الأحد، 22 فبراير 2009
كفى، انهوا الامر \ بقلم: يوئيل ماركوس \ هآرتس 20/2/2009
مر يوم آخر انعقد فيه المجلس الوزاري السياسي دون اتخاذ قرار. يوم آخر وبعده يوم آخر، لم توضع فيه على الطاولة قائمة 1.400 سجين ارهابي فلسطيني تطالب بهم حماس كي تعيد لنا جلعاد شليت. جلسوا خمس ساعات، ومرة اخرى لم يقرروا كيف سيكون نظام التبادل ومن سيسبق من وماذا سيسبق ماذا. بعد قليل تنهي الحكومة الحالية ولايتها، وايهود اولمرت يحاول في نهاية النهاية اقناع ناخبيه بانه رغم تلنسكي ورغم التحقيق الشرطي رقم 14 فانه رئيس وزراء فائق وشجاع حتى النهاية. وعلى حد تعبير ارئيل شارون الالمعي، فانه "في النظر الى الوراء دوما يرى الناس ستة على ستة".
بعد قليل الف يوم على شليت في الاسر، والحكومة لا تزال في المتاهة او في المعضلة في كيفية اعادته. مشروع، وان لم يكن دوما انسانيا، ان يظهر المرء متصلبا تجاه صفقة مقترحة على ظهر جندي واحد. ولكن ما الذي ينتظره قادة الدولة؟ ان يكون مصير شليت كمصير رون اراد؟ ما الذي ننتظره؟ ان تقوم حاليا حكومة يمينية قد ينشأ فيها معارضو تعرقل الصفقة؟ الجملة التي اقتبست على لسان احد نشطاء الاتحاد الوطني "سنضحي بارواحنا كي نعرقل الصفقة"، يجب أن تثير لدينا القشعريرة. وصمة كهذه سبق ان علقت بنا ذات مرة عندما "نسينا" في حملة السويس 1956 ان نحرر شبابنا من "العمل المخجل" في القاهرة، عندما كان في ايدينا أسرى كثيرين لنستبدلهم بهم بمن فيهم ضابط برتبة جنرال.
مشروع المساومة، من نحرر مقابل شليت ومن لا. ولكن سخيفا في هذه المرحلة ربط التحرير بمسألة المعابر. مع كل الاحترام لمصر فليست هي من يقرر الجدول الزمني لتحرير اسيرنا. شليت اسر في وردية اولمرت، وكان هناك انطباع بان رئيس الوزراء لن يترك منصبه قبل أن يحرره بـ "الثمن المقبول" والاليم. لديه اسناد من وزير الدفاع والقيادة العسكرية. ليس واضحا لماذا غير رأيه. الجدال هو على ما يبدو بين اولمرت وايهود باراك، في مسألة اذا كان ينبغي ربط التهدئة بتحرير شليت. حرب لبنان الثانية، التي قتل فيها 160 مقاتلا ومدنيا، اندلعت بموافقة اولمرت وبمبادرته بهدف انقاذ مخطوفين اثنين من ايدي حزب الله. ومع الايام تبين، حسب وضع السيارة التي اختطفا منها وكمية الدم بانهما ليسا على قيد الحياة، ولكن نصرالله لعب بنا بالاعيبه في أنه حتى لقاء معلومة عن كل قطعة من جسد ينبغي دفع ثمن. وفي النهاية دفعنا.
على شفا اقامة الحكومة الجديدة فان من شأن هذا الهدف السامي لفداء الاسير ان يصبح بسرعة حربا لليهود ايضا. المزاعم في أن عاموس جلعاد جاء وخرج بشكل مستقل الى القاهرة، وجر اولمرت الى اتفاقات لا يريد الوصول اليها تعكس التوتر السائد بين اولمرت وباراك. لمعرفته بالثمن الباهظ الذي سيدفع لقاء شليت، فان الانطباع هو أن اولمرت نادم ويريد ان يبقي مسألة شليت الى من يأتي بعده.
المحامي سلونيم، الذي عالج على مدى السنين موضوع تبادل المخطوفين، يقول ان شليت هو احدى الحالات الوحيدة التي على الاقل ما كان ينبغي في البداية طلب اشارة حياة منه. أمر آخر: المفاوضات على تحريره تجري بعد حرب، في نهايتها دارج ضمن امور اخرى اجراء تبادل أسرى. وبعد أن دمرت لهم غزة تقوم بخطوة انسانية، الاساس فيها تبادل الاسرى، بينهم كاولئك الذين يجلسون هنا منذ سنوات عديدة.
المشكلة هي ان في ايديهم اسير واحد بينما في ايدينا نحو 12 الف "أسير" – من سارقي السيارات وحتى القتلة المحكومين لعدة مؤبدات ومحتجزين هنا في ظروف معقولة. التفكير في ان نبقيهم هنا الى الابد ليس معقولا. اذا ما عادوا الى عادتهم بعد تحريرهم، مفتوحة الطريق لتصفيتهم. وبالمناسبة، ليس كل اسير/سجين محرر هو ضدنا من حيث المبدأ. الدليل هو ان جبريل الرجوب، محمد دحلان وكثيرين آخرين ايدوا التسويات.
ولكن الاهم من كل ذلك، يقول سلونيم، هو الميثاق غير المكتوب بين الدولة وجنودها، وبموجبه الجندي يتعهد بالقتال والدولة تتعهد باعادته الى بيته. هذا الاحساس في أن جنود الجيش سيكونون مقتنعين بانهم لن يلعبوا بحياتهم، هو قيمة عليا. فما بالك ان الجندي الذي يخرج الى المعركة يتوقع الا تكون معارك سياسية تهكمية وتصفية حسابات على ظهره.
الارهاب المنفعل يلعب لعبة وحشية بنقطة الضعف الانسانية عندنا. فالجمهور الاسرائيلي، الذي من جهة يطالب بتحرير مخطوفين وليكن ما يكون، يستاء بعد ان نقوم بذلك من تحريرنا ارهابيين كثيرين بهذا القدر. عندما سنرى مئات السجناء، بينهم بعض من الـ 450 مخربا مع دم على الايدي ممن تطالب بهم حماس، سعداء وفرحين في غزة، يشتموننا ويسبوننا، فان احساسا ثقيلا من المرارة سيعيشه الجمهور.
ولكن طوبى لنا باننا كذلك. واحد من أجل الجميع والجميع من أجل واحد. إذن باسم الرب، كفوا عن الشجار وانهوا الامر.
بعد قليل الف يوم على شليت في الاسر، والحكومة لا تزال في المتاهة او في المعضلة في كيفية اعادته. مشروع، وان لم يكن دوما انسانيا، ان يظهر المرء متصلبا تجاه صفقة مقترحة على ظهر جندي واحد. ولكن ما الذي ينتظره قادة الدولة؟ ان يكون مصير شليت كمصير رون اراد؟ ما الذي ننتظره؟ ان تقوم حاليا حكومة يمينية قد ينشأ فيها معارضو تعرقل الصفقة؟ الجملة التي اقتبست على لسان احد نشطاء الاتحاد الوطني "سنضحي بارواحنا كي نعرقل الصفقة"، يجب أن تثير لدينا القشعريرة. وصمة كهذه سبق ان علقت بنا ذات مرة عندما "نسينا" في حملة السويس 1956 ان نحرر شبابنا من "العمل المخجل" في القاهرة، عندما كان في ايدينا أسرى كثيرين لنستبدلهم بهم بمن فيهم ضابط برتبة جنرال.
مشروع المساومة، من نحرر مقابل شليت ومن لا. ولكن سخيفا في هذه المرحلة ربط التحرير بمسألة المعابر. مع كل الاحترام لمصر فليست هي من يقرر الجدول الزمني لتحرير اسيرنا. شليت اسر في وردية اولمرت، وكان هناك انطباع بان رئيس الوزراء لن يترك منصبه قبل أن يحرره بـ "الثمن المقبول" والاليم. لديه اسناد من وزير الدفاع والقيادة العسكرية. ليس واضحا لماذا غير رأيه. الجدال هو على ما يبدو بين اولمرت وايهود باراك، في مسألة اذا كان ينبغي ربط التهدئة بتحرير شليت. حرب لبنان الثانية، التي قتل فيها 160 مقاتلا ومدنيا، اندلعت بموافقة اولمرت وبمبادرته بهدف انقاذ مخطوفين اثنين من ايدي حزب الله. ومع الايام تبين، حسب وضع السيارة التي اختطفا منها وكمية الدم بانهما ليسا على قيد الحياة، ولكن نصرالله لعب بنا بالاعيبه في أنه حتى لقاء معلومة عن كل قطعة من جسد ينبغي دفع ثمن. وفي النهاية دفعنا.
على شفا اقامة الحكومة الجديدة فان من شأن هذا الهدف السامي لفداء الاسير ان يصبح بسرعة حربا لليهود ايضا. المزاعم في أن عاموس جلعاد جاء وخرج بشكل مستقل الى القاهرة، وجر اولمرت الى اتفاقات لا يريد الوصول اليها تعكس التوتر السائد بين اولمرت وباراك. لمعرفته بالثمن الباهظ الذي سيدفع لقاء شليت، فان الانطباع هو أن اولمرت نادم ويريد ان يبقي مسألة شليت الى من يأتي بعده.
المحامي سلونيم، الذي عالج على مدى السنين موضوع تبادل المخطوفين، يقول ان شليت هو احدى الحالات الوحيدة التي على الاقل ما كان ينبغي في البداية طلب اشارة حياة منه. أمر آخر: المفاوضات على تحريره تجري بعد حرب، في نهايتها دارج ضمن امور اخرى اجراء تبادل أسرى. وبعد أن دمرت لهم غزة تقوم بخطوة انسانية، الاساس فيها تبادل الاسرى، بينهم كاولئك الذين يجلسون هنا منذ سنوات عديدة.
المشكلة هي ان في ايديهم اسير واحد بينما في ايدينا نحو 12 الف "أسير" – من سارقي السيارات وحتى القتلة المحكومين لعدة مؤبدات ومحتجزين هنا في ظروف معقولة. التفكير في ان نبقيهم هنا الى الابد ليس معقولا. اذا ما عادوا الى عادتهم بعد تحريرهم، مفتوحة الطريق لتصفيتهم. وبالمناسبة، ليس كل اسير/سجين محرر هو ضدنا من حيث المبدأ. الدليل هو ان جبريل الرجوب، محمد دحلان وكثيرين آخرين ايدوا التسويات.
ولكن الاهم من كل ذلك، يقول سلونيم، هو الميثاق غير المكتوب بين الدولة وجنودها، وبموجبه الجندي يتعهد بالقتال والدولة تتعهد باعادته الى بيته. هذا الاحساس في أن جنود الجيش سيكونون مقتنعين بانهم لن يلعبوا بحياتهم، هو قيمة عليا. فما بالك ان الجندي الذي يخرج الى المعركة يتوقع الا تكون معارك سياسية تهكمية وتصفية حسابات على ظهره.
الارهاب المنفعل يلعب لعبة وحشية بنقطة الضعف الانسانية عندنا. فالجمهور الاسرائيلي، الذي من جهة يطالب بتحرير مخطوفين وليكن ما يكون، يستاء بعد ان نقوم بذلك من تحريرنا ارهابيين كثيرين بهذا القدر. عندما سنرى مئات السجناء، بينهم بعض من الـ 450 مخربا مع دم على الايدي ممن تطالب بهم حماس، سعداء وفرحين في غزة، يشتموننا ويسبوننا، فان احساسا ثقيلا من المرارة سيعيشه الجمهور.
ولكن طوبى لنا باننا كذلك. واحد من أجل الجميع والجميع من أجل واحد. إذن باسم الرب، كفوا عن الشجار وانهوا الامر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق