الأربعاء، 11 فبراير 2009

أربعة سيناريوهات لتشكيلة حكومة إسرائيل الجديدة

لا خلاف بين المعلقين في إسرائيل على أن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الليلة الماضية ستكون بالغة التعقيد، بالنظر إلى أنها لا تعطي لأي طرف أفضلية كبيرة. وبوجه عام، يمنح القانون الإسرائيلي الحق لرئيس الدولة شيمون بيريز الذي كان منتميا إلى حزب كاديما بزعامة تسيبي ليفني بتكليف النائب الذي يعتقد أن لديه القدرة على تشكيل الحكومة.
وبحسب المراقبين، سيأخذ بيريز الذي يتمتع بالقدرة على المناورة في الاعتبار حقيقتين، هما: أن حزب كاديما حصل على أكبر عدد من المقاعد (28 مقعدا)، لكن في المقابل لابد أن يراعي حصول الأحزاب اليمينية مجتمعة على 65 مقعدا من إجمالي مقاعد البرلمان (الكنيست) البالغة 120، أي أكثر من نصف عدد نواب الكنيست. وهذا يعني من الناحية النظرية أن الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو هو صاحب الاحتمال الأكبر في تشكيل الحكومة، إذ إنه من شبه المؤكد أن الأحزاب الدينية العلمانية والدينية ستوصي بيريز بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة.
وفيما يلي سيناريوهات تشكيل الحكومة القادمة في إسرائيل حسب نتائج الانتخابات:
1- حكومة يمينية متطرفة بزعامة نتنياهو ممثلة بـ65 نائبا: من ناحية نظرية بإمكان نتنياهو ببساطة تشكيل حكومة يمينية تضم بالإضافة إلى الليكود (27 مقعدا)، وحزب "إسرائيل بيتنا"، بزعامة أفيجدور ليبرمان (15 مقعدا)، وحركة شاس (11 مقعدا)، وحزب "يهدوت هتوراة" الأرثوذكسي الإشكنازي (5 مقاعد)، وحزب الاتحاد الوطني (4 مقاعد) وحزب البيت اليهودي (3 مقاعد)، وهو ما يعني أن هذا الائتلاف الذي يضم 65 مقعدا سيحظى بتأييد البرلمان (الكنيست).
وميزة هذا الائتلاف أنه متجانس من ناحية أيدلوجية، فضلا عن أن نتنياهو سيكون بإمكانه توزيع الحقائب بشكل مريح، لاسيما الحقائب الكبرى، لكن هناك احتمال ضئيل أن يلجأ نتنياهو إلى هذا السيناريو على اعتبار أن هذا الائتلاف سيدفعه للتصادم مع الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة باراك أوباما، وسيقلص من قدرته على المناورة سياسيّا في العالم، في وقت يدرك نتنياهو أن إسرائيل تحتاج فيه إلى دعم الإدارة الأمريكية.
2- حكومة ممثلة بـ71 نائبا بمشاركة الليكود وإسرائيل بيتنا وحزب العمل (13 مقعدا): وتضم أيضا حركة شاس و" يهدوت هتوراة "، لكن بدون حزبي "البيت اليهودي" و"الاتحاد الوطني"، وميزة هذا الائتلاف بالنسبة لنتانياهو أنه يكسر حدة الطابع اليميني للحكومة؛ حيث يشارك فيه حزب العمل اليساري مما يسهل تسويق هذه الحكومة في أرجاء العالم، كما أنه سيكون بإمكانه إبقاء إيهود باراك في منصب وزير الدفاع، خاصة أنه يعلن أنه يرى في باراك المرجعية الأمنية الأولى في إسرائيل، وأنه الأكثر أهلية لتولي هذا المنصب.
لكن هذا السيناريو يبدو صعبا جدّا؛ حيث يبدي معظم الساسة في حزب العمل معارضة للمشاركة في حكومة يشارك بها ليبرمان، كما أنهم يعتبرون أن تراجع حزبهم إلى المرتبة الرابعة في نتائج الانتخابات بعد حزب "إسرائيل بيتنا" يعني أن جمهور الناخبين أراد أن يجلس حزب العمل في المعارضة، كما تقول النائبة عن الحزب شيلي يحموفيتش.
3- حكومة ممثلة بـ 58 نائبا وذلك بمشاركة كاديما والعمل وإسرائيل بيتنا وشاس: أي نفس تركيبة الحكومة الحالية تقريبا، لكن المشكلة أن حركة شاس الدينية ألزمت نفسها بعدم الانضمام لحكومة برئاسة تسيبي ليفني التي وعدت بالعمل على سن قانون يشرع الزواج المدني.
4- حكومة ممثلة بـ 68 نائبا بمشاركة الليكود وكاديما والعمل: برغم أن توجه نتنياهو إلى هذا الخيار سيكون صعبا على اعتبار أنه يعني استبعاد حزب إسرائيل بيتنا، وذلك خلافا لرغبة قيادات الليكود، فإنه قد يكون الأكثر واقعية، على اعتبار أن هذا الائتلاف يضمن استقرار الائتلاف، كما يسوقه في العالم، ومن الممكن أن يتفق نتنياهو وليفني على التناوب على رئاسة الحكومة، عامان لنتانياهو وعامان لليفني كما كانت عليه الأمور في العام 1984 عندما تناوب بيريس وإسحاق شامير على رئاسة حكومة "الوحدة الوطنية" في ذلك الوقت.
*اسلام اون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق