كما ان الجندي جلعاد شاليط, الاسير لدى المقاومة ما زال بالاسر ولم يتم تحريره, بل أن المعلومات الواردة من داخل الكيان الصهيوني الارهابي تقول بأن الوزراء الذين كانوا يمانعون الانصياع لشروط المقاومة قد بدأوا بتغيير مواقفهم لصالح هذه الشروط.
الانسحاب تم من غزة بناء للمدة التي حددتها المقاومة وبسابقة لم يشبهها شيء سوى الانسحاب السريع من لبنان بعد حرب تموز المنتصرة, دون اية مفاوضات سياسية أو اية شروط ما على المقاومة وبعكس ما تعودت اسرائيل عليه من التلكؤ والمماطلة للحصول على مكاسب سياسية او جغرافية كما فعلت وتفعل مع الدول العربية واثناء مفاوضاتها معها أو مع السلطة الفلسطينية. ولجأت الى معاهدات دولية, تتحدث عن منع التهريب تعويضا لها عن عدم الحصول على اية تنازل او تعهد من المقاومة, لعل ذلك يعوضها امام الرأي العام لديها لتخفي فشلها الزريع.
لقد اصبح من الواضح, من خلال المعلومات التي توفرت للاحداث والحوارات التي جرت قبل شن الحرب, و الى ما جرى اثناء الحرب وما يجري بعدها ما يلي:.
- لقد سبق شن الحرب اقفال للمعابر, بما فيها معبر رفح المشترك مع مصر, وجرى التهديد بتدمير المقاومة وتلقينها درسا قويا, وهي تهديدات جاءت من قبل العدو ومن قبل المسؤولين المصريين في الغرف المغلقة وفي التصريحات العلنية,”فلقد سبق وحذرنا ولكن أحد لم يسمع لنا”, كما قال وزير الخارجية المصري , ابو الغيط, والتحذير كان يأتي دائما بنصائح من نوع تقديم التنازلات للعدو ولمحمود عباس, والا فالدمار بانتظار المقاومة.
- لقد سبق هذه الحرب , اكبر عملية تمويه وتعمية, هدفت للمباغتة والاستفادة من المفاجأة المطلقة من أجل تحقيق أكبر عدد من الخسائر في صفوف المقاومة. فقام رئيس وزراء العدو بزيارة لتركيا وتحدث مع رجب طيب اردوغان عن اهمية دفع عملية السلام مع سوريا, وعندما جاء الحديث عن غزة, رد رئيس وزراء العدو بانه لا نية لضرب غزة, في حين أن القرار, كما تبين لاحقا, كان قد أتخذ. وقد اعلن أن رئيس الجبهة الجنوبية قد ذهب بعطلة عائلية, كذلك للتعمية عن امكانية شن الضربة في هذه الفترة. اشترك وزير الدفاع في عملية التمويه , فأعلن ضرورة تخفيف الضغط عن القطاع, بعد ساعات من اعلان ليفني في القاهرة, أنه آن الاوان لتغيير الاوضاع في غزة, وعند الاستفسار عن معاني هذه التصريحات من قبل قيادة المقاومة من الطرف المصري, اجيبت بأنها مجرد تصريحات انتخابية, وان ما جرى في الغرف المغلقة هو شيء آخر. وهكذا تورطت السلطات المصرية في عملية التعمية والتمويه على العملية. وقد شن العدو هجومه يوم السبت وهو يوم العطلة عند الطائفة اليهودية, في ساعة الذروة, اي عند الظهر, ظنا منه أنه سيحصد العدد الاكبر من قيادات المقاومة وجسمها المقاوم.
فشلت خطة التعمية والتمويه في تحقيق اغراضها وبقي الجسم المقاوم سالما, وذهبت جهود التعمية على الضربة الاولى هباء الرياح. فكان الانتقال الى الخطوة التالية وهي استخدام قوة الدمار الشامل وباسلحة استعراضية سنتحدث عنها لاحقا, وضرب المدنيين بالاساس, بهدف ضرب معنوياتهم وردعهم عن مواقفهم السابقة المتجلية في دعم المقاومة , ان كان من خلال صناديق الاقتراع كما حصل سابقا, أو كما حصل لاحقا من خلال المهرجان الجماهيري الذي حشدت له الجماهير حشدا مشهودا في ذكرى تأسيس حركة حماس, وذلك اياما معدودات قبل شن الهجوم. وفشلت هذه الخطة ايضا ولم نشاهد, لا تظاهرات ضد المقاومة, ولا تظاهرات تطالب بوقف اطلاق النار, من منطلق رفض المقاومة ايضا, والاهم انه لم نشاهد مجموعات من المواطنين مثلا تسعى للجوء الى مصر عبر معبر رفح, بل شاهدنا العكس, وهو سعي البعض من الفلسطينيين للعودة الى غزة اثناء القصف الهمجي. والجميع كان قد شاهد قبل ذلك, أن جماهير غزة كانت قد اسقطت معبر رفح وفتحته بالقوة ودخلت الى سيناء عندما ارادت ان تعلن رفضها لهذا الاغلاق, وسعت للتسوق في اسواق رفح المصرية والعريش, ثم عادت الى غزة, وهي كانت من اولى بشائر الصمود, حيث لم يحاول احد البقاء في سناء هربا من الحصار المفروض.
ومع فشل العدو في تحقيق اهدافه من خلال الخطوات التي ذكرناها. تقدم الى خطوات عسكرية توحي وكأنه يريد التقدم لاحتلال غزة من أجل ضرب المقاومة, فكانت حرب المحاور التي لم يستطع أن يثبت تفوقه فيها لان المقاومة كانت له بالمرصاد وأوقعت به الخسائر كلما تقدم.
فشلت الخطوات العسكرية والحملة الهمجية وعندها اصبحت اسرائيل مجبرة على وقف اطلاق النار من طرف واحد كما اعلنت. وهكذا فالنصر كان حليف المقاومة والفشل من نصيب العدو.
فاستعمال الاسلحة المتقدمة بالحروب عادة ما يكون لتدمير اسلحة متقدمة, أو منظومات معينة, او لوقف تقدم العدو, او تدمير تحصيناته, اما المدنيين , وهم من كان مقصودا بهذا القتل فليس هناك حاجة لتطوير سلاح كهذا لقتلهم, لان اي سلاح متعارف عليه كفيل بقتلهم, كما حصل في قانا واخواتها, ومجازر اخرى ارتكبها العدو على مر تاريخه, وارتكبها حلفاؤه في حروبهم الاستعمارية الاخرى. الهدف اذا هو الترويع والاخافة وبث الرعب, كذلك هي اهداف التدمير الكبير للمساجد والمباني الآهلة بالسكان تحت زرائع واهية.
هذا يعيدنا الى نظرية ” الضاحية” بالتأكيد , التي وعدنا العدو بها بعد فشله في حرب تموز, ولعدم استطاعته اسكات صواريخ المقاومة, وفشله بالتقدم والاحتلال, وفشله في ضرب البنية التحتية للمقاومة, وتدمير دباباته, وفشل منظوماته الامنية والاستخباراتية, وفشله بالتنسيق بين الاسلحة المختلفة, وهي كلها من نقاط تقرير فينوغراد وسجلت بناء على شهادات مسؤولي العدو السياسيين وضباطه العسكريين.
توصيات تقرير فينوغراد اوصت بمعالجة كل هذه الاخطاء, واوصت بضرورة اعادة الهيبة للردع الاسرائيلي التي تضررت وسقطت. ولكن متابعة العدو لاستعدادات المقاومة التي اعادت بناء قوتها من جديد وعلى أفضل واقوى مما كانت عليه قبل حرب تموز, اجبرت قادة العدو على التفكير بنوع آخر من الحروب, ليس له علاقة بالمواجهة بين القوات المسلحة للاطراف المتحاربة بقدر ما له علاقة باخذ المدنيين رهينة في اية حرب, وجعل التدمير للمباني المدنية والبنية التحتية وقتل العدد الاكبر من المدنيين وارعابهم هي الاستراتيجية الجديدة لحروبه.
فالنظرية تقول: ما لم يفعله ردع ضرب المدنيين والبنى التحتية لتأليبهم على المقاومة, يفعله المزيد من ضرب المدنيين والبنى التحتية والترويع, لعلهم ينقلبون على المقاومة. ولذلك كان لابد من أسلحة جديدة, ورعب جديد, وجرائم بلا عقاب مدعومة من ما يسمى المجتمع الدولي وبتواطؤ منه, وهذا التواطؤ هو جزء من الردع الاسرائيلي,” انا أقتل بلا حساب,والعالم لا يحاسبني بل يدعمني, فانتبهوا”.
من هنا خرج علينا العدو, خلافا لتقرير فينوغراد الذي اوصى بمزيد من التدريب, والمزيد من التنسيق بين القوات والاسلحة, ورفع الكفاءة القتالية الخ… خرج علينا بنظرية الضاحية, التي شاهدناها في غزة. فلم يكن هناك كفاءة اضافية لقوات العدو , ولا مناورات ملفتة للنظر ولا تخطيط عال, اللهم الا عملية التعمية والتمويه على النية بشن الهجوم لتأمين عامل المفاجاة, والتي شارك فيها بعض العرب للاسف, ومحاصرة الاعلام الدولي والمحلي والسيطرة على الصورة والمعلومة, لكي يحتفظ بسلاح الحرب النفسية بيده الى ابعد الحدود. كما انه هرب من مسألة تحديد اهداف الحرب بشكل واضح وتركها لتصريحات متباينة وهلامية, لأنه كان يدرك ان التزامه باهداف ما , وهو لا يعرف ما اذا كان سيحققها أم لا, سيجعل عدم تحقيقها خسارة له. وبقي فقط مقولة ضرب الصواريخ والافراج عن الجندي الاسير وهما ايضا هدفان لم يتحققا.
ما حصل عليه العدو هو قوة تدميرية للمدنيين في مبانيهم وحياتهم, انها نظرية الضاحية, هي ايضا فشلت, لانها في لبنان رفعت شعار,”فدا المقاومة” وفي غزة رفعت شعار ” فدا فلسطين” وفي كلا الحالتين يثبت شعبنا بأنه أقوى بإيمانه من قوة العدو واسلحته الفتاكة.
المعارك السياسية تمظهرت في فشل ذريع للنظام الرسمي العربي, مما يؤكد ويثبت نظريات المقاومة المرتكزة اساسا على العمل الشعبي. فقد فشل النظام الرسمي في عقد قمة لمجرد بحث قضية الحرب. وعندما عقدت القمم عقدت عدة قمم كرست الانقسام, وعندما عقدت قمة واحدة لم تكن موحدة بل بلا معنى ولا رائحة وخرج عنها بيان لا يؤسس لشىء.
ان هذا يؤسس للمزيد من التنسيق بين القوى المقاومة في الساحات المختلفة ويؤكد ان ”قمم القوى الجهادية” اهم من قمم القوى النظامية الرسمية.
كما ان المعارك السياسية التي اثبتت, اكثر من المعارك العسكرية, مدى التماهي بين العدو وبين بعض القوى العربية المتحالفة معه في هذه المعركة وفي معارك قد تأتي في المستقبل. وقد تمظهر المعنى العملي لاتفاقية كامب ديفيد ومدى البعد الاستراتيجي لها, الذي وضع مصر ودول تسير في مسار الجهود والمخططات الامريكية في المنطقة, في قلب المشاريع الامريكية والاستراتيجية الامريكية للمنطقة, وهو ما عبر عنه وزير الخارجية المصري, ابو الغيط أفضل تعليق, عندما اتهم ايران بانها تريد اعادة مصر الى زمن الصدام المسلح مع العدو في حين ان مصر قد اتخذت قرارها بالصلح مع اسرائيل. والمعلوم ان اتفاقية كامب ديفيد تمنع على مصر, حتى مجرد التحريض الاعلامي على اسرائيل. فكيف بتأييد عمل عنفي ضدها أو فتح المعبر امام شعب يقاوم وقوى مقاومة ضد هذا العدو؟؟
لقد اظهرت المعارك السياسية أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تتخلى عن واجباتها’ بل تتواطأ مع العدو احيانا, ولو على حساب موظفيها ومدارسها ومخازنها, فتقضي على ادوارها وعلى جوهر ضرورة وجودها. لذا فالمعارك السياسية تظهر الى اي مدى هوت هذه المنظمات في الحضيض وكم هي متخلية عن واجباتها ومنحرفة عن مهماتها.
ان الحديث الدولي عن منع التهريب للسلاح, وسعي بعض الدول للمشاركة العسكرية والفنية لمنع هذا التهريب , وهو الامداد الضروري للمقاومة لكي تدافع عن اهلها, لهو اكبر دليل على ان هذه القوى لا تعترف بحق هذا الشعب بالدفاع عن نفسه , ولا لمقاومته حق التمكن بالتسلح للدفاع عن شعبها. وهو موقف ضمني بالعنصرية والانحياز للعدو. وقلب الحقائق لا بمساواة الضحية بالجلاد, بل بتحويل الجلاد الى ضحية والضحية الى جلاد. وهنا اهمية الحديث العلني والجريء عن حقنا بالتسلح وحق المقاومة به ورفض اية مقررات وترتيبات لمنع هذا التسلح.
من المعارك السياسية تأتي معركة الوحدة الوطنية الفلسطينية, وهي ضرورية بالبديهة ولا يرفض احد مبدأ الوحدة الوطنية, ولكن شرطها الاول أن تكون وطنية. بمعنى ان تكون بين قوى غير مرهونة للعدو, مستقلة الارادة عن قوى الضغط و خاصة المعادية للقضية وللشعب ولمقاومته, فكيف اذا كان المطلوب الاتحاد مع مجموعة سياسية قد ابرمت اتفاقيات امنية مع العدو, تتعهد فيها بمنع اعمال المقاومة ضده, والتعاون معه في المجال الاستخباراتي والقمعي لضرب هذه المقاومة؟؟. كيف يكون العمل الوطني ان لم يكن اساسه احترام ارادة الشعب الذي هو عماد الوطن, فهل يجوز الاتحاد مع من استهان , بل انصاع لارادة الاعداء وأعد الخطط معه, واستضاف ونسق مع مسؤوليه العسكريين , من اجل ضرب القوى التي فازت بالانتخابات الشعبية ؟؟
ومن المعارك السياسية معركة الرأي العام العالمي الذي بدا ينظر الى كيان العدو على انه مهدد للسلم العالمي وأنه كيان عدواني يتخطى القوانين الدولية ويرتكب جرائم حرب ولذلك فان معركة الحديث عن ضرورة انهاء هكذا كيان بناء لما تقدم وليس من منظور ابادة الشعب, تصبح معركة واقعية ومطلوبه من اجل خوض المعركة الفاصلة من خلال نزع المشورعية عنه, كمحتل وكغاصب وكقاتل ومجرم وارهابي وعنصري في نفس الوقت.
ومن المعارك السياسية ايضا سؤال النظام المصري, علنا وليشهد الشعب العربي على ذلك: هل ستشارك انت بعملية منع وصول الاسلحة للمقاومة لضمان تفوق العدو ومنع تسلح الفلسطينيين؟ واذا اجاب بالايجاب كما نتوقع, فان هذا يسقط عنه صفة الحيادية ويضعه في خانة الانحياز للعدو. لان هناك فرق بين المساعدة على التسلح, وهذا ما لا قدرة له عليه, وبين عدم التدخل في اية جهود ومنظومات وبرامج امنية تحول دون التسلح, وبين التدخل في المنظومات والمشاركة فيها, وهو موقف محايد, و العمل على منع تسليح المقاومة وهو موقف معادي يخدم العدو. كما أن موقف العداء هذا يخرج مصر من موقع الوسيط والمحاور المحايد.
ان المعارك السياسية هي الفرصة المناسبة لاعادة ترتيب المفاهيم و ترتيب الاسس الوطنية للخطاب الفلسطيني, وللتاسيس لمفاهيم العمل الشعبي الجماهيري الذي اثبت فعاليته امام فشل, بل وتواطؤ, النظام العربي الرسمي احيانا و في أكثر الاحيان.
- أن العدو في كلا الحالتين لم يستطع ولم يعد باستطاعته احتلال ارضا عربية. اما بسبب المقاومة الضارية اثناء الحرب والتي ترد قواته, واما بسبب خوفه من الوقوع في مستنقع المقاومة ان هو احتل ارضا, لان المقاومة اصبحت من سمات هذه المنطقة. وقد انسحب من جنوب لبنان بناء لهذه القاعدة, ومن غزة ايضا بناء لهذه القاعدة.
- ان العدو ومن خلال الحرب وقوة النيران لم يستطع, وفي كلا الحالتين, ان يفرض شروطا سياسية على المقاومة, تؤدي الى استسلامها, او الحد من قدرتها على الحركة في المستقبل, بل ومن خلال اعترافاته في لبنان, ان المقاومة قد زادت من امكانياتها وقدراتها. وفي فلسطين اليوم هو يحاول التركيز على منع التهريب لانه يعلم انها ستزيد من امكانياتها وستستفيد من تجاربها لتطوير ادائها. وبالتالي استمرار الصراع وتحقيق المزيد من الانتصارات عليه.
-أن العدو سلم بفشله العسكري من خلال القتال العسكري مع القوى المتفانية والمستبسلة, فلجأ الى قوة الدمار وضرب المدنيين, وهي مناورة نجحت في صربيا مع الناتو, ولكنها فشلت في فيتنام مع الولايات المتحدة, التي ما أن استوحشت في القصف على هانوي العاصمة والمدن الاخرى الفييتنامية, كتسليما بخسارة حربها العسكرية امام المقاومة الفيتنامية, حتى خسرت حربها في فيتنام. والفرق بين صرب البلقان , ذوي الحس القومي العالي, ولكن القدرة على التضحية المتدنية, والشعب الفيتنامي الذي كان يشعر بعدالة قضيته واستعد للتضحيات الجسام, هو ما جعل النصر الفيتنامي حقيقة والهزيمة الصربية حتمية.
فالعدو اذا وصل الى الحائط المسدود والنتائج التالية, خاصة اذا ما سحبنا الاسماء للتنظيمات المختلفة, وتخطينا اتفاقية سايكس بيكو ونظرنا الى خريطة الصراع على انه كل متكامل لوجدنا التالي:
- ان العدو كان يحتل ما يريد ومتى يريد, فاصبح عاجزا عن ذلك الآن ولم يعد باستطاعته التهديد باحتلال اي ارض عربية.
- ان العدو اجبر على الانسحاب من اراضي كان قد احتلها تحت ضغط المقاومة, فهو اذا غير قادر في البقاء في الاراضي التي احتلها وهو يستمر في التراجع امام هذه الظاهرة وامام هكذا احتمال .
- ان العدو فشل ويفشل في فرض ارادته السياسية تحت قوة النيران لفرض معادلات سياسية وشروط على قوى المقاومة.
- ان قوى المقاومة تحاصره على عدة جبهات: فهناك جبهة شمالية قوية جدا, وباعترافه, تشكل قوة ردعية امام اي تقدم, وتشكل قوة تدميرية تصيب كل مساحة كيانه. وفي الجنوب قوة صامدة تمنعه من تحقيق اهدافه لا في التوسع ولا في فرض الارادة السياسية, كما أن غربه يحتوي قوة مقاومة كامنة قابلة للتفعيل بمجرد اكتمال استعداداتها وهي تغطي رقعة واسعة من فلسطين الطبيعية, قريبة جدا من مدن الكيان الرئيسية.في مدى النيران وفي الكثافة السكانية. كما أن العدو يعاني من كثافة سكانية معادية عالية في شمال كيانه, تعدادها مليون ونصف مليون عربي, هم معادون لكيانه ويشكلون نسيجا وطنيا متكاملا مع القوى الوطنية الفلسطينية المقاومة ولو بوتيرات مختلفة.كما نه محاصر بجيهة الضفة الغربية المقاومة, ول بوتيرة اقل من الجبهات الاخرى, وهي مستعدة للتفعيل مع تغير بعض الظروف.
ان هذه الوضعية الاستراتيجية التي ليست بصالح العدو بتاتا هي التي تفسر استنجاده بالقوى الدولية طلبا منها للتدخل لمنع التسلح, لانه يعرف ان الخطر اصبح يتخطى امكانياته الذاتية. وهو يحلم بتطوير هذا التعاون الذي قد يبدأ بمنع التهريب ليصل الى مرحلة ا لمشاركة الفعلية بالدفاع عن كيانه.
اليوم يستحق جيش الكيان الصهيوني اسم ”جيش الدفاع” فعليا مع ما وصل اليه من فعالية اسقطت عنه قدرة الردع الاقليمية وقوة رسم الخرائط السياسية بالتوسع لتضعه في موقف الدفاع وحده. والدفاع لا يعني عدم شن الهجمات ولكنها حتما لن تكون الا في موقع الدفاع عن الكيان, لا في معرض توسعة الكيان ولا في معرض فرض الارادة على المحيط ولا في معرض الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للحلفاء الدوليين خارج الكيان.
كيان العدو وحفظ وجوده هي المهمة الاولى الملقاة على عاتق جيش الكيان, وجيوش حلفائه, في هذه اللحظة التاريخية, ولذلك لا نتوقع ان يقوم العدو بعد هذه التجارب باية حرب هجومية على اي من الجبهات, بل ان كل حروبه ستكون دفاعية بامتياز وبأهداف دفاعية واضحة.
حتى هذه الحروب لن يجرؤ العدو على البدء بها دون ضمانات دولية واقليمية تؤمن له النصر, لذلك فان الحرب القادمة يجب ان تكون بدفع من قوى المقاومة التي ما ان تتم استعداداتها حتى تلجأ الى تقديم ”الذريعة” له لشن الحرب. نعم تقديم ”الذريعة” التي تدفعه لشن الحرب في الوقت والزمان اللذان تحددهما المقاومة, ان لم يستجب ”للذريعة\” ويشن الحرب, علينا أن نعطيه ”ذريعة” أخرى لشن الحرب وهكذا حتى يشنها وتكون هي الحرب الاخيرة له ولكيانه تؤسس لنهايته.
ارادوا انهاء سيطرة حماس على قطاع غزة وادارتها الثورية النظيفة المناقضة للنموذج السيء للسلطة الفلسطينية التي ظهر تواطؤها اثناء هذه الحرب وكأنها كانت تنتظر هزيمة المقاومة لترثها وتعود الى قيادة الشعب الفلسطيني نحو مزيد من التنازلات. ولكنهم فشلوا فها هي قيادة رام الله اقرب منها الى دمى من امثال قرضاي الافغاني وسعد حداد وانطوان لحد والمارشال بيتان وغيرهم منها الى قيادة شعب حر تمثل قيادة حرة.
ان العدو اراد للحرب ان تكون تدميرية,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق