الاثنين، 2 فبراير 2009

نعم لمنظمة التحرير، فرسٌ أصيلةٌ ... بقلم : د. فايز ابو شمالة


الشكر إليك يا خالد مشعل، وأنت تجبر الأولاد العاقين على زيارة أبيهم في بيت العجزة والمسنين، علّهم يعودون بميثاقه إلى صدر البيت، ويحترمون عهده بعد مهانة، ويرشونه بعطر إعلامهم الفواح، فما زالت في يده الأختام التي تنزع عنهم شرعيتهم، وهم يتراقصون مع سلطتهم على مسرح الدولة العبرية.
لقد هتف الناس لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أطلق يدها الميثاق الوطني الفلسطيني، وهو يقول: [منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة لقوى الثورة الفلسطينية، مسئولة عن حركة الشعب العربي الفلسطيني في نضاله من أجل استرداد وطنه، وتحريره، والعودة إليه، وممارسة حق تقرير مصيره، في جميع الميادين]. ذلك نص المادة [26] من الميثاق الوطني الذي يلقي على عاتق المنظمة مسئولية النضال الهادف إلى استرداد، وتحرير فلسطين من العدو، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، ليمارس الفلسطينيون حقهم في تقرير مصيرهم. وهذه نقطة إجماع للشعب الفلسطيني الذي غضب لتغييب منظمة التحرير، وسيحاسب من أوصلها إلى هذا المستوى من الانحدار السياسي، وحرفها عن الهدف الذي أسست لأجله؟.
نعم لمنظمة التحرير الملتزمة بطرق النضال التي نصت عليها المادة [9] من الميثاق: [الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وهو بذلك إستراتيجية وليس تكتيكاً]. فماذا فعلت القيادة الفلسطينية بالكفاح المسلح؟ ألم تستبدل إستراتيجية المقاومة بإستراتيجية التفاوض؟ ومن الذي يوفر التغطية لمن يقوم بجمع السلاح المقاوم في الضفة الغربية؟ وكيف تريدون من الشعب المقاوم أن يستسلم لكم قيادة شرعية وحيدة؟ وأنتم تحرفون ميثاقه الوطني عن موضعه. عودوا إلى منظمة التحرير التي تتبرأ منكم في المادة [21] من ميثاقها والتي تقول: [الشعب العربي الفلسطيني معبراً عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة، يرفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، ويرفض كل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تدويلها]. بهذا النص تكون منظمة التحرير قد طردت مغتصبيها من صفوفها، أولئك الذين عقدوا المواثيق، والاتفاقيات التي باركت للعدو أرض فلسطين 1948، ولا تحارب سيطرة العدو على الأرض المحتلة سنة 1967، ليعود الشعب على أثره، يفتش عن قيادة جديدة تحفظ له كرامته، وتعيد له ما ضاع من حقه.
الخلل في قيادة منظمة التحرير، وهم يتهربون من الالتزام بالثوابت التي نص عليها الميثاق، ولاسيما في مسألة شرعية المقاومة، وعدم شرعية المفاوضات، وعدم الاعتراف بالدولة العبرية، وهي أهم نقاط خلافية في حالة الانقسام الفلسطيني. لتأتي نصوص الميثاق الوطني ضد موقف من يدعون حراسته، والتمسك بإرث منظمة التحرير، ويا حبذا لو اعتمدت حماس نصوص الميثاق الوطني مرجعية للحوار الفلسطيني في القاهرة.
ونعم لمنظمة التحرير، فرسٌ أصيلةٌ يمتطي صهوتها الريحُ، ولا يمسك لجامها كسيحُ.
* كاتب فلسطيني يقيم في قطاع غزة - fayez@palnet.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق