " .
وكشفت مصادر اوروبية مطلعة لـ (المنــار) أنه منذ انتهاء الحرب على قطاع غزة بدأ حراك اوروبي من أجل تغيير السياسة الدولية باتجاه حركة حماس، وهذه الحرب أوصلت اوروبا الى نتيجة وقناعة بأن هناك ضرورة لتغيير طريقة التعامل مع حكومة حماس في غزة والبحث عن الوسائل والطرق الممكنة لانجاح هذا الهدف. وهذا لا يعني تجاهل السلطة الفلسطينية ، لكنه في نفس الوقت لا يجوز ومن غير المفيد البقاء في الخيال، كما تقول المصادر، وتجاهل حقيقة سيطرة حماس على الجزء الآخر من المناطق الفلسطينية "غزة".
وأكدت المصادر لـ (المنــار) أن هناك الكثير من العروض التي تسلمتها حركة حماس من جانب الدول الاوروبية وأهمها اقتراحان.
الأول ، تم تقديمه الى حماس بعد يومين من انتهاء الحرب على غزة، وتم التشاور بشأنه مع دول عربية، وقام مبعوثون اوروبيون بتسليمه الى قيادة الحركة في دمشق ، الا أن الحركة تحفظت عليه، لكن، لم تكن راغبة برفضه بشكل قاطع ونهائي لرغبتها في ابقاء النافذة مفتوحة أمام المزيد من المبادرات والاقتراحات الاوروبية لتحقيق الاعتراف الدولي والتعامل الامريكي والاستعداد الاسرائيلي للتعاطي مع حركة حماس. وأشارت المصادر الى أن الاوروبيين واصلوا بلورة المبادرات والاقتراحات، وحسب المصادر فان آخر هذه المبادرات جاءت مشتركة من دولتين اوروبيتين، احداهما فرنسا والثانية تربطها علاقة وثيقة مع سوريا والمبادرة المشتركة اعتبرها البعض بعد ان اطلع عليها عربيا واوروبيا واقعية وأن في جوانبها الكثير من الفرص المعروضة على الحركة.
ونقل مسؤول اوروبي رفيع المستوى لـ (المنــار) ان رزمة الاغراءات في هذه المبادرة لا تختلف عن رزمة الاغراءات في المبادرة السابقة غداة وقف الحرب على غزة، الا ان المدخل للحصول على هذه الرزمة مريح اكثر من المبادرة السابقة، وفي نفس الوقت المبادرة ليست مجانية بل هناك اثمان معقولة ستضطر حماس لدفعها، وأن هذه المبادرة تحتاج من حركة حماس الى تخصيص بعض الوقت لمناقشتها وتحليلها ودراستها وعدم القائها جانبا.
واضاف المسؤول الأوروبي لـ (المنـــار) أن مفتاح هذه الرزمة يقوم بالاساس على اعلان حماس وبشكل علني وعلى لسان قيادتها الاعتراف بالمبادرة العربية للسلام ودعمها بكامل بنودها، دون اية تحفظات، وأن تعلن الحركة عن رغبتها ان تكون جزءا من التحرك السياسي لتحقيق السلام وصولا الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل.
وقال المسؤول الاوروبي لـ (المنـــار) ان مفتاح ومدخل رزمة الاغراءات الاوروبية تمنح الحركة الكثير من الامور والمطالب التي كانت تبحث عنها طوال السنوات الماضية وما زالت تحاول الوصول اليها وتحقيقها، وحسب المسؤول الاوروبي فان وزير خارجية دولة اوروبية اجرى اتصال هاتفي مطول مع مشعل، وأن الدوليتن اللتين تقودان التحرك الاوروبي تحاولان حشد التأييد اولا من دول الاتحاد الاوروبي ومن الدول العربية المعتدلة وغير المعتدلة من اجل امتلاك الرافعة المناسبة للضغط على حركة حماس لقبولها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق