الأحد، 22 فبراير 2009

اتفاق الخنوع لحماس ... بقلم :د. فايز ابو شمالة

يهودا فجمان" مرشد دورات عسكرية، وخبير في تاريخ الجيش الإسرائيلي، كتب في صحيفة يديعوت أحرنوت مقالاً تحت عنوان، [اتفاق الخنوع لحماس] اختصره في التالي: لقد سرنا في الحرب على غزة على حد السكين، لذلك سننجر إلى الحرب ثانية، ويقارن الكاتب بين الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سنة 2000، ثم حرب 2006، وتواصل تزود حزب الله بالأسلحة، ويقول: نفس الشيء يحدث في غزة، انتفاضة سنة 2000، بعد ذلك الانسحاب الإسرائيلي من غزة 2005، وبعد أكثر من تهدئة تتوقف حرب الرصاص المصبوب قبل أن تحقق أهدافها، وستواصل حماس تسليح نفسها لحرب قادمة.
ويقول الكاتب: لقد توصلت (إسرائيل) إلى تهدئة مع منظمة ما زالت تصر على تدمير دولة (إسرائيل)، بينما قد فشلت (إسرائيل) في وقف إطلاق الصورايخ، وهذا الفشل الفاضح سيضاف إليه قريباً إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين الذين قتلوا يهود، إن في ذلك تعزيزاً لقبضة الإرهاب بمساعدة الإسرائيليين الذي يسعى الإرهاب لتصفيتهم، إنها أكبر مهانة في تاريخ الدولة العبرية، لقد عرفت حماس كيف تواصل خرق التهدئة بذكاء لا يجر الجيش إلى حرب، ليبقي السكان في فزع لا يشعر فيه القادة، ورجال الأعمال، إنها تهدئة مؤقتة، وستجرنا إلى حرب جديدة، وعلى الحكومة القادمة أن تعمل على حماية مواطنيها، ولا تلتزم بهذه التهدئة المهينة.
شدني تعليق القراء اليهود على المقال، وقد تجاوزت 150 رداً في ساعات، وكان الاهتمام واضحاً بالموضوع، وتركزت الردود على تغذية الفكرة ذاتها التي أتى عليها الكاتب، وظهر الخوف من الغد واضحاً، ولكن لم ألحظ في الردود هجوماً شخصياً ، كما ترى في بعض المواقع الفلسطينية، عندما يترك الموضوع جانباً، ليبدأ الردح.
لقد أجمع المعلقون إلا قليلاً على مضمون المقال، وعلى الفشل العسكري، وانعدام الأمن، وانتصار حماس، فمنهم من كتب: إلى متى سندفن رأسنا في الرمال، وهيا لنخرج إلى الشوارع كي يتنبه القادة؟ وأحدهم كتب: أغلقوا أفواه الجنرالات في (إسرائيل)، الذين لم يستخدموا القوة، والقوة، وفقط القوة. أما رقم [147] فقد كتب: حكومة يمينية قوية قادرة أن تعيد كل أرض (إسرائيل) إلى اليهود فقط.
ولكن رقم [71] كتب: هل حسبتم أن الفلسطينيين سيقبلون إلى الأبد أن يظلوا خيال الحقل، حتى لو دمرتم حماس، سيأتي من هو أشد، وأقسى، لا يكفي أن تعتمدوا على قوتكم، وكتب "اوري" رقم [31] يقول: سأذكر بعض الحقائق: أنتم تحاصرون الفلسطينيين، ثم تقولون لا يوجد من نتحدث معه، في السابق قلتم لن نتحدث مع المنظمة، اليوم تشتاقون للمنظمة، واليوم تقولون لن نتحدث مع حماس، وعندما سيأتي تنظيم القاعدة ستشتاقون للحديث مع تنظيم حماس، أقول لكم أن حماس شرعية ، تحدثوا معها، وكفاكم اعتماد على القوة دون طائل، رد عليه رقم [ 99]: وغداً يصير تنظيم القاعدة قانونياً، وما سيأتي لنا أصعب من القاعدة غير قانوني، المشكلة ليست في عدم وجود من نتحدث معه، المشكلة على ماذا سنتحاور مع الفلسطينيين، إنهم لا يريدونك هنا، ولا جدل، ولا نقاش جماهيري بينهم حول عدم حقك في العيش هنا، هل تستطيع أن تقنع الفلسطينيين أن يتركونا نحيا هنا بهدوء.
ولكن أغرب تعليق جاء فيه: ورغم صدق المقال، وواقعيته، فقد حصلت "كاديما" على 28 مقعداً. إنه شعب (إسرائيل) الغبي الذي يختار مثل هؤلاء، وغداً سيدفع ثمن اختياره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق